جلسة الإثنين و"حكومة لبنان البتراء".. استدعاء الطائفية وبلاغات للقضاء
بعد دعوة رئيس حكومة لبنان لجلسة يوم الإثنين، لمناقشة قضايا "مهمة"، اندلعت حالة من الجدل في الأوساط السياسية على مشروعية عقد الجلسة.
وفيما أعلن رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي عن 25 بندًا "ملحًا" ستجري مناقشتها في الجلسة التي من المتوقع أن تشهد حضور أكثرية ثلثي الوزراء، باتت الأنظار تترقب الانعكاسات "السلبية" لتلك الجلسة المرتقبة، على العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، في ظل عدم مقاطعة وزيري الحزب للجلسة، وعدم تضامنهما مع زملائهم المحسوبين على "التيار الوطني الحر".
سجالات "حادة"
واتخذت السجالات "الحادة" بين التيار الوطني الحر أو ما يعرف بـ"التيار العوني"، بعدًا جديدًا؛ فالأخير يحاول التركيز على اعتبار عقد الجلسة مخالفة دستورية، ما من شأنه تحفيز القوى المسيحية الأخرى على رفض انعقاد جلسات مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، تخوفًا مما وصفوه من "استيلاء" ميقاتي على صلاحيات رئاسة الجمهورية.
موقف عبرت عنه نائب رئيس التيار الوطني الحر مي خريش، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وجهت فيها رسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وقالت خريش: "دولة الرئيس... الأزمة الاجتماعية يلّي عم تتحجج فيها مش مستجدة...إنت رئيس حكومة مستقيلة والدستور بيمنعك تدعي لمجلس وزرا بغياب رئيس جمهورية...من وين استرجعت حق ساقط...وساقط معو تكليفك؟".
وأضافت نائبة رئيس التيار الوطني الحر: "انتبه من الحقد لأنو بيجر للفتنة...النصيحة كانت بجَمَل...بعرف عم تضحك ع المتل لأنك بتسعّر بالدولار".
تهديدات وبلاغات
إلا أن تلك التصريحات لم ترق لرئيس الحكومة ميقاتي، والذي قال في تغريدات نشرتها رئاسة مجلس الوزراء عبر حسابها الرسمي بـ"تويتر": "في سياق حملات التحريض التي يقوم بها التيار الوطني الحر، عقب دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء الاثنين، صدر هذا المساء كلام لنائبة رئيس التيار مي خريش يحمل في طياته تهديدا وتحريضا وهو بمثابة إخبار إلى الأجهزة القضائية المختصة".
وفي تصريحات منفصلة، قال ميقاتي، إن دعوته مجلس الوزراء إلى الانعقاد يوم الإثنين مردها إلى وجود ملفات اساسية تتعلق بصحة المواطن يقتضي البت بها.
وأكد ميقاتي، أنه "بعد الاطلاع على الجدول الذي أعدته الأمانة العامة لمجلس الوزراء يمكن بسهولة استبعاد أكثر من 40 بندا عن الجدول، ولن نقر يوم الإثنين إلا الأمور التي نعتقد ويعتقد الوزراء أنها ضرورية".
حكومة "بتراء"
وتابع: "أسمع البعض يتحدث عن حكومة بتراء أو غير بتراء. الحكومة كاملة وما تقوم به هو تصريف الأعمال بهدف خدمة المواطن"، مضيفًا: "من لديه بديل آخر فليتفضل (..) أنا أقوم بواجبي كاملا فيما يتعلق بالدعوة إلى الجلسة، وحسب معرفتي بالوزراء طوال الفترة الماضية، فهم يتمتعون بالحس الوطني ذاته وربما أكثر، ولذلك أعتقد أنه ستكون هناك مشاركة واسعة".
وقال: "قبل طرح السؤال لماذا ندعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، فليقم المعنيون بالاستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية وتستقيم المؤسسات الدستورية كاملة وتقوم بواجبها"، مضيفًا: "يحز في نفسي أن يضع أحد دعوة مجلس الوزراء في إطار طائفي أو كأنه استهداف لفئة معينة".