حزب الله وشغور الرئاسة.. برلمانيون لبنانيون يحذرون من "تكتيك التعطيل"
امتداد حالة الشغور الرئاسي في لبنان يرفع معه منسوب مخاوف إفساح المجال لتدخلات خارجية، في سيناريو يدفع حزب الله له عبر تكتيك التعطيل.
وتخشى المعارضة اللبنانية بعد فشل المجلس النيابي، الخميس، للمرة الثامنة، في اختيار رئيس جديد للبلاد من الابتعاد على "لبننة الاستحقاق" الرئاسي، وتمهيد الطريق نحو السماح بتدخلات إقليمية مع امتداد الشغور الرئاسي وعدم التوصل للتوافق الداخلي.
وأخفق برلمان لبنان، اليوم الخميس، للمرة الثامنة على التوالي في انتخاب رئيس للجمهورية، على وقع حالة انقسام حاد بين الفرقاء السياسيين، بين محور "8 آذار" الذي تقوده مليشيات حزب الله، والمحور السيادي التغييري، ومستقلين، دون أن يتمكن أي معسكر منهم من الوصول لاتفاق على مرشح واحد.
فشل يأتي وسط غياب لأي ملامح انفراجة بعد انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تعطيل متعمد
ومع امتداد حالة الشغور الرئاسي تلك، حذر برلمانيون لبنانيون من الابتعاد عن "لبننة الاستحقاق"، ما يسمح بشكل أكبر بالتدخلات الإقليمية وتحديدا الإيرانية.
وقال البرلماني اللبناني فادي كرم، إن "حزب الله يريد الابتعاد عن لبننة الاستحقاق الرئاسي، بتعطيله المتعمد لجلسات انتخاب الرئيس لحسابات ترتبط بالمحور الإيراني في المنطقة".
وفي تصريح من بيروت لـ"العين الإخبارية"، أوضح النائب عن تكتل الجمهورية القوية، أن "الحزب المدعوم من إيران، يمنع وجود التوافق اللازم لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ويشل مجلس النواب واللعبة الديمقراطية حتى نصل لتوافق معه على مشروع خارجي لتسوية إقليمية معينة".
وأكد أن "ما يعنيه الحزب هو تقديم بمشروع ولاية جديدة لسلطة كاملة من رئيس وحكومة ومؤسسات ممولة بتسوية إقليمية".
وخلال جلسات مجلس النواب الـ8 لانتخاب الرئيس، يختبئ حزب الله وحلفاؤه خلف الورقة البيضاء لعدم قدرة الحزب على إقناع حليفه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بدعم مرشحه (غير المعلن حتى الآن) وهو رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
من جانبه، أشار النائب نزيه متى، عضو تكتل الجمهورية القوية، عبر حسابه على تويتر، إلى أنه "كلما ابتعدنا جلسة بالفراغ الرئاسي كلما ابتعدنا عن لبننة الاستحقاق واقتربنا أكثر من التدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية، وأكثر بكثير إلى جهنم والعدم القاتل".
أجندة تعطيل
نفس المخاوف طرحها النّائب الياس حنكش عضو تكتل "نواب الكتائب" ، قائلا في حديث تلفزيوني، إن: "مشكلتنا مع حزب الله أنه يجر لبنان إلى أجندة لا يدخل لبنان ضمن إطارها، ونحن لدينا قناعة أنه يقوم بمصلحة إيران".
وذكّر بأن "الكتائب رفضت المشاركة في التسوية الرّئاسية (قبل 6 أعوام)، وصوت نوابنا بكل وضوح، ورفضنا وصول الرئيس السابق ميشال عون إلى الرئاسة، من منطلق أنه مرشح حزب الله؛ واليوم لا نريد رئيسًا يغطي سلاح حزب الله".
وفي إقراره بالواقع الحالي، قال النائب بلال عبد الله عضو تكتل اللقاء الديمقراطي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "لم نستطع بعد التقدم باتجاه صياغة توافق داخلي حول رئيس الجمهورية.
وأكد عبد الله أن "الحوار هو الطريق والسبيل الوحيد للوصول إلى المطلوب وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ويساهم في توسيع المساحات المشتركة، وتفعيل طرح أسماء غير مستفزة للفريقين، وذات رؤية إصلاحية دون مراعاة عدم الدفع بمرشح لإنقاذ لبنان من عزلته".
ويعكس موقف نواب حزب الله داخل المجلس النيابي، وتصريحات قياداته المتشددة، إصرارا على تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد، وشل الاستحقاق الرئاسي، لحين التوصل لرئيس تابع له.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg جزيرة ام اند امز