"انصفنا يا طارق".. طلاب الثانوية في لبنان يطالبون بإلغاء الامتحانات
"انصفنا يا طارق" هاشتاق أطلقه طلاب الثانوية العامة في لبنان لحث وزير التربية والتعليم طارق المجذوب على إلغاء الامتحانات الرسمية بعد إلغائه امتحانات الشهادة المتوسطة.
وتداول الطلاب صوراً تعبِّر عن الضغط الذي يعيشونه أثناء فترة دراستهم، سواء بسبب انقطاع الكهرباء، أو خشيتهم من الإصابة بمتحور "دلتا" من كورونا، الذي وصل البلد وبدأ بالانتشار، إلى جانب مختلف الظروف الصعبة التي تمر على اللبنانيين.
ودعا الطلاب إلى تنظيم وقفة احتجاجية عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة (بالتوقيت المحلي) أمام مبنى وزارة التربية، إلا أن عدداً قليلاً منهم لبّى الدعوة.
ومن الطلاب الذين استجابوا للدعوة باسم جوني، طالب الاقتصاد والاجتماع في مدرسة زاهية سلمان، الذي قال لـ"العين الإخبارية": "جئت لرفع الصوت علّ الصرخة تلقى آذاناً صاغية، فقد عانينا كثيراً هذا العام، من انقطاع الكهرباء والإنترنت، ستة أشهر ونحن نتابع الدوس من المنزل، وقد فرض علينا الوزير العودة إلى مقاعد الدراسة للتحضير للامتحانات الرسمية، قرار غير منطقي، وفي الأسبوع القادم سيشهد لبنان اعتصاماً طلابياً لنعبِّر بشكل أكبر عن مطلبنا".
وأكد جوني أن الأمر لا يتعلَّق فقط بامتحانات الشهادة الثانوية المقررة في السادس والعشرين من هذا الشهر، بل كذلك بامتحانات شهادة المهني المقررة في السادس عشر من الشهر الجاري.
وعبّر حسين دلول عن الوجع نفسه، وقال لـ"العين الإخبارية": "نحن مع إجراء امتحانات اختيارية للطلاب الذين يريدون السفر إلى الخارج، لكن أن نُظلم جميعاً فهذا أمر مرفوض، لا كهرباء ولا مال ولا إنترنت، نشعر بالضغط النفسي والخوف".
وأكد دلول صدمته لعدم تلبية عدد كبير من الطلاب للتحرك وقال: "هل يعتقدون أنهم سيحصلون على حقوقهم وهم قابعون في المنزل"؟".
وعمّا إذا لم تلق مطالبهم أي استجابة، قال: "نكون قد فعلنا ما علينا، وعبرّنا عن رفضنا حتى آخر لحظة".
وقال رئيس اللجنة الطلابية في لبنان، عمر الحوت، لـ"العين الإخبارية": "طالبنا بإلغاء شهادات البريفيه والثانوي والتعليم المهني، ويوم الثلاثاء الماضي دعينا إلى عصيان في كل المناطق اللبنانية، وكبادرة حسن نيّة بعد إلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة، علقنا تحركنا، وأعطينا الوزير مهلة أسبوع إذا لم نلمس تجاوباً من قبله، سنعاود النزول إلى الشارع وسنقوم بتحرك مركزي أمام الوزارة الأسبوع المقبل".
وأوضح الحوت: "سبق أن قدّمنا طرحاً يقوم على إجراء امتحانات اختيارية، لمَن يحتاج إلى شهادة رسميّة للسفر أو للحصول على منحة دراسية، وعددهم لا يتجاوز الألفين في حين عدد إجمالي الطلاب ٤٠ ألفاً".
وعن سبب ما يصفه بـ"تعنت الوزير"، قال: "مناكفات سياسية، إضافة إلى الاستفادة المادية، فالجميع يعلم أن ما بين ٦٠ إلى ٧٠ مليون دولار تخصص لإجراء الامتحانات".
أحد المعلمين ويدعى علي الديراني كتب على صفحته في "فيسبوك": "أنا أستاذ ثانوي ومنسق وأب، ابني طالب علوم عامة في الثانوية الرسمية التي أدّرس فيها، باختصار أولادنا في الثانويات الرسمية والخاصة صاروا ضحايا في ظل أوضاع معيشية سيئة، هي ببساطة أوضاع هذا الوطن المتعب، هم ضحايا لأن لا ذنب بهم فيما ارتكب غيرهم، والأدهى أنهم بدأوا يعانون من أزمة نفسية ضاغطة إذ لا يشعرون بالأمان الصحي والمعيشي، ولا بالاستقرار وهم على مسافة قريبة من موعد الامتحانات الرسمية، لذلك، فإما إجراء للامتحانات الرسمية ضمن خطة تربوية ونفسية وصحية واضحة ومحددة وإما إلغاء لها بأقرب وقت"، مضيفاً: "حضرة الوزير... أولادنا ليسوا لكم، فقد تعبنا وتعبوا".
وفي اتصال مع "العين الإخبارية"، قال الديراني: "أنا أستاذ في ثانوية نبيل أديب سليمان الرسمية في بدنايل البقاع، أؤكد أن أسباباً عدة تدعو إلى إلغاء الامتحانات، فتشريح الوضع التعليمي منذ بداية العام الدراسي، من الإنترنت إلى الكهرباء وغيرهما، يؤكد أن العام الدراسي كان سيئاً جداً، كما أنه بعد عودتنا إلى المدارس في ١٥ مايو/أيار الماضي لم نستطع أن ننهي العام كما يجب".
وأشار إلى القلق الذي يعتري الطلاب والأساتذة والأهالي، من الوضع الصحي إلى الوضع الاقتصادي، إذ يوجد أهالي لم يرسلوا أولادهم إلى المدرسة لعدم توفر البنزين.
aXA6IDMuMTUuMTQ4LjIwMyA=
جزيرة ام اند امز