رغم أزمات لبنان.. حقن البوتوكس والفيلر تنافس لقمة العيش
رغم كل الأزمات التي يمر بها لبنان، تبقى الكماليات ومنها عمليات التجميل، عند بعض اللبنانيين واللبنانيات من أساسيات حياتهم اليومية.
وكأنها لا تدخل فقط ضمن باب الترفيه بل تعتبر ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها تحت أي ظروف، منها ما يتعلق بعالم التجميل والاعتناء بالمظهر الخارجي، لاسيما اللجوء إلى حقن البوتوكس والفيلر والعمليات الجراحية لتحسين الشكل.
لطالما عرف عن سيدات لبنان حبهن للجمال والاعتناء بأنفسهن، فهل ما زال بإمكانهن الاستمرار على ذات الدرب وبذات الوتيرة بعد الارتفاع الكبير الذي طال كل شيء، بما في ذلك أسعار حقن البوتوكس والفيلر وعمليات التجميل؟ وكيف تستطيع السيدات الموازنة ما بين الكماليات والأساسيات في ظل ارتفاع أسعار الخبز وانقطاع الدواء والكهرباء والبنزين؟ ومن هي الفئة التي تقبل على هذا النوع من الخدمات التجميلية حتى اليوم؟
الملفت أن البوتوكس والعمليات التجميلية البسيطة مازالت حاضرة بشكل شبه اعتيادي في الروتين الجمالي لدى اللبنانيات واللبنانيين.
ورغم لجوء "العين الإخبارية" لأهل الاختصاص للوقوف على الموضوع، إلا أن جولة سريعة في أي من شوارع العاصمة ومقاهيها وحتى مختلف المناطق اللبنانية، تؤكد أن بضع حقن لمست وجوه كثيرات هنا وهناك.. ويبدو أن الامتناع عن التجميل اليومي في ظل أزمة كورونا عاد إلى زخمه الجزئي أخيراً.. رغم الأوضاع الاقتصادية الكارثية في البلاد.
الجراح وطبيب التجميل شربل كامل يقول في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "نسبة الإقبال تراجعت بسبب انتشار فيروس كورونا إلى حدود الـ٩٠%، ومع تراجع عدد الإصابات عادت نسبة الإقبال وارتفعت إلى نحو ٥٠%".
وأضاف: رغم ارتفاع الأسعار، هناك طلب من اللبنانيات "حقن الفيلر والبوتوكس، وخيوط الشد وغيرها من الأمور التي لا تتطلب جراحة"، ولافتاً إلى وجود نوعين من حقن التجميل في الأسواق "ذات الجودة والنوعية الممتازة، كلفتها مرتفعة، والنوع الثاني الحقن المزورة التي تغزو السوق اللبناني، منها ما هو مصنّع في شرق آسيا ويدمغ على أنه من أمريكا، كندا، فرنسا وغيرها من البلدان، ومنها ما هو مصنّع في سوريا".
وأشار إلى أن "الحقن المستوردة من كوريا ليست مزورة، فصناعتها جيدة وسعرها مقبول".
من جهة ثانية يتطرق كامل إلى اقتحام عالم طب التجميل من قبل منتحلي صفة يستخدمون حقناً مزورة زهيدة الثمن".
وعن التأثيرات الجانبية للبضاعة المزورة أجاب "بالتأكيد لم أجربها على زبائني كوني استخدم المنتج الأمريكي، إلا أني أسمع أنه بدلاً من أن يستمر مفعولها بين ثلاثة إلى ستة أشهر يختفي بعد شهر، من هنا على وزارتي الصحة والاقتصاد والنقابات المعنية مراقبة السوق في لبنان".
أما بخصوص العمليات التجميلية يؤكد كامل: "تراجع نسبة الجراحة التجميلية بشكل كبير أولاً بسبب كورونا وثانياً بسبب الأسعار، فالدولار غير متوفر والدفع باللبناني يعادل ملايين الليرات، إضافة الى أن المستشفيات أوقفت العمليات الباردة أي غير الطارئة بسبب الفيروس المستجد".
