بعد أن انجلى الغبار عن مسرحية مليشيا حزب الله الإيرانية وإسرائيل من خلال ضربات شكلية، يكاد المتابع أن يصفها بالمتفق عليها سلفا
بعد أن انجلى الغبار عن مسرحية مليشيا حزب الله الإيرانية وإسرائيل من خلال ضربات شكلية يكاد المتابع أن يصفها بالمتفق عليها سلفاً، يتبادر إلى أذهان الكثير من أبناء العالم العربي والإسلامي سؤالٌ مفاده: ما مستقبل هذه العصابة المارقة التي تصدر قرار السلم والحرب في لبنان وتعبر الحدود نحو سوريا في كل ساعة من أجل قتل النساء والأطفال والشيوخ وتشريد ما تبقى من شعب منكوب؟
مؤكد أن ما تعرفونه عن نصر الله كثير لكن حياته الباذخة ورفاهية أسرته والمقربين منه هي أمور لا يتم تداولها إعلاميا، وكنزه لملايين الدولارات يدحض كل أباطيل الزهد المزعوم، ناهيكم عن حرص الصهاينة على بقائه لأنه يمثل لهم ثروة استراتيجية طويلة الأمد
لا شك أن زعيم هذه المافيا السياسية والعسكرية الإرهابي حسن نصر الله هو مجرد عنصر في فيلق القدس الإرهابي التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، ومنفذ دائم لأجندة خامنئي الرامية لنشر الفوضى وانعدام الاستقرار في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن.
ومما لا شك فيه أن الأزمة السورية كشفت الوجه القبيح لهذا المرتزق وحزبه، وسقط عنهما قناع المقاومة ليظهر بوضوح مبدأ المقاولة والمتاجرة بالعداء لإسرائيل، وتحقيق مكاسب آنية على أنقاض هذه المتاجرة والشعارات التي يطلقونها صباحاً ومساءً، شأنهم في ذلك شأن صديقهم الحوثي الإرهابي في اليمن الذي يحمي سفارة واشنطن في صنعاء المحتلة برموش العين وينادي أتباعه الجهلة: الموت لأمريكا، وصواريخهم موجهة نحو السعودية والإمارات والمقدسات الإسلامية في مكة والمدينة!
إن الغوص في أعماق المشهد الذي صنعه نصر الله منذ ظهوره أورث حاضنته فقراً مدقعاً وعطالة وبطالة جعلت من ضاحية بيروت الجنوبية منطقة تعيش في العصور الحجرية ويقتات سكانها غالباً على قمامة العنتريات والخطابات الجوفاء التي يحرص عليها حسن إيران في لبنان من جحره المكيف والمحتوي على كل الخدمات الترفيهية.
أما العجز المسيطر على أجهزة الدولة اللبنانية نتيجة احتلالها من قبل مليشيا الحزب تجعلها دولة غير مستقرة، يستيقظ مواطنوها على أخبار العجز الكامل في الموازنة، وخطط التقشف المعيشي والمديونية الكبيرة التي تدفعهم للهجرة والبحث عن لقمة العيش في دول العالم الغربية والشرقية.
ولأن الإدمان على توزيع شهادات حسن سلوك وطنية وقومية هو ديدن حسن نصر الله في جميع كلماته، فلا ضير أن نرى تجارة المخدرات هي المورد الرئيسي لمن يسمون أنفسهم حزب الله، بينما هم يعادون الله ويذبحون عباده بكرة وعشية، ويسيرون في طريق أيديولوجية طائفية بائسة يخفي الفرس من ورائها أحقاداً عمرها مئات السنين.
ومؤكدٌ أن ما تعرفونه عن نصر الله كثير لكن حياته الباذخة ورفاهية أسرته والمقربين منه من الأمور التي لا يتم تداولها إعلامياً، وكنزه لملايين الدولارات يدحض كل أباطيل الزهد المزعوم، ناهيكم عن حرص الصهاينة على بقائه لأنه يمثل لهم ثروة استراتيجية طويلة الأمد، فهو عدوٌ مصطنع يتحرك حسب ما يريدون ويهدد ضمن ما يشتهون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة