انطلاق ثامن جلسة لانتخاب رئيس لبنان.. الانقسام يتواصل
وسط انقسام حاد بين الفرقاء السياسيين بدأ مجلس النواب اللبناني، الخميس، جلسة ثامنة برئاسة رئيس المجلس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية.
وقبيل بدء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، قال النائب بيار بو عاصي عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات) في حديث إذاعي "مرشّحنا هو ميشال معوّض والمشكلة عند الفريق الآخر الذي يأخذ رئاسة الجمهورية رهينة ويغتال الثقافة الديمقراطية التي لطالما تميّز بها لبنان".
وأكد عضو تكتل اللقاء الديمقراطي النائب وائل بو فاعور أن "الحوار هدف وليس خيارا وبدون حوار لن نستطيع إنتاج رئيس للجمهورية، و(سليمان) فرنجية مرشح فريق سياسي، ومرشحنا هو معوض، وهو ليس مرشح تحد بل مرشح فريق".
وأشار النائب سجيع عطية عضو تكتل "الاعتدال الوطني" إلى أن التكتل سيصوّت بـ"لبنان الجديد"، مشيرا إلى أن الجلسة المقبلة سيكون للتكتل موقف آخر إذا لم يجدّ أي شيء بالمشاورات الثنائية التي يقوم بها الرئيس برّي.
وتابع: "نحاول توسيع المساحة الوسطية بين أكبر عدد ممكن من النواب، وبالقانون والمنطق لا يمكن أن يأتي رئيس إلا بالتوافق".
ورأت النائبة بولا يعقوبيان من نواب قوى التغيير أن "ما يحصل بموضوع انتخابات الرئاسة كنا حذرنا منه فالجميع يناور بانتظار الخارج، ويجب انتخاب رئيس يواجه الفساد"، لافتة إلى أن "كلام القوّات اللبنانية كان منذ البداية أنها غير متمسكة بميشال معوّض".
وأضافت: "أنا طلبت من حزب القوّات اللبنانية والحزب الاشتراكي التصويت لـصلاح حنين".
تباين الآراء
وغرد النائب جميل السيد عبر حسابه على "تويتر" "اليوم أيضا جلسة انتخاب رئيس للجمهورية وليس فيها ما يشير إلى أي استعداد لانتخاب أحد، ولا سيما أن معظم القوى السياسية تنتظر الترياق من الخارج كالعادة، والخارج له همومه ومش فاضي يتسلّى معك".
وذهب إلى أن "جلسة اليوم هي فقط لإيهام الناس أننا نسعى لانتخاب رئيس، واستمرار مقاطعتي لها هو أمر طبيعي".
فيما قال النائب جيمي جبور عضو تكتل "لبنان القوي" إن "الاسم لن يكون وليد قرار من التيار وحده بل اتفاق بين السلطة السياسية، وخيارنا المر حاليا الورقة البيضاء إلى حين وجود اسم جدي".
ودعا النائب إلى "التباحث على اسم لرئيس جمهورية وله صفة تمثيلية معطاة له وصلاحيات دستورية والتنسيق والتواصل مع حزب الله موجود ولو هناك اختلاف بوجهات النظر".
تأتي الجلسة الثامنة مع تخطي أزمة الشغور الرئاسي في لبنان شهرها الأول، إثر انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ووسط غياب أي ملامح لانتهاء تلك الحالة، خاصة بعد فشل البرلمان على مدار 7 جلسات في انتخاب رئيس جديد.
شغور رئاسي
يرجع امتداد الشغور الرئاسي لانقسام مجلس النواب اللبناني بين محور 8 آذار الذي يقوده "حزب الله" المدعوم من إيران، والمحور السيادي التغييري، وبعض المستقلين، دون أن يتمكن أي معسكر من الوصول إلى اتفاق على مرشح واحد.
فالمحور السيادي التغييري (ويضم أحزاب القوات والكتائب والتقدمي الاشتراكي وبعض نواب التغيير وكتلة تجدد) ويدعم النائب ميشال معوض، لم يستطع حتى الآن تجاوز عتبة الـ45 صوتا لمرشحه، والذي يحتاج إلى 65 صوتا في الدورة الثانية من الانتخاب.
في المقابل، يختبئ حزب الله وبعض حلفائه خلال جلسات انتخاب الرئيس خلف الورقة البيضاء (50 صوتا)، بسبب عدم قدرة الحزب المدعوم من إيران على إقناع حليفه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بدعم مرشحه (غير المعلن حتى الآن) وهو رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.