بعد حسم حدوده البحرية مع إسرائيل.. لبنان يتجه شمالا
يبدو أن لبنان يعتزم غلق ملف ترسيم حدوده البحرية المشتركة مع دول جواره، فبعد الانتهاء من إسرائيل جنوبا قرر أن يتجه إلى سوريا وقبرص.
ويزور بيروت حاليا وفد قبرصي لإجراء مباحثات حول ترسيم الحدود البحرية المشتركة.
المبعوث القبرصي الخاص تاسوس تزيونيس التقى، اليوم الجمعة، في بيروت، الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أوشكت فترته الرئاسية على الانتهاء، وبحث معه ترسيم الحدود.
وقال تزيونيس "لا توجد مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلها بسهولة".
وفي تصريحات عقب اللقاء، قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب إن الجانبين ناقشا النقاط العالقة بين البلدين، مشيرا إلى أن الوفد القبرصي طلب اللقاء بعد الاتفاق على النقطة 23 بالنسبة للحدود الجنوبية.
وأوضح بوصعب أن الوفد القبرصي سيجتمع مع وزير الأشغال اللبناني علي حمية، وسيُعمل على إيجاد حلّ للنقاط التي فيها اختلاف.
وألمح النائب اللبناني أن التفاوض مع قبرص أسهل من التفاوض مع إسرائيل بقولة إن "التعاون مع قبرص ليس كالتعاون مع دولة عدوة وهذا ما يسرع العمل".
وكشف أن النقاط العالقة هي التي تخص الترسيم شمالاً، موضحا أنه سيتم التواصل مع سوريا من جديد بهذا الشأن".
وأوضح المسؤول اللبناني أن ملف الحدود البحرية مع قبرص لن ينتهي إلا بعد التفاهم مع سوريا، التي قال إنه وقع سوء تفاهم في المفاوضات معها.
وفي 2007، توصل لبنان وقبرص إلى اتفاقية لترسيم الحدود البحرية لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بسبب عدم مصادقة البرلمان عليها.
وقامت قبرص بتحديد منطقتها الاقتصادية البحرية الخالصة قبالة سواحل إسرائيل في عام 2010.
اتفاق تاريخي مع إسرائيل
والأسبوع المنصرم، أنهى لبنان اتفاقا مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية، حيث تسلم عون رسالة رسمية من أمريكا تفيد بإتمام الاتفاق.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ستكون موجودة في الناقورة، وستتسلم من لبنان إحداثيات ترسيم الحدود البحرية فوراً في نفس اللحظة التي تُسلّم فيها الرسالة اللبنانية إلى الوسيط الأمريكي عموس هوكشتاين.
ووقع الرئيس اللبناني عون رسالة، تنص على أن لبنان تسلم الرسالة الأمريكية ووافق على مضمونها، لكن لم يسلمها إلى الوسيط الأمريكي، لأن الرئيس اللبناني كلف وفدا بتسليمها لهوكشتاين في الناقورة.
ولن يسري الاتفاق قبل أن يوقع عليه بشكل منفصل المسؤولون في لبنان ورئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد في القدس، ثم يجتمع المفاوضون بعد ذلك في قاعدة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الناقورة مع الفريق الأمريكي، لتعلن واشنطن رسميا دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ورغم أن لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمية، فإن الاتفاق يعتبر تسوية غير مسبوقة ويمهد للتنقيب عن الطاقة في البحر مما قد يخفف من الأزمة الاقتصادية في لبنان.
محاولات متعثرة مع سوريا
وشهد الأسبوع الماضي أيضا محاولات لبنانية لترسيم الحدود المشتركة مع سوريا، وهو ما بحثه عون في اتصال هاتفي مع نظيره السوري بشار الأسد.
وكان نزاع بين البلدين على الحدود البحرية المشتركة قد ظهر العام الماضي، بسبب منح دمشق ترخيصا لشركة طاقة روسية للقيام بعمليات تنقيب بحري في منطقة يقول لبنان إنها تابعة له.
وبحسب بيان سابق للرئاسة اللبنانية، فإن عون كلف وفدا يضم كل من إلياس بوصعب، نائب رئيس مجلس النواب الذي تفاوض نيابة عن لبنان في المحادثات غير المباشرة بخصوص الحدود مع إسرائيل، ووزيري الخارجية والنقل اللبنانيين إلى جانب المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، بالسفر إلى دمشق خلال الأيام المقبلة لبدء المفاوضات والمناقشات.
إلا أن سوريا ألغت زيارة الوفد لبناني لمناقشة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، معتبرة أن "الوقت غير مناسب لمثل هذه الزيارة"، دون أن تقدم مزيدا من التوضيح حول الأمر.
وتأتي المحاولات اللبنانية للانتهاء من ملف ترسيم الحدود البحرية مع دول الجوار قبل أيام من انتهاء رئاسة عون للبنان في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وسط توقعات بأن تتجه البلاد إلى شغور رئاسي، بعد أن أخفق البرلمان في انتخاب خلف له خلال 5 جلسات عقدها لهذا الغرض.
ويعيش لبنان في أزمة سياسية منذ مايو/أيار الماضي، عطلت نجيب ميقاتي رئيس الوزراء المكلف عن تشكيل حكومته، بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة.
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA==
جزيرة ام اند امز