"التعطيل" لعبة حلفاء مليشيا حزب الله اللبنانية لإزعاج الحريري
مراقبون قالوا إن هناك 3 موانع تحول دون قدرة حزب الله وفريقه الانقلاب على التسوية والإطاحة بالحريري.
وضع حلفاء مليشيا حزب الله اللبنانية "فيتو" على منح القوى المتحالفة مع رئيس الوزراء سعد الحريري حقائب وزارية تعكس تمثيلهم في البرلمان الذي انتخب مايو/أيار الماضي في مسعى لتعطيل تشكيل الحكومة وإحراج الحريري، بحسب مراقبين.
وتعثرت مشاورات تشكيل الحكومة بعدما رفضت جبهة "التيّار الوطني الحرّ" المحسوب على الرئيس اللبناني ميشال عون، منح "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، 4 حقائب وزارية بينها واحدة سيادية. وطالبت بحصولها على 3 حقائب فقط مشترطة ألا يكون بينها وزارة سيادية.
وكانت القوات اللبنانية قد حققت مفاجأة في الانتخابات النيابية الأخيرة بفوزها بـ15 مقعدا بزيادة 7 مقاعد عن آخر تمثيل لها في البرلمان.
كما يسعى حليف حزب الله وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل (صهر الرئيس ميشال عون)، إلى توزير حليفه النائب طلال أرسلان، الخصم السياسي للزعيم الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.
ويرى مراقبون أن معركة تشكيل الحكومة وعراقيل حلفاء مليشيا حزب الله الموالية لإيران تطال بالدرجة الأولى الرئيس المكلّف سعد الحريري، من باب تطويق حليفيه الأساسيين جعجع وجنبلاط، ومحاولة إخراجهما من الحكومة، في مسعى لإضعافه.
لكن لا يبدو أن محاولات خصوم الحريري ستأتي أكلها، وفق مراقبين قالوا إن هناك 3 موانع تحول دون قدرة حزب الله وفريقه الانقلاب على التسوية والإطاحة بالحريري.
النائب السابق عقاب صقر المقرّب من رئيس الوزراء المكلف، أشار في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن المانع الأول أمام خصوم الحريري هو إدراك الجميع في لبنان وخارجه حاجة البلاد لقيادة الحريري من أجل الحفاظ على السلم في لبنان وتجنيبه مخاطر الانزلاق في أزمات المنطقة.
ونبه صقر إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد فيها أنه يثق بلبنان بقيادة سعد الحريري"، كما شدد على أن المانع الثاني الذي يحول دون مخطط تعطيل حكومة الحريري هو نتائج مؤتمر المانحين الذي عقد في سيدر لدعم الاقتصاد اللبناني الذي عقد في باريس أبريل/نيسان الماضي، وأعطى الثقة للبنان ولحكومة سعد الحريري.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في ختام مؤتمر "سيدر" عن جمع نحو 11 مليار دولار من المنح والقروض لتعزيز الاقتصاد والاستقرار في لبنان.
ورغم العقبات التي استعرضها صقر أمام مخطط حلفاء حزب الله يرى السياسي اللبناني توفيق الهندي أن لبنان لا يزال يواجه مخاطر ناجمة عن رغبة ملالي طهران في السيطرة على قراره السياسي.
وقال الهندي لـ"العين الإخبارية" إن "حزب الله رأس حربة إيران في لبنان كرّس جهده للسيطرة على المؤسسات الدستورية الثلاث، فضلاً عن تأثيره القوي على الدولة العميقة".
وأعطى توفيق الهندي توصيفاً للواقع اللبناني، قائلا إن "علاقة حزب الله بإيران عضوية، وطالما أنه الفصيل الرئيسي في فيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، يمكن القول إن لبنان يقع تحت سيطرة إيران، تماماً كما يحلو للمسؤولين الإيرانيين تذكير اللبنانيين بهذه الحقيقة المرة".
ويراهن فريق سعد الحريري على عجز أي شخصية سنيّة عن تلقف كرة النار الحكومية، في حال الانقلاب على الحريري، وهو يعطي أمثلة على إخفاقات حكومة ميقاتي، وأوضح النائب السابق عقاب صقر أن "أي رئيس حكومة محتمل، سيقود مهمة انتحارية في البلد، وبالتالي الحريري هو من يضع شروطه، لأن الكلّ بحاجة إليه، وهو ليس بحاجة لأحد".
ويشيع خصوم الحريري من حلفاء حزب الله إمكانية البحث عن بديل لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في حال تأخرت مشاورات تشكيل الحكومة أكثر من ذلك، كما يعلنها من حين لآخر نواب الحزب الذي كان آخرهم النائب في كتلة حزب الله جميل السيّد، حيث لوح بالانقلاب على الحريري، بقوله: "الأكثرية معنا، وهناك بدائل عن الحريري في حال استمرّ بمسايرة جعجع، ولم يشكل الحكومة وفق شروطنا".
لكن صقر أكد في المقابل أن هذا المخطط لن يرى النور، وأوضح بقوله إنه "يوم كانت سوريا بأحسن أحوالها، وكانت على علاقتها جيدة مع العالم العربي، ونفذت الانقلاب على الحريري عبر تنصيب نجيب ميقاتي على رأس حكومة، فشلت فشلاً ذريعاً، وجاءت استقالة ميقاتي بمثابة الهروب من الانهيار".
ويشدد عقاب صقر على أن "كلام جميل السيّد يعبّر عن حقد دفين، وحالة مرضية اسمها سعد الحريري"، داعياً إلى "التعاطي مع جميل السيد، بالقراءة النفسية المرضية وليس بالواقعية السياسية"، معتبراً أن "إمكانية الانقلاب تساوي صفر، لأن السحر سينقلب على الساحر".