معرض للمسكوكات في بيروت ينفض الغبار عن آثار الحضارات
هواة جمع المسكوكات والطوابع البريدية النادرة من لبنان والدول العربية يجتمعون في معرض تستضيفه بيروت للسنة الـ4 على التوالي
اجتمع هواة جمع المسكوكات والطوابع البريدية النادرة من لبنان والدول العربية في معرض تستضيفه بيروت للسنة الـ4 على التوالي، ليتداولوا شجون هوايتهم التي باتت تقتصر على من بقي من جيل سابق كان يشغله حفظ التاريخ وآثار الحضارات البائدة، ولم تستهلك الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وقته وجهده.
وتتولى "جمعية المسكوكات للعالم العربي والإسلامي" اللبنانية تنظيم المعرض، حفاظا من أعضائها على هذه الهواية، وليتسنى للجمهور الاطلاع عليها كجزء من التراث الوطني.
وقال الهاوي الستيني حاتم نحاس -وهو يتنقل بين منصات العرض، ناقلا شغفه ومعلوماته الثمينة بلياقة جيله- "كانت الدنانير في العصور العباسية والأموية تصنع من الذهب، في حين كانت الدراهم من الفضة، لنتخيل أن هذه المسكوكات الموجودة بين أيدينا اليوم لمسها ربما الخليفة العباسي هارون الرشيد أو الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان.. هذه الحضارة هي جذورنا وتاريخنا".
وتتناثر في أرجاء هذا المعرض الفريد من نوعه في لبنان النقود من العصور العباسية والأموية والسلجوقية والبيزنطية، ويعرض فيه الهواة والتجار المتخصصون مجموعاتهم لإتاحة المجال أمام الجميع وللجمهور تبادل الخبرات والمعارف والمسكوكات النادرة.
وتنوي الجمعية التوسع في نشاطها العام المقبل لتستضيف التلاميذ والطلاب لتعريفهم على هذا الأثر الذي يعد أحد أهم الشواهد الباقية على وجود هذه الحضارات وخلودها.
وقال سمير الخادم رئيس الجمعية "لهذه المسكوكات سحرها وجاذبيتها.. ولا نريدها أن تظل مقتصرة على الأغنياء والطبقة الميسورة القادرة على الشراء وارتياد المزادات، بل نريدها أن تكون منتشرة بين الناس جميعا، خصوصا أن لهذه المسكوكات التي استلزم جمع كل دينار ودرهم منها الكثير من الوقت والجهد والشغف، قيمة مادية كبيرة وتزداد قيمتها بمرور الوقت".
وأضاف "لهذه العملات روح تنادي على بعضها وتجمع بعضها، فعندما يبدأ شخص ما بجمعها سيرى هواة آخرون يتواصلون معه من بعيد لرؤية ما لديه وعرض ما يملكونه عليه".
وأشار الخادم إلى أن الجمعية تنوي الترويج لهذا النوع من النشاطات الثقافية والسياحية أسوة بأوروبا والولايات المتحدة، التي تشهد يوميا مزادات ومعارض من هذا النوع.
لكن حضور المعرض من الهواة الذين اقتصروا على شريحة معينة من أجيال كبرت في القرن الماضي لم يظهر عليهم ذات التفاؤل.
وقال الطيار المتقاعد البحريني محمد الوردي "الجيل الجديد نسي هذه الهواية ونسي جذوره.. شغل وقته الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي، على أيامنا كنا ننتقل من بلد إلى بلد لنجمع الطوابع الفريدة والعملات".
ويبحث الهواة عن الطوابع والمسكوكات التذكارية المحدودة الإصدار، أو تلك التي حصل خطأ في طباعتها وسحبت من السوق أو المسكوكات والعملات التي طبعت في مرحلة معينة ولم يجر تداولها على نطاق واسع، مثل العملات النقدية التي سكتها السلطات اللبنانية محليا خلال الحرب العالمية الثانية.
وأقامت جمعية المسكوكات العربية المعرض ليوم واحد في بيروت يوم الخميس، على أن تتوسع النشاطات المماثلة في العام المقبل.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز