صحف فرنسية: تشكيل دياب للحكومة يحرم لبنان من المساعدات
دياب مصنف على الورق على أنه أكاديمي مستقل دون أي توجه سياسي ولكن في حقيقة الأمر مدعوم من حزب الله
حذرت تقارير صحفية فرنسية، الأحد، من أن اختيار حسان دياب لرئاسة الحكومة اللبنانية سيعقد وصول المساعدات الدولية إلى لبنان، باعتباره مرشحا مدعوما من مليشيا حزب الله الإرهابي.
وتحت عنوان "حسان دياب المدعوم من حزب الله عين رئيسا للوزراء في لبنان"، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الرئيس اللبناني ميشال عون اختار دياب، وهو وزير للتعليم في حكومة سعد الحريري، لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، في حين أن البلاد تشهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة ضد الفساد ومليشيا حزب الله المدعومة من إيران.
وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن "دياب" على الورق مصنف على أنه أكاديمي مستقل دون أي توجه سياسي، ولكن في حقيقة الأمر هو رجل حزب الله الجديد، الأمر الذي يرفضه المتظاهرون الذين دعوا على مدار أكثر من شهرين لمواجهة الأزمة الاقتصادية بحكومة "تكنوقراط"، وتطهيرها من الطبقة السياسية التقليدية التي تسيطر عليها المليشيا.
وأوضحت "لوموند" أن "دياب" يحظى بفرصة ضئيلة ليصبح "الرجل المناسب"، الذي تتوافق عليه جميع الأطياف اللبنانية، لافتة إلى أن اسمه بات معروفاً لدى المحتجين بعد نشر نشطاء سيرته الذاتية المؤلفة من 136 صفحة، وتوزيعها بأقصى سرعة على شبكة الإنترنت.
ورأت أن طريقة تعيينه (حسان دياب) أغضبت اللبنانيين؛ إذ تم اختياره خلال اجتماع مغلق بين جبران باسيل، وزير الخارجية في حكومة سعد الحريري وصهر الرئيس اللبناني ميشيل عون، ونبيه بري رئيس البرلمان اللبناني زعيم حركة أمل حليف مليشيا حزب الله.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة سان جوزيف في بيروت، كريم إميل البيطار، قوله إن "هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم أوصياء على الشعب ويجتمعون وراء الكواليس لتهديد مصيرهم، لم يعد الشارع اللبناني يريدهم".
بدوره، رأى أستاذ القانون العام في الجامعة العربية ببيروت علي مراد، أن "حكومة ذات لون واحد، يدعمها حزب الله وحلفاؤه فقط، ستواجه خطر العودة إلى الاستقطاب الطائفي، ضد جهود المتظاهرين الذين يطالبون بالابتعاد عن هذا التوجه".
فيما قال الخبير الاقتصادي شربل نحاس: "إنه أمر خطير للغاية، أن تكون الحكومة منفصلة تمامًا عن حقيقة الواقع المتفجر في البلاد، وأن تظل رهينة المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران".
وأشار نحاس إلى أن "خارطة الطريق الاقتصادية والاجتماعية التي فرضناها بنجاح هي في طور العودة إلى الوراء نتيجة اختيار رئيس حكومة موال لحزب الله المؤيد لإيران".
وأوضح أن الحكومة التي يهيمن عليها حزب الله، وهو حزب يخضع للعقوبات من قبل الولايات المتحدة، وتعتبره عدة دول منظمة "إرهابية"، قد تخاطر السلطة اللبنانية بتعقيد الوصول إلى هذه المساعدات الدولية في ظل وجود المليشيا في السلطة.
من جانبها، لفتت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أن اختيار حسان دياب لم يكن بالإجماع، لافتة إلى غضب الشارع اللبناني منذ الكشف عن اسمه.
وتحت عنوان "غضب في لبنان بعد تعيين رئيس الوزراء الجديد المدعوم من حزب الله"، قالت الصحيفة الفرنسية إنه بعد إعلان توليه أغلق المتظاهرون عدة طرق سريعة في لبنان، الجمعة الماضي للتنديد بتعيينه رئيساً للوزراء بسبب أنه مدعوم من مليشيا حزب الله.
واعتبرت الصحيفة أن سبب غضب اللبنانيين كون تعيينه (دياب) جاء مدعومًا من قبل حزب الله وحلفائه، بما في ذلك حزب الرئيس اللبناني، لكنه لم يحصل على دعم الكتلة البرلمانية السنية الرئيسية في البلاد، برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته سعد الحريري.
وأوضحت أن تعيين حسان دياب الذي يزعم على أنه مستقل و"تكنوقراط"، جاء بعد شهرين من بدء حركة احتجاج لم يسبق لها مثيل ضد الطبقة الحاكمة في لبنان في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت الصحيفة إنه لا يحظى بدعم مجتمعه السني، الذي يتهمه بعلاقاته الوثيقة مع حزب الله الموالي لإيران، الأمر الذي صاعد سخط الشارع الذي لم يهدأ باستقالة رئيس الحكومة المنتهية ولايته سعد الحريري.
ولفتت "لوفيجارو" إلى أن أكبر مثال على عدم الثقة لرئيس الوزراء اللبناني الجديد، أن هناك خمسة نواب فقط، من أصل 69 صوتًا سنياً، صوتوا لصالح حسان دياب.
وقالت إنه في لبنان "البلد المنقسم على نفسه" فإنه يشترط أن يتولى منصب رئيس الوزراء سنياً، موضحة أنه "في مدينة طرابلس، تلك المدينة الشمالية ذات الأغلبية السنية، تم إغلاق المدارس والطرق الجمعة الماضية".
كما قام المتظاهرون بقطع الطرق السريعة الأخرى في العديد من المناطق في الشمال، بما في ذلك عكار والشرق، حيث أشعلوا النيران في الإطارات ومكبات النفايات، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة: "لم يقدم سعد الحريري، الذي يعتبر زعيم الطائفة السنية في البلاد، دعمًا صريحًا لدياب".
وقال الحريري لقناة محلية: "لست أنا من سأترأس الحكومة المقبلة، لكني قلق لأنني أخشى على البلاد".
وجاء تكليف حسان دياب بعد نحو شهرين من استقالة الحريري، ورفضه القبول بإعادة تكليفه ما لم تكن حكومة تكنوقراط.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز