"السلطة الرابعة".. الثورة اللبنانية من الساحات إلى مواقع التواصل
![الإعلامية اللبنانية ماتيلدا فرج الله](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2020/2/22/78-025123-lebanon-demonstrators-tv-media_700x400.jpg)
الإعلامية ماتيلدا فرج الله تقول إن المنصة الجديدة ستحاول أن تكون صوت المتظاهرين لإيصال مطالبهم وتوثيق مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان
تحت اسم "السلطة الرابعة-تلفزيون الثورة اللبنانية" انطلقت منصة إلكترونية على يوتيوب وفيسبوك، لتكون صوت الناس الذين خرجوا إلى الشارع في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية.
هذه المنصة التي قررت الإعلامية اللبنانية ماتيلدا فرج الله ومجموعة من الناشطين العاملين في مجال الإعلام إطلاقها، لا تختزل كل المتظاهرين الذين ملأوا الساحات في المناطق، لكنها ستحاول أن تكون صوتهم لإيصال مطالبهم وتوثيق مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان الحديث، حسب ما تقول فرج الله لـ"العين الإخبارية".
وتشرح فرج الله: "ضمن إمكاناتنا المتواضعة أردنا أن نضيف هذه المنصة إلى المشهد الإعلامي من أجل إحداث تغيير في المنظومة السياسية القائمة على المحاصصة والطائفية والمتجذرة في لبنان، علّنا نصل إلى تحقيق هذا الهدف مع علمنا بأن الطريق سيكون طويلاً".
ومع تأكيدها أن هذه التجربة لم تأتِ لتنافس قنوات التلفزيون التقليدية التي تعتبر أن عدداً منها قام بدوره على أكمل وجه، حتى إنه كان أحياناً رأس حربة الثورة، تقول "تجربتنا ليست اعتراضاً على ما قامت به القنوات ولا الهدف منها أن تكون بديلاً عنها، إنما هي إضافة بسيطة وصغيرة تتماشى مع متطلبات العصر وتنقل صورة الواقع ومعاناة الشعب اليومية مهما طالت".
وتشير إلى أن المنصة التي بدأت تجريبية على أن تنطلق بشكل رسمي في مارس/آذار، ستعتمد في المواد التي تقدمها على مشهديات سريعة للإضاءة على عورات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان، ولتذكير الرأي العام بها، وتوثيق المعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني منذ عشرات السنين، إضافة إلى برامج متعددة، أبرزها برنامج سياسي قائم على فكرة واحدة وأساسية، تنطلق من القضايا التي تهم الشعب اللبناني لمناقشتها.
وتؤكد فرج الله أن "التلفزيون الذي هو صوت الناس لا يعني أنه لن يستقبل سياسيين، بل إن هؤلاء سيكونون حاضرين، المعارضين منهم والموالين، لأن الهدف هو عرض الرأي والرأي الآخر".
وعن تمويل هذا المشروع، وهو السؤال الذي يطرح بشكل دائم، تنفي فرج الله كل ما أثير من شائعات حول هذا الأمر، وتؤكد "هذه المنصة لا تحتاج إلى تكاليف مادية مرتفعة على غرار المؤسسات الإعلامية الكبيرة أو قنوات التلفزيون، وما نحتاجه لها استطعنا حتى الآن تأمينه عبر تبرعات من أفراد متحمسين ومؤمنين بالقضية، من الكاميرات إلى الاستوديو الصغير للتصوير، إضافة إلى ناشطين متطوعين يعملون على تحقيق المشروع".
ومع تأكيد فرج الله أنه لا يمكنها هي ومن معها الادعاء بأنهم يمثلون كل المتظاهرين، لكنها تؤكد أنها ومنذ الإعلان عن إطلاق المشروع تلقت ردود فعل إيجابية من عدد كبير من الناشطين على الأرض، وأبدوا استعدادهم للعمل والتطوع، وهو ما من شأنه أن يسهم أكثر في إمكانية تحقيق الهدف منه في المستقبل.
ومع تراجع زخم التحركات الشعبية، لا سيما بعد حصول حكومة حسان دياب على ثقة البرلمان، وهو ما جعل البعض يعتبر أن الانتفاضة الشعبية انتهت، تقول فرج الله: "الثورة التي خرجت لأول مرة في تاريخ لبنان متخطية الحواجز الطائفية والمناطقية لم ولن تنتهي حتى تحقيق المطالب".
وتضيف "الناس المتعبون قد يشعرون أحياناً أنهم في حاجة إلى فترة للراحة، لكن لا بد أن يعودوا وينطلقوا كما حصل مرات عدة في الفترة الماضية، لتحقيق مطالبهم".
وتتابع "مطالبهم التي لم يحققوا منها شيئاً لغاية الآن، التي تنطلق من أبسط حقوقهم المعيشية في بلد يعيش في قلب العاصفة بعيداً عن تطبيق القانون وفي غياب الثقة بالدولة وبقضائها وبالطبقة السياسية".
وتوضح "وأمام كل ذلك لم تحرك السلطة ساكناً أمام آلاف اللبنانيين الذين خرجوا إلى الشارع، إذ وعلى الرغم من أن الحكومة السابقة سقطت لكنهم عادوا وشكلوا حكومة أسوأ منها معتمدين على المعايير نفسها في المحاصصة والطائفية، ما يثبت أنه لا يزال أمامنا الكثير للوصول إلى تحقيق المطالب والانتقال إلى الدولة الحقيقية".
هذه المنصة الإلكترونية ليست التجربة الإعلامية الأولى منذ بدء التحركات الشعبية في لبنان في 17 أكتوبر/تشرين الأول، وإنما هي إضافة إلى الصفحات التي تحمل اسم الثورة والتي تنقل التحركات الشعبية مباشرة.
وكان عدد من الصحفيين أقدموا على إصدار صحيفة شهرية أطلقوا عليها تسمية "17 تشرين" ويتطوّع للكتابة على صفحاتها صحفيون يؤيدون الانتفاضة الشعبية ومطالبها.