انفجار عكّار بلبنان.. تنابز سياسي وروايات متضاربة
لم تكد محافظة عكار شمال لبنان تضمد جراحها من الحرائق، حتى لسعتها نيران جديدة أشعلها خزان محروقات في بلدة تليل.
ففي ساعات ليل الأحد، حلّت كارثة جديدة على لبنان، بانفجار خزان محروقات، في محافظة عكار، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
وكما ألسنة النيران التي تطايرت في سماء المحافظة، صعدت أعمدة الروايات حول أسباب انفجار خزان وقود كان مخبأ في قطعة أرض ببلدة التليل في عكار، في وقت تتواصل فيه التحقيقات حول أسباب الكارثة.
روايات متضاربة
وفيما لم تصدر أي نتائج للتحقيق، حتى لحظة كتابة هذا التقرير، تناقل أبناء المنطقة، عبر قنوات التلفزة اللبنانية بينها "صوت بيروت إنترناشونال"، أكثر من رواية لم تخلو من الاتهامات السياسية، إضافة إلى اتهامات بالتهريب.
ففي إحدى الروايات، تحدث عدد من الشباب في عكار عن وجود خزان ضخم لتخزين البنزين في موقع بمنطقة التليل هو في ظاهره مكان لمواد البناء.
لكن مع الانفجار اتضح أن الخزان عبارة عن مسرح تمويه لإخفاء حفرة تحت الأرض لتخزين البنزين فيها بهدف احتكاره أو تهريبه إلى سوريا، قول الرواية.
الجيش اللبناني من جهته، قيل إنه صادر معظم الكمية التي ناهزت 60 ألف لتر، وفق رواية الأهالي التي جاءت في فيديو انتشر لحظة الكشف عن الموقع، بينما ترك 20 ألف لتر لتوزيعها على الأهالي دون بدل.
وتوجّه الأهالي الذين يحتاجون للبنزين خلال الليل وحتى ساعات الفجر الأولى إلى الموقع للاستفادة من فرصة تعبئة البنزين.
لكن وبينما كانوا يتجمعون حول المكان، قام نجل صاحب الأرض المقام عليها الخزان جورج الرشيد المحسوب على التيار الوطني الحر، بمحاولة إشعال الكمية بولاعة سجائر، ثم عمد إلى إطلاق النار على الخزان، انتقاماً "لخسارته" جراء مصادرة الكمية، وفق رواية الأهالي.
تنابز سياسي
روايةٌ استدعت ردا من نائب "التيار الوطني الحر" في المنطقة أسعد درغام الذي نفى أية علاقة بين تياره وصاحب المستودع.
وقال درغام على "تويتر": "صاحب المستودع لا ينتمي إلى التيار الوطني الحر، ولا صلة لنا به أو بأحد أفراد عائلته على الإطلاق، بل ينتمي لتيار آخر وعلاقاته التجارية مع بعض النواب من كتلة أخرى معروفة".
وتتفق رواية الولاعة إلى حد بعيد مع أخرى نقلها رئيس بلدية التليل جوزف منصور عن أن الانفجار وقع نتيجة إشعال ولاعة، وأن الخزان مستأجر من أحد أهالي وادي خالـد، هو علي صبحي الفرج، أحد المهربين، وقد تم توقيفه منذ 4 أشهر بتهمة تهريب المحروقات إلى سوريا.
وجاء في رواية أخرى أن أحد المواطنين الذين تجمهروا بأعداد كبيرة في المكان بعد انسحاب الجيش من المنطقة، هدد أنه إذا لم ينل حصته سيشعل الأرض، قبل أن يتطور الشجار ويشهد المكان إطلاق نار نجم عنه الانفجار الكبير.
من جهته، أعرب النائب عن تيار المستقبل، وليد البعريني عن أسفه لمحاولة البعض استغلال كارثة إنسانية لأهداف سياسية؛ منتقدا "زج اسمه في روايات لا أساس لها من الصحة، بل هي محض افتراء وشائعات لمحاولة تبييض صفحة فريق سياسي واتهام فريق آخر".
وقال: "اليوم، سنكتفي بنفي كل هذه الأخبار من دون أي كلام سياسي، لنتفرغ لمتابعة الشق الإنساني لأهالي الضحايا والوضع الصحي للمصابين، أما إن استمرت الحملة، فسيكون لنا كلام آخر".
أما عائلة الفرج التي اُتهم بعض أبنائها بالتخزين وبملكيتها للمستودع، فقد اعتبرت في بيان أن "توجيه أصابع الاتهام لابنها بهذه الجريمةـ هو جريمة بحق ذاته".
وتساءلت: "كيف لشخص مسجون منذ ثلاثة أشهر أن يقوم بتخزين تلك الكمية، والكل يعلم بأن البنزين إذا تخزّن هذه المدة يفقد فاعليته ولم يعد صالحا للاستعمال."
وتسود حال من الغضب الشديد في محيط موقع انفجار خزان البنزين، حيث داهم عناصر الجيش منزل صاحب الأرض المقام عليها مستودع المحروقات.
فيما أوقفت مخابرات الجيش نجل صاحب الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود.
في هذه الأثناء، اقتحم الأهالي منزل صاحب الأرض في بلدة التليل، وقاموا بتحطيم الآليات في محيطه ورشق نوافذه بالحجارة، بينما حاول الجيش إبعادهم.