أمر ضروري
الاعتناء بالجمال لا يقتصر فقط على طبقة معينة، فحتى في المناطق الأكثر فقراً يعتبراً أمراً ضرورياً، من هنا تطرح خيارات الأسعار، وعلى سبيل المثال، في مدينة طرابلس شمال لبنان المعروفة بنسب الفقر المرتفعة، فتحت المزينة النسائية رانيا عثمان، أبواب صالونها لطبيبة الجلدية هبة نون، لمساعدة من يرغبن كما قالت لـ"العين الإخبارية" بالحصول على حقن بوتوكس وفيلر بأسعار رخيصة تتراوح بين ٢٥٠ ألف و٨٠٠ ألف ليرة أي بين ١٤ و٤٥ دولارا، في وقت تباع فيه عند أطباء مشهورين بين ٢٠٠ و٢٥٠ دولارا.
وعن ذلك علقت عثمان: "هدفي ألا تشعر سيدة أن ارتفاع الأسعار يحول دون اعتنائها بجمالها، وأنا أعمل على قاعدة اربح قليلاً تعمل كثيراً"، مضيفة "جميع السيدات اللواتي قصدنني عبرن عن رضاهن بالنتيجة وعن فرحهن بخطوتي واهتمامي بما يسعدهن، لافتة إلى أن أكثر نوعية مطلوبة هي الأرخص ثمناً".
في حين قالت نون لـ"العين الإخبارية" "اتنقل بين بيروت وزغرتا وزحلة، يومياً يقصدني بين ١٥٠ إلى ٢٠٠ سيدة" وعن سبب رخص أسعارها أجابت "استخدم المنتجات البريطانية، ولدي كمية كبيرة تصل إلى ٦٥ ألف حقنة اشتريتها على سعر صرف ١٥٠٠ ليرة وهي صالحة للاستخدام حتى سنة ٢٠٢٣" لافتة إلى أن الفرق في الأسعار يتعلق فقط بالمدى الزمني لمفعولها".
وفي حين يرى البعض أن اللجوء إلى البوتوكس والفيلر بات مبالغاً فيها ولم يعد هناك من حدود لاستخدامهما، تجد سالي طليس أنهما مهمان لجمال المرأة، ورغم أنها لا تتعدى الـ31 من العمر، إلا أنها تقول لـ"العين الإخبارية" إنها تستخدم هذه الحقن منذ فترة طويلة للحفاظ على جمالها"، مؤكدة "لا أجد استخدامي لهذه الحقن مبالغاً فيه".
وتضيف طليس: "لا أقلد أي فنانة أو شخصية مشهورة، ألجأ إلى ما يناسب وجهي وما يحتاجه".
وعن مدى أولوية التجميل في حياتها، قالت: "بالتأكيد هو كذلك، فرغم أني والدة أعتني بأطفالي، إلا أني أكرس وقتاً لجمالي فلا يمكن أن أحب غيري إذا لم أحب نفسي".
من جانبها، لا تخفي اللبنانية لينا حسن، أن المظهر الخارجي بالنسبة لها يعتبر أولوية يتقدم على كل شيء في الحياة.
وقالت لـ"العين الاخبارية" "إذا لم أكن راضية على شكلي فذلك سيؤثر على نفسيتي وبالتالي على كل تصرفاتي، من هنا أحرص على الاعتناء بكل تفصيل يتعلق بوجهي وجسدي، ورغم ارتفاع سعر حقن البوتوكس والفيلر بالنسبة لعملتنا الوطنية فأنا مستعدة أن اقتصد بمصروف المنزل من أجل جمالي",
وتابعت: "دخلت هذا العالم منذ أن كنت في السابعة والثلاثين من العمر، بدأ الأمر بتكبير الشفتين وانتقل إلى الجبين لإزالة خطوط العمر، ومنه إلى تحديد الذقن (جو لاين) إلا أن الأمر تطور بالنسبة لي، حيث أصبحت انجذب لوجوه الفنانات، فبدأت أطلب حشوة ذقن شبيهة بذقن نادين نجيم، ورفع عينين كهيفاء وهبي، وخدود نانسي عجرم"، مشددة "هذه الخلطة منحتني جمالاً إضافياً وأبعدتني في ذات الوقت من أن أشبه شخصاً محدداً".