ليس انفجار المرفأ الوحيد.. تسلسل زمني لأزمات لبنان
منذ 2005، يكاد لا يخلو عام من حدث، يعمق جراح لبنان، الذي يحيي هذا الأسبوع ذكرى انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 215 شخصا قبل عامين.
أحداث وأزمات تتوالى، على مدى عقدين تقريبا، جعلت لبنان بؤرة ساخنة، تتعاورها الهزات السياسية، والكوارث الإنسانية، وسط تمادي القادة والسياسيّين في عدم التخلي عن الطموحات الشخصية، في سبيل المصلحة العامة للبلاد.
وكالة "رويترز" عددت الأزمات الرئيسية التي شهدها لبنان على مدى العقدين الماضيين، في البلد الذي لم يشهد في الواقع استقرارا يُذكر، منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990:
2005- اغتيال رفيق الحريري
قُتل الملياردير ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط، عندما انفجرت قنبلة ضخمة في أثناء مرور موكبه في بيروت، مما أسفر أيضا عن مقتل 21 شخصا.
2006- الحرب مع إسرائيل
في يوليو/تموز عبرت قوات حزب الله الحدود إلى إسرائيل، واختطفت جنديين إسرائيليين وقتلت آخرين مما أشعل فتيل حرب استمرت خمسة أسابيع. وقُتل ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا.
وبعد الحرب، اشتعل التوتر في لبنان بشأن ترسانة أسلحة حزب الله.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء المدعوم من الغرب فؤاد السنيورة ونظموا احتجاجات في الشوارع ضدها.
وفي نفس العام اغتيل السياسي البارز بيير الجميل في نوفمبر/ تشرين الثاني.
2007- اعتصام حزب حزب الله
نظم حزب الله وحلفاؤه اعتصاما في وسط بيروت للاحتجاج على حكومة السنيورة طيلة العام. وكان مطلبهم المعلن الحصول على حق النقض في الحكومة.
كما قُتل عضوا مجلس النواب اللبناني وليد عيدو وأنطوان غانم.
2008- أزمة شبكة الاتصالات
قُتل ضابط المخابرات في قوى الأمن الداخلي وسام عيد الذي كان يحقق في اغتيال الحريري في انفجار سيارة مفخخة في يناير/ كانون الثاني.
وفي مايو/ أيار، حظرت الحكومة شبكة اتصالات حزب الله. ووصف حزب الله تحرك الحكومة بأنه إعلان حرب وسيطر على غرب بيروت الذي تقطنه أغلبية مسلمة في تحرك انتقامي.
وبعد وساطة، وقع الزعماء المتناحرون اتفاقا لإنهاء 18 شهرا من الصراع السياسي.
2011- أزمة حكومة الحريري
انهارت الحكومة بقيادة نجل الحريري ووريثه السياسي سعد عندما استقال حزب الله وحلفاؤه بسبب التوتر بشأن المحكمة التي تدعمها الأمم المتحدة وتنظر في اغتيال رفيق الحريري.
2019- احتجاجات تشرين
على الرغم من الركود الاقتصادي وتباطؤ تدفقات رأس المال، فشلت الحكومة في تطبيق إصلاحات قد تفتح الباب أمام الدعم الأجنبي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أشعل تحرك حكومي لفرض ضرائب على المكالمات عبر الإنترنت احتجاجات حاشدة ضمت طوائف مختلفة اتهمت النخبة الحاكمة بالفساد وسوء الإدارة.
واستقال الحريري في 29 أكتوبر/ تشرين الأول، بينما تسارعت وتيرة الأزمة المالية. وتم تجميد أموال المودعين وسط أزمة سيولة في العملة الصعبة وانهيار العملة المحلية.
2020- الانهيار الاقتصادي وانفجار مرفأ بيروت
أصبح حسان دياب الأكاديمي غير المعروف رئيسا للوزراء في يناير / كانون الثاني بدعم من حزب الله وحلفائه.
وتخلف لبنان عن سداد ديونه السيادية في مارس/ آذار.
وتعثرت المحادثات مع صندوق النقد الدولي بسبب مقاومة الأطراف الرئيسية والبنوك المؤثرة لخطة التعافي المالي.
وفي الرابع من أغسطس/ آب، انفجرت كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، مما أسفر عن مقتل 215 شخصا وإصابة ستة آلاف وتدمير مساحات شاسعة من بيروت.
واستقالت حكومة دياب وتم تكليف الحريري بتشكيل حكومة جديدة لكن الخلاف استمر حول الحقائب الوزارية.
وأدانت محكمة تدعمها الأمم المتحدة عضوا في حزب الله بالتآمر لقتل رفيق الحريري بعد 15 عاما من اغتياله.
2021- تغول حزب الله
الفقر يتفاقم. وتخلى الحريري عن جهوده لتشكيل حكومة وتبادل مع الرئيس ميشال عون الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل.
وفي أغسطس/ آب، أعلن البنك المركزي أنه لم يعد بإمكانه تمويل دعم واردات الوقود، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وتسبب في أعمال عنف متفرقة في محطات الوقود.
وفي سبتمبر/ أيلول، بعد أكثر من عام من الخلافات حول الحقائب الوزارية، تم الاتفاق أخيرا على حكومة جديدة بقيادة نجيب ميقاتي.
وسرعان ما حادت الحكومة عن مسارها بسبب التوتر بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. وطالب حزب الله وحليفته حركة أمل بإقالة قاضي التحقيق طارق بيطار بعد أن وجه اتهامات إلى بعض حلفائهما.
ودعت الأحزاب الشيعية إلى الاحتجاج على القاضي. وقتل ستة من مؤيديهم بالرصاص عندما اندلعت أعمال عنف، وألقى حزب الله بالمسؤولية على حزب القوات اللبنانية المسيحي الذي نفى بدوره التهمة.
وتوقف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بسبب تدفق الشكاوى القانونية ضد القاضي من قبل مسؤولين اتهمهم بالضلوع في الكارثة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول استدعت دول الخليج سفراءها وحظرت السعودية جميع الواردات اللبنانية احتجاجا على تصريحات جورج قرداحي، الوزير المتحالف مع حزب الله، التي أساء فيها إلى المملكة.
2022- خسارة حزب الله وحلفاؤه الأغلبية
في يناير/ كانون الثاني، انخفضت الليرة اللبنانية إلى 34 ألفا مقابل الدولار لتفقد أكثر من 90 بالمئة من قيمتها منذ عام 2019.
وجه البنك الدولي انتقادات حادة للنخبة الحاكمة لدورها في واحدة من أسوأ الانكماشات في الاقتصادات الوطنية في العالم بسبب سيطرتها على الموارد.
وأعلن الحريري أنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية.
وفي أبريل/ نيسان، توصل لبنان إلى مسودة اتفاق مع صندوق النقد الدولي من أجل دعم محتمل بقيمة ثلاثة مليارات دولار، معتمدا على قيام بيروت بتنفيذ إصلاحات طال انتظارها.
سفراء دول الخليج العربية يعودون إلى لبنان مما خفف التوتر الدبلوماسي.
في مايو/ أيار خسر حزب الله وحلفاؤه أغلبيتهم البرلمانية في الانتخابات. لكن الأحزاب المهيمنة منذ فترة طويلة ما زالت تحتفظ بقبضتها، حيث أعادت تعيين السياسي الشيعي نبيه بري رئيسا لمجلس النواب وعينت ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة.
الحكومة المنتهية ولايتها تصدق على خطة للتعافي المالي. لكن البنوك ترفضها ويقول حزب الله إن هناك حاجة لخطة جديدة.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز