معركة الرئاسة تشتعل بلبنان.. باسيل يلمح للترشح ويهاجم قائد الجيش
قال رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، جبران باسيل، إنه سيفكر جديا بالترشح للرئاسة، في وقت هاجم فيه بحدة قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، المرشح المحتمل للرئاسة.
إعلان "باسيل"، خلال مؤتمر صحفي الأحد، جاء مترافقا مع فتح النار في جميع الاتجاهات على خصومه السياسيين، والمرشحين المحتملين للرئاسة.
وأضاف صهر الرئيس السابق ميشال عون: "رح أفكر جديا بالترشح لرئاسة الجمهورية بغض النظر عن الخسارة والربح".
جاء موقف "باسيل" في سياق هجوم شنه بالاسم على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقائد الجيش جوزيف عون.
وهاجم "باسيل" بشكل مباغت قائد الجيش، متهما إياه بـ"مخالفة قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية"، مردفا: "يأخذ (عون) بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرّف على هواه بالملايين، بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش".
الهجوم يأتي عشية زيارة مرتقبة لرئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" (التكتل النيابي للحزب التقدمي الاشتراكي) النائب تيمور وليد جنبلاط إلى الصرح البطريركي في بكركي للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وقبل أيام، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مع وفد من "حزب الله" للبحث في الاستحقاق الرئاسي، وجرى طرح 3 أسماء جديدة للتوافق حولها، وفي مقدمتها اسم جوزيف عون الذي يواجه رفضاً شديداً من باسيل وفريقه.
فيما رفض عضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" وليد الأشقر، في تصريحات صحفية، ربط كلام باسيل عن قائد الجيش بالمعركة الرئاسية، لافتا إلى أن رئيس التيار "ليس مرشحا حتى الآن للرئاسة، بدليل أنه يطرح مجموعة أسماء للتوافق على أي منها، إلّا إذا حصلت تطورات استدعت ترشيح نفسه كما أوضح في مؤتمره الصحفي".
وفي قراءته لحديث "باسيل"، رأى المحلل السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز، في حديث لـ العين الإخبارية"، أن رئيس التيار الوطني الحر فقد مصداقيته مع معظم القوى المسيحية، وهو يريد استخدامها لدعم ترشحه للرئاسة مصورا نفسه أنه المنقذ للبنان، بعدما شن انتقادات حادة لقائد الجيش جوزيف عون، كمرشح جدي للرئاسة، والوزير السابق سليمان فرنجية.
وأضاف: "حاول باسيل أن يصنف نفسه الممثل الشرعي الوحيد للطائفة المارونية في لبنان، رغم أن هناك قيادات مسيحية مارونية سواه ولها شأنها في المعادلة الوطنية مثل القوات اللبنانية وحزب الكتائب والوطنيين الأحرار وحزب الكتلة الوطنية إضافة إلى شخصيات مستقلة مثل الوزير السابق بطرس حرب".
وأشار إلى أن "النقطة الاستراتيجية في حديث باسيل أنه هو شخصيا بصدد الترشح للرئاسة، وباقي الحديث المتعلق بالإصلاحات فهو من الأمور التكتيكية".
ونبه إلى أن "باسيل سوق لهذا الترشيح بإعلان التزامه باتفاق الطائف، وبانتماء لبنان العربي والمشرقي علما بأنه طيلة تاريخه السياسي وخاصة خلال رئاسة ميشال عون لم يترك مجالا، إلا وانتهك فيه بنود الطائف وخاصة قانون الانتخابات النيابية المناقض للدستور والذي أعلن سابقا أنه واضعه"، على حد قوله.
ووفق مراقبين فإن تلويح رئيس التيار الوطني الحر بالترشح دون الإعلان عنه، لإدراكه أن حظوظه معدومة، لكن استخدم هذه الورقة لتحسين شروطه.
وحول العلاقة مع حزب الله، أكدوا أن اللقاء الأخير بين وفد الحزب في مقر التيار كان صوريا، ولم يتم وضع رؤية لحل الخلافات المتراكمة بينهما.