#حرروا القضاء.. صرخة لبنانية تنشد الحقيقة
تحت هاشتاق "#حرروا_ القضاء" أطلق لبنانيون صرخاتهم عبر وسائل التواصل، مطالبين بتحرير القضاء من السياسة ما يحول دون الوصول إلى الحقيقة.
المتفاعلون على الهاشتاق طالبوا بوقف تدخل المسؤولين في عمل القضاء ما يحول في معظم الأحيان دون الوصول إلى الحقيقة، والإفلات من العقاب في بلد ينخر فيه الفساد.
واستعاد اللبنانيون كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي وقع قبل تسعة أشهر ولم يتمكن القضاء اللبناني حتى اليوم من الإعلان عن أي نتائج، إضافة إلى قضايا أخرى منها مقتل اشخاص في ظروف غامضة.
ومؤخرا ما عرف بـ "تمرد القاضية غادة عون" المحسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، على قرار كف يدها عن الجرائم المالية التي لم يخل التحقيق فيها أيضا من التدخلات السياسية.
الهاشتاق الذي أطلقته جريدة النهار اللبنانية، بهدف "دعم القضاة الشرفاء وإدانة غير الشرفاء وللإضاءة على واقع القضاء المرتهن وإحدى أدوات السلطة والتسلط"، استحوذ الهاشتاق على اهتمام الشباب اللبناني الذين تذكروا بكتاباتهم وصور نشروها كارثة مرفأ بيروت والأبرياء الذين سقطوا في الانفجار من الشباب والأطفال وكبار السن وغيره من القضايا.
وكتبت رئيسة مجلس إدارة "النهار" الصحافية نايلة تويني على حسابها على "تويتر" قائلة: "الويل لكل بلد إذا تسكع قضاته على أبواب السياسيين وزعماء الطوائف، لأنهم يفقدون هيبتهم، وكرامتهم، وحيادهم، وعدلهم، وضميرهم"، مرفقة تغريدتها بهاشتاق "#حرّروا_القضاء".
وتفاعلت النائبة المستقيلة من البرلمان، بولا يعقوبيان، مع الهاشتاق مؤكدة "لا عدالة من دون قضاء متحرر من سيطرة زعماء المافيا الفاشية "، فيما كتب الاعلامي سلمان عنداري على "تويتر" قائلا: "وسط كل هذا الفساد #حرروا_القضاء وارفعوا أيدي المتنفذين عنه!! والا ستسقطون ..".
واعتبر الإعلامي اللبناني، يزبك وهبه، أن استقلالية القضاء ضرورة ملحة كاتبا: "#حرّروا_القضاء إرفعوا أيديكم عن القضاء...قضاءٌ نزيه لا سلطة للسياسيين عليه يُسهم في طمأنة اللبنانيين والمستثمرين...".
ورأى الإعلامي، آلان درغام، أن القضاء يبقى الأساس قائلا: "من أجل مستقبل أفضل لنا ولأولادنا...من أجل جميع الشهداء الذين اغتيلوا أو حتى جراء انفجار المرفأ...من أجل العدالة والمساواة ....من أجل محاسبة الفاسدين والمجرمين بحق وطنهم...من أجل لبنان #حرروا_القضاء".
وكتب الممثل عبد شاهين على حسابه: "من أجل كل القضايا ودعوة لإظهار الحقائق وعلى رأسها كارثة انفجار المرفأ، من أجل قضاء عادل من أجل شهداء المرفأ من أجل كل قضية محقة #حرروا_القضاء".
ووجهت الإعلامية، ديانا سكيني، تحية لكل المدافعين عن استقلالية القضاء قائلة: "تحية للناشطين والحقوقيين الذين يعملون على استقلالية القضاء منذ عقود رغم الاستحالة... رغم كل شيء لا يبقى لنا إلا الكلمة ومخاطبة الرأي العام. والتغيير عمره دهور وليس أياماً".
وتوجهت الإعلامية، لاريسا عون، إلى قضاة لبنان بالقول "يا قضاة لبنان تحرروا من قبضة السياسيين الفاسدين.."، فيما استعادت الصحافية رين بو موسى انفجار بيروت قائلة "ما عشناه في ٤ أغسطس (يوم الانفجار)... لن يبرده الا تحقيق عادل #حرروا_القضاء".
كذلك اعتبر الناشط، رالف نادر، أن "تطهير القضاء يبدأ من الأعلى ونزولاً بإزاحة ما لا يقلّ عن ٢٠ قاضيا مسيّسا و"محسوبا" على جهة حزبية سياسية وطائفية. وبإعادة النظر بالقوانين الموجودة حالياً والتي أصبحت مجرّد أداة تهدف الى عرقلة أي تحقيق والهروب من المحاسبة".
من جهته رأى الناشط محمد حمزة أن: "زعماء لبنان يخافون تحرير القضاء لأنهم على دراية أنهم سيكونون أول من سيلقى بهم في الزنازين".
وحسب متابعين، تأتي هذه الحملة في ظل واقع القضاء اللبناني كغيره من المؤسسات التي يتحكم فيه مسؤولون وسياسيون وأحزاب يتدخلون بتعيين قضاة عبر ما يعرف بـ "المحسوبيات" ليصبحوا بالتالي محسوبين عليهم ومضطرين للانصياع إلى أوامرهم ما ينعكس أيضا على أي قرارات.
ومن القضايا الشائكة في هذا الإطار انفجار مرفأ بيروت فرغم الادعاء على عدد من المسؤولين رفضوا المثول أمام القضاء إلى أن تم تغيير المحقق العدلي في القضية، والأمر نفسه ينسحب على قضايا عدة في لبنان