مأوى وغذاء ودواء.. المتطوعون يغيثون ضحايا "كارثة بيروت"
الشباب وزعوا أنفسهم إلى مجموعات داخل خيام في الساحة المقابلة لمسجد الأمين في وسط بيروت، يجمعهم هدف واحد هو تقديم المساعدات.
تحوّل وسط بيروت إلى خلية نحل؛ شبان وشابات تجمّعوا منذ صباح الخميس لاستكمال حملة المساعدات والمبادرات التي أطلقوها لإغاثة العائلات المتضررة من الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية مساء الثلاثاء.
وزّع الشباب أنفسهم إلى مجموعات داخل خيام في الساحة المقابلة لمسجد الأمين في وسط بيروت، يجمعهم هدف واحد هو تقديم المساعدات للعائلات المحتاجة والمتضررة من الانفجار.
واحتوت خيمة كبيرة على مساعدات مختلفة منها أدوات تنظيف وخبز وأطعمة وزجاجات مياه يشرف عليها عدد كبير من المتطوعين، تحدثت باسمهم علا حركة.
وقالت علا لـ"العين الاخبارية": "نحن متطوعون من المجتمع المدني، بدأنا العمل في هذا المجال قبل بدء التحركات الشعبية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتحديداً حين اندلعت الحرائق في لبنان، ولأن قدر بلدنا مواجهة الضربات قررنا القيام بأقل واجب تجاهه".
وأضافت: "بدأت الفكرة في الأمس من خلال منشور على (فيسبوك) للتجمع والبدء بالتكافل وقبول المساعدات العينية وتقديمها للمحتاجين".
وأوضحت: "وزّعنا بعضنا على مجموعات. فرقة طبيّة للمساعدة في تنظيف جروح المصابين، وفرقة مساعدة نفسية من قبل مختصين للأطفال الذين لا يزالون تحت صدمة الانفجار، كما نستقبل المساعدات ونضعها في حصص قبل توزيعها على المناطق".
وأشارت إلى أن فريقاً من المتطوعين تفرّغ لتنظيف المنازل والشوارع، إذ يعملون على رفع الركام وجمعه داخل أكياس وتركه إلى جانب الطريق لتسهيل عمل السلطات المحلية.
وتشارك "الحملة اللبنانية للتغيير" في توزيع الملابس والمواد الغذائية منذ الأربعاء، وقال خضر أنور لـ"العين الإخبارية": "نزلنا في ثورة أكتوبر للوقوف في وجه النظام، واليوم نحن هنا لأن الدولة لا تقوم بدورها".
وأضاف: "نتواصل مع السكان الذين أجبرهم الانفجار على مغادرة منازلهم من الجميزة، نوزِّع عليهم ما يحتاجونه، وقد نشرنا أرقام هواتفنا على مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل الاتصال بنا".
"جمعية النجدة الشعبية" حاضرة هي الأخرى في وسط بيروت أيضاً، وتحدّثت إحدى المتطوعات فيها قائلة لـ"العين الاخبارية": "نحن فريق تطوعي للدعم، حضرنا أمس، وساعدنا سكان الجميزة في رفع الركام، وفي إنزال الحجارة الآيلة للسقوط من الأبنية".
ويقف إلى جانبها متطوع في الدفاع المدني تحدّث عن جهوزيتهم في حال تعرض أي من الموجودين لعارض صحي، وقال: "نحن على الأرض حتى قبل الانفجار، واليوم نتوزع على فرق تنتشر بين المرفأ والجميزة ووسط بيروت لتقديم المساعدة".
ومن صور حضرت "خلية أزمة" تحدّثت باسمها تاندي فاعور، قائلة: "نحن مجموعة متطوعين استطعنا تأمين 60 شقة حتى الآن في صور وضواحيها للعائلات المحتاجة، وقصدنا بيروت، لنقل المتضررين، كما نستقبل المساعدات العينية لإيصالها إلى المحتاجين".
مروى صفواي من جمعية "نحن حدك"، شرحت كذلك سبب وجودها في الساحة بالقول: "نقوم بجولة على المناطق المتضررة للتكاتف والتضامن مع المتضررين، في الأمس كنا في الكارنتينا، واليوم في الجميزة وسنكون في أي مكان يحتاجنا إليه".
وأطلقت جمعيات عدة حملات دعم منها واحدة تحت عنوان "كرمال بيروت" لمساعدة العائلات المتضررة.
وأعلن عدد من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي فتح منازلهم لإيواء العائلات التي باتت من دون مأوى، ولبى آلاف الشبان نداءات استغاثة المستشفيات للتبرع بالدم في مختلف المدن والقرى اللبنانية.
وشهد لبنان يوم الثلاثاء انفجارا هائلا ناجما عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل 137 شخصا على الأقل، وإصابة 5 آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.