تحذير أمريكي: حزب الله سيورط لبنان في حرب جديدة مع إسرائيل
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، كشف عن مباحثات بين نتنياهو وبوتين، دارت حول معلومات تشير إلى وجود منشآت إيرانية للأسلحة بلبنان.
كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، عن تباحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى وجود منشآت إيرانية للأسلحة في لبنان، تحت رعاية "حزب الله".
وأشار المعهد إلى ما يعنيه ذلك من إمكانية تحويل القذائف التي يمتلكها حزب الله بالفعل إلى صواريخ دقيقة التوجيه قادرة على استهداف البنية التحتية والمراكز السكانية في إسرائيل.
- بريطانيا تواجه ضغطا متزايدا لحظر حزب الله الإرهابي
- لبنان 2017.. تفاهمات سياسية ناشدت استقرارا أجهضه حزب الله
وأوضح المعهد، خلال دراسة بحثية أعدها ديفيد ماكوفسكي، مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن، الخميس، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ رسالة للرئيس الروسي، خلال اللقاء الذي جمع بينهما في 29 يناير/كانون الثاني الماضي لنقلها للإيرانيين، مفادها أن الإسرائيليين لن يسمحوا للإيرانيين بنقل تكنولوجيا الأسلحة الدقيقة من طهران لجنوب لبنان على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وأكدت الدراسة، أنه بالإضافة إلى تورط لبنان بالفعل في الحرب الأهلية السورية عن طريق حزب الله، فإنه على ما يبدو أن حزب الله سيورط لبنان في حرب جديدة مع إسرائيل.
وتابعت الدراسة، أن نتنياهو اجتمع مع بوتين 7 مرات منذ دخول روسيا الحرب السورية عام 2015، ومن بين القضايا الأولى التي ناقشها الطرفان هي وضع آلية لتجنّب المواجهة العسكرية بين قواتهما، ومنح إسرائيل حرية الحركة ضد العناصر الإيرانية ووكلاء إيران في سوريا إذا ما حاولوا نقل منظومات الأسلحة الاستراتيجية، أو تنفيذ عمليات على مسافة قريبة جداً من حدود الجولان، أو يشكلون تهديداً على إسرائيل بطريقة أو بأخرى.
كما سعى نتنياهو إلى الحصول على دعم روسيا لجهود أوسع نطاقاً للحد من النشاط الإيراني في المنطقة، ولكن موسكو لم ترد علناً على مثل هذه الطلبات، بينما التزم نتنياهو الصمت أيضاً حول هذه المسألة، مكتفياً بالقول إن العلاقات الإسرائيلية الروسية "ممتازة" وأن هناك تقارباً بينهما حول القضايا الرئيسية.
وأضافت الدراسة، أن الأعمال العسكرية الإيرانية في لبنان مثل الجهود المبذولة لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ هناك، تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي وتعمل على تهديد وجود القوات الدولية في المناطق المحظورة في لبنان كما أنها تعمل على تحسين قدرات حزب الله الصاروخية.
ولفتت الدراسة، إلى أن الإسرائيليين قاموا بالفعل باستهداف العديد من قوافل الأسلحة الإيرانية في سوريا خلال طريقها لحزب الله في لبنان، لكن الأمر سيكون مختلفا إذا ما قررت تل أبيب توجيه ضربات عسكرية ضد حزب الله في لبنان، حيث يُعتقد أن حزب الله يمتلك أكثر من 100,000 صاروخ، وربما لهذا السبب اكتفى الإسرائيليون باستهداف قوافل الأسلحة التابعة لـحزب الله على الأراضي السورية.
وأشارت الدراسة، إلى أنه في أغسطس/آب العام الماضي، أعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي أمير إيشل، أن إسرائيل استهدفت التنظيم بما يقرب من 100 ضربة خلال السنوات الخمس الماضية، وجميعها نُفّذت تقريباً في سوريا.
وعلى ما يبدو أن طهران لجأت إلى إنشاء مرافق إنتاج أسلحة تابعة لها في لبنان نفسه نظرا لإعاقة نقل الأسلحة لحزب الله عبر سوريا.
وأوضحت الدراسة، أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أشار خلال وقت سابق، إلى حساسية ضرب حزب الله داخل لبنان قائلاً لأعضاء حزبه «إسرائيل بيتنا» إن إسرائيل تحاول تفادي الدخول في حرب لبنانية ثالثة، داعيا لعدم السماح لإيران باستخدام لبنان مثل لعبة.
ونبهت الدراسة، إلى أن روسيا لم تقدم أي دليل على تحرّكها بشكل فعال لتقييد حزب الله في لبنان، ولكن يبدو أن نتنياهو لا يزال حريصاً على إيصال رسالة إلى التنظيم وراعيه الإيراني عبر موسكو، كما أصدر تحذيراته علناً من خلال البيانات الصحفية في حال لم يمضِ بوتين في هذا الطريق.
وأضافت الدراسة، أنّ تصريحات نتنياهو توضح بطريقة أو بأخرى أن التهديد الناشئ عن منشآت إنتاج الأسلحة المتطورة في لبنان يغيّر مقاييس اللعبة نظراً إلى قدرتها على تجهيز حزب الله بصواريخ دقيقة التوجيه؛ وبالتالي فإن خطر التصعيد سيكون حقيقياً للغاية إذا فشلت محادثات نتنياهو مع بوتين فضلاً عن تحذيراته العلنية وغيرها من الأساليب الدبلوماسية المحتملة الأخرى في ردع إيران.
ونبهت الدراسة، إلى أنه لم يعد هناك توازن سياسي في لبنان، فالتكتّل المعروف بـ «14 آذار» تلاشى واضمحلّ، ولا يمكنه التنافس مع حزب الله لو ظلّ ناشطاً، فنفوذ حزب الله اليوم في لبنان أقوى من أي وقتٍ مضى، لا سيما أنه يؤدي دور الذراع الرئيسية لإيران في سائر أرجاء المنطقة.
ولفتت إلى أن الحزب كان مستقلاً نوعاً ما قبل عام 2011، لكنه وُضع تحت السيطرة المباشرة لقائد مليشيا «فيلق القدس» الإيرانية الإرهابي قاسم سليماني، بعد مقتل اثنين من كبار قادة الحزب؛ هما عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، حتى ابتلع الحزب لبنان كله.