مدعي النبوة اللبناني.. لماذا لم تصدر فتوى بحقه وما عقوبته القانونية؟
لا يزال مدعي النبوة في لبنان نشأت منذر يشغل مواقع التواصل الاجتماعي بادعاءاته التي باتت محط سخرية المتابعين.
وفي جديد هذه القصة، تمّ الكشف عن هوية نشأت، حيث نشر ناشطون صورته وهو يعزف على الطبل خلال حفل موسيقي مؤكدين أنها تخصه.
منذر الذي ادّعى أنه "منقذ البشر والأرض"، هدد الناس بحدوث أزمات وكوارث إن لم يلتزموا بالحمية النباتية.
وعلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ينشر اقتباسات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، يقول من خلالها إنه مستعد للاستشهاد لنقل أفكاره التي نزلت إليه بوحي من السماء.
المدير العام السابق للأوقاف الإسلامية في لبنان، وإمام مسجد "الأوزاعي"، الشيخ هشام خليفة، أكد لـ"العين الإخبارية"، أن "ادعاء النبوة ليس بالأمر الجديد، فقد سبق أن ادّعى العشرات رجالاً ونساء من المسلمين ومن غير المسلمين النبوة وحتى في زمن النبي محمد، منهم مسليمة الكذاب الذي ادّعى أنه يوحى إليه وأنه النبي، لكن مرّت الأيام وتبيّن كذب هؤلاء وأن أغلبهم إما مرضى نفسيين أو أنهم يسعون للشهرة باعتبار أن القاعدة الاجتماعية تقول إن مَن خالف أمراً معلوماً مشهوراً عُرِف به، أي كما يقول المثل (خالف تُعرف)".
مدعي النبوة اللبناني نشأت منذر.. خالف تُعرف
واعتبر الشيخ خليفة أن "هذا الرجل وأمثاله يعرف أن وسائل التواصل تشاهد وتراقب من الجميع، وسيجد تعليقاً من الرافضين لما يقول من منطلق ديني إيماني، لأن المسلم يعلم تماماً أن لا نبي بعد سيدنا محمد إلى حين نزول سيدنا عيسى المسيح في آخر الزمان، وسينزل ليس كنبي جديد بل مؤكداً لرسالته السابقة وداعماً لرسالة النبي محمد، وما عدا ذلك حذّر النبي محمد في أحاديث صحيحة أن الله أطلعه على هذا الأمر، فقال (سيظهر كذابون) وفي رواية أخرى (سيظهر أكثر من ثلاثين كذاباً)، ورقم ثلاثين للكثرة، وهذه بالنسبة للمسلم بديهية إيمانية لا يلقون لها بالاً، ويبقى من يتأثر لفترة محدودة وهم الذين لا خلفية دينية لديهم ولا علم لهم بهذه القضايا أو من يحبون التندر بهذه القصص الشاذة".
وشرح الشيخ خليفة: "أكثر الفيديوهات التي تنتشر اليوم هي التي تحمل ما فيه إثارة للناس، بل يدفع عليها أحياناً الأموال، هذا طبعاً إذا أحسنّا النية بالرجل مدعي النبوة ولم نقل أن هناك مَن يقف خلفه للتشويش على الدين وعلى الإيمان وعلى الناس، وهذه مسؤولية القوانين التي تحمي الأديان، حيث أن القوانين في كل دول العالم تقريباً تبنّت حماية الدين وحرية المعتقد للناس على ما هم عليه وليس لشيء جديد، وادعاء النبوة تحد للأديان، فهو تحد للمسلمين ولغير المسلمين، ولمن رأى صور هذا الرجل، وكما يقال إن المكتوب يقرأ من عنوانه، شكله خطأ، الرسومات على وجهه خطأ، لا ينبئ براحة نفسية ولا أنه يحمل دعوة حق أو حقيقية، فالشكل خطأ والمضمون كذلك".
وعن الذي يجب أن يتحرك ضد مدعي النبوة، أجاب: "هذا دور المرجعيات الدينية، من خلال إخراج الفتاوى المبنية على الأسس التي ذكرتها، بأن رأي الدين يختصر بحرمة هذا الادعاء، وعلى الدولة تبني ما تصدره المرجعيات الدينية بمعاقبة هؤلاء حسب القوانين المرعية".
لكن لماذا لم يتم إصدار فتوى حتى الآن ضد منذر؟ أجاب الشيخ خليفة: "في العادة تتحين دار الفتوى الفرصة المناسبة، الآن وبعد أن أصبحت القضية منتشرة أظن أن دار الفتوى ستتدخل وسيكون لها موقف مباشر أو من خلال أحد مصادرها كأمانة دار الفتوى وغيرها من هذه المرجعيات الدينية".
مدعي النبوة يهاجم المصريين
الملفت أن منذر هاجم المصريين عبر صفحته على "فيسبوك"، التي أسسها لنشر "دعوته" مطالباً بعدم دخولهم إلى المجموعة، في وقت نفت فيه دار الإفتاء المصرية أن تكون أصدرت أي تصريحات صحفية تعليقاً على الأمر.
وقالت الدار في تدوينة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نؤكد أننا لم ننشر أي شيء متعلق بهذا الأمر، لأن سياسة دار الإفتاء ألا نعطي الفرصة لمدعي الشهرة أن يشتهروا على حساب الدار"، بحسب وسائل إعلام مصرية، وختمت: "أميتوا الباطل بعدم ذكره".
العقوبة القانونية لنشأت منذر
بدورها، قالت المحامية الدكتورة زينة المصري لـ"العين الإخبارية": "هناك قسم من الجرائم يعاقب عليها قانون العقوبات اللبناني من بين الجنح التي تمس بالدين. وفي ظل عدم وجود نص تفصيلي لعقوبة جرم ادعاء النبوة، يمكن اللجوء إلى تطبيق نص المادة 474 من قانون العقوبات اللبناني المعدلة وفقا لقانون 1 ديسمبر 1954 والتي تنص على أنه (من أقدم بإحدى الطرق المنصوص عليها في المادة 209 على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الازدراء بإحدى تلك الشعائر، عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات)".
وأضافت المصري: "بمراجعة شريط الفيديو المسجل من قبل مدعي النبوة، نجد أنه سجل مقابلة وتوجه إلى الجمهور بموضوع ادعاء النبوة وبالأسباب التي تبرر ادعاءه النبوة. وبالتالي يكون قد استعمل وسيلة نشر ألا وهي الصحافة المرئية، فيطبق عليه نص المادة 209 عقوبات الذي لحظته المادة 474 عقوبات وهو تحقير الشعائر الدينية".
ووجدت المصري أن "من المهم تعديل قانون العقوبات اللبناني من حيث النص على الجرائم التي تعاقب مدعي النبوة وغيره، وكذلك التوسع في تفسير المادة 474 من قانون العقوبات حتى تصبح هذه الحالة ملحوظة، إذ قد نشهد حالات مماثلة أو حالات قد تتزايد مع الوقت بموضوع ادعاء النبوة وغيرها من الجرائم التي تمس الدين، وفي جميع الحالات، على المؤسسات الدينية التعامل بجدية مع هذه الظاهرة الخطيرة والتحرك لتحقيق الردع العام والخاص في مكافحة هذا النوع الغريب من الأفعال الجرمية".
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز