استطاع المكوّن الإيراني خديعة الشعب.
دائماً ما يوضع الشعب اللبناني ومكوّناته السياسية أمام خيارات صعبة جداً قد يكون أحلاها مرّاً، ومن هذه الخيارات ما حدث مؤخراً مع سعد الحريري حينما استقال من رئاسة الحكومة بعد أن ضاق ذرعا بالسيطرة الإيرانية على القرار اللبناني عن طريق حزب الله.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتجرع فيها لبنان كاسات العلقم حينما يضعه حزب الله أمام خيارات ليس بينها "شيء حلو" والأمثلة أكثر من أن تُذكر.
تجنب الجميع خطر الحرب الأهلية بمداراة "رغبات" حزب الله لأنه على استعداد أن يحرق كل شيء إن لم يُسمع له ويُطاع! بعد كل هذا لا يمكن بحال القول إن حزب الله مكوّن سياسي لبناني، بل هو إيراني صرف، ولم بتبق للبنانيين إلا كاسات المر يتجرعونها و"للسيد" أموال إيران!.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن دائما: لماذا لا يُبالي حزب الله أبدا بهذا الكم الهائل من المآسي التي يذيقها للشعب اللبناني؟، لماذا لا يحس بهذه الأزمات؟ والجواب المنطقي على هذا السؤال: لأن حزب الله لا يمكن اعتباره مكوّناً سياسياً لبنانياً أبداً أبداً أبدا.
ومن أكبر الأخطاء التي نغفل عنها أننا حينما نناقش الحالة اللبنانية نعتبر هذا الحزب أحد مكوّنات الحالة السياسية هناك، وليس هذا تجنيا عليه ولا بسبب الخلاف الأيدلوجي معه.. لا قطعا، لكن دعونا نناقش هذا الأمر بتجرد كامل.
هذا الحزب يعلن وأمام العالم أن هدفه السياسي الأساس هو جعل الجمهورية اللبنانية تابعة للجمهورية الإيرانية بقيادة الولي الفقيه - هكذا أعلن أمينه العام حسن نصرالله بخطاب مسجل ومنشور - ثم أعلن كذلك ولأكثر من مرة أنهم يتلقون أمولا من إيران وأن "رواتبهم" وكل مصاريف حزبهم "ومعيشتهم" من إيران.
وثالث المصائب أن الحزب يتفاخر بتملكه ترسانة أسلحة خارج نطاق الدولة، ويستعرض بها أمام الملأ في كل مناسبة، وله عَلَم خاص غير علم الدولة يرفعه على مبانيه والمؤسسات التابعة له، ويقوم هو بإرادة منفردة بإعلان حالة الحرب ضد من يشاء من الدول في الوقت الذي يشاء بعيدا عن قرارات الدولة والجيش، ويتدخل عسكريا في حروب خارجية.. وسلسلة طويلة من التصرفات المارقة على الدولة.. ثم نأتي بعد كل هذا - وحال نقاشنا - نعتبر حزب الله جزءاً من المكوّن السياسي اللبناني! ! قطعا لا يمكن اعتباره كذلك.
استطاع هذا المكون الإيراني البحت خديعة الشعب وتمثيل دور "اللبناني" بالاتّجار في القضية الفلسطينية، إذ إنها أفضل ما تاجر بها كل من له أجندة خفية لأنه يعلم مدى تجاوب الشعوب معها، ورغم أن هذا الحزب ومنذ أن كان، لم يفعل أي شيء للقضية الفلسطينية كما أن الثورة الإيرانية ومنذ قيامها في نهاية السبعينات إلى اليوم لم تفعل أي شيء للقضية الفلسطينية إلا أنهم ما زالوا يتاجرون بها للسيطرة على الشعوب.
وحزب الله في سبيل السيطرة الكاملة على القرار السياسي اللبناني اتبع أسلوب "العفرته" وأسلوب "الفتوات"، وهؤلاء يفرضون آراءهم ورغباتهم على محيطهم لأن الجميع يخشى من جنون فعلهم وعدم معرفتهم بعواقب الأمور، فيتجنبون هذا الخطر بمداراة هؤلاء "الفتوات " الذين لا خطوط حمراء لديهم، فهم على استعداد لحرق كل شيء من أجل تحقيق رغبة! وهذا ما حدث فعلا بالساحة السياسية اللبنانية.
تجنب الجميع خطر الحرب الأهلية بمداراة "رغبات" حزب الله لأنه على استعداد أن يحرق كل شيء إن لم يُسمع له ويُطاع!.. بعد كل هذا لا يمكن بحال، القول إن حزب الله مكوّن سياسي لبناني بل هو إيراني صرف، ولم بتبق للبنانيين إلا كاسات المر يتجرعونها و "للسيد" أموال إيران!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة