معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يحذر: حزب الله ابتلع لبنان
مليشيا حزب الله باتت تحت السيطرة المباشرة لقائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني بعد مقتل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين.
حذر خبراء وباحثون أمريكيون من ابتلاع مليشيا حزب الله كامل لبنان، قائلين إن المليشيا الموالية لإيران لم تعد "دولة داخل الدولة كما كان شائعا في السابق، بل أصبحت الدولة نفسها"، مشددين على المخاطر الناجمة عن تلك الوضعية وتداعياتها على المنطقة.
ونبّه الخبراء، خلال مائدة مستديرة نظمها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، إلى أنه بعد إحكام إيران قبضتها على المليشيا المواليه لها، تمكّنت من زيادة سيطرتها على مؤسسات الدولة اللبنانية.
وقالت الباحثة حنين غدار، في معهد واشنطن، إنه لم يعد التوازن السياسي موجودا في لبنان؛ فالتكتّل المعروف بـ14 مارس/آذار تلاشى واضمحلّ، ولا يمكنه التنافس مع "حزب الله" لو ظل ناشطا.
وتابعت أن نفوذ "حزب الله" اليوم في لبنان أقوى من أي وقت مضى، ولا سيما أنه يؤدي دور الذراع الرئيسية لإيران في سائر أرجاء المنطقة.
وأضافت أن "ما نشهده اليوم في سوريا ليس عبارة عن مليشيات تابعة لإيران متفرقة تقاتل بالنيابة عن نظام الأسد فحسب، بل هي جزء من جيش منظم يخضع لقيادة "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، لافتة إلى أن حزب الله أصبح يده اليمنى في المنطقة.
وأكدت غدار أن الحزب كان مستقلا نوعا ما قبل عام 2011، لكنه وُضع تحت السيطرة المباشرة لقائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني بعد مقتل اثنين من كبار قياديي الحزب، هما عماد مغنية ومصطفى بدر الدين.
وأشارت غدار إلى أن طهران استخدمت حزب الله والمليشيات الأخرى أيضا لبناء جسر بري يربط أجزاء من العراق وسوريا ولبنان ليخدم هذا الممر 3 أغراض، هي توفير وسيلة قليلة التكلفة لنقل الأسلحة من إيران إلى حوض البحر المتوسط، وفتح خط إمداد بديل في حال قيام إسرائيل بقصف المطارات خلال الحرب المقبلة مع حزب الله أو حلفائه، وترسيخ الهوية المذهبية كأساس للصراع في المنطقة.
وأضافت الباحثة أن هذا الجسر البري ستكون له أهمية استراتيجية كبرى بعد أن تعزز إيران نفوذها على الحكومات التي تسيطر على تلك الأراضي، بضمّها السياسيين إلى حظيرتها وترسيخها وجودا طائفيا موحدا.
وأوضحت غدار أنه في لبنان يمكن للمرء أن يجد بالفعل مكاتب لمختلف المليشيات التابعة لإيران، ونحو 50 محطة تلفزيونية وإذاعية مخصصة تخضع جميعها لإدارة المليشيات.
وأكدت أن الحزب الإرهابي يسعى لإزاحة أي فصيل سياسي قوي من أمامه الآن، وأنه يعمل على جعل معارضيه عبرة للجميع.
وتوقعت غدار أن يفوز حزب الله وحلفاؤه بنحو 70% من الأصوات خلال الانتخابات العامة في مايو/أيار بفضل قانون الانتخابات الجديد.
أما فيليب سميث، وهو باحث في جامعة ماريلاند، المتخصص في الشؤون اللبنانية، فيرى أنه يتعيّن على الولايات المتحدة إعادة النظر في شبكة المليشيات التابعة لإيران، وأهمها شبكة حزب الله، مؤكدا أنّه لا يمكن إنكار ترابط المليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق.
وتابع سميث أن حزب الله يُعَد يد إيران اليمنى في المنطقة، وأنه يعمل على تنفيذ مخططها الاستعماري في المنطقة.