مازوت إيران.. قوافل "تدهس" سيادة لبنان
على سيادة الدولة وقوانينها، مرت الخميس قافلة صهاريج محمّلة بالمازوت الإيراني استقدمتها مليشيات حزب الله عبر سوريا.
نفذ حزب الله اللبناني ما تحدث عنه منذ عام، مستغلاً أزمة لبنان الاقتصادية والمعيشية وهو من كان أحد أهم أسبابها، وقام، اليوم الخميس، بإدخال قافلة كبيرة من الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني استقدمها عبر باخرة رست في سوريا ونقلت إلى لبنان.
واستقبلت المليشيات الصهاريج الآتية من خلف الحدود عبر معابرها الخاصة غير الشرعية بالرصاص والأرز والقذائف الصاروخية، ابتهاجاً بمادة حيوية تهدد بتعريض لبنان لعقوبات أمريكية.
ومن المعلوم أن استيراد الوقود من إيران دون الحصول على إعفاء خاص من وزارة الخزانة الأمريكية، قد يضع لبنان بمرمى عقوبات واشنطن، وهذا الأمر قد ينعكس مباشرة على حركة التحويلات والاعتمادات والشحن من لبنان وإليه، وقد تمتنِع المؤسسات المالية العالمية والمصارف الدولية المراسلة عن التعاون معه، في حال خَرق هذه العقوبات.
وكأنها غير مسؤولة عما يجري على أراضيها، أعلن وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية التي اجتمعت اليوم لإقرار البيان الوزاري (يستعرض السياسة العامة للحكومة الجديدة)، أن مجلس الوزراء لم يبحث موضوع وصول المازوت الإيراني، ما يشي بقبول ضمني لما حدث.
رفض وحيرة
في المقابل، لاقى وصول قافلة المازوت رفضاً واسعا من جهات سياسية وإعلامية وناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ممن اعتبروا أن دخول المازوت بهذا الشكل إهانة للدولة للبنانية.
كما تساءلوا عن كيفية دخول هذه المواد إلى الأراضي اللبنانية ومن دول خاضعة للعقوبات، دون أن تكون الدولة الجهة الوسيط، واصفين المشهد بـ"المذلّ".
وقال رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل: "تمر شاحنات النفط الإيراني عبر الحدود كما يمر المقاتلون والأسلحة وكما تهرّب البضائع من لبنان".
وأضاف عبر تويتر: "فلا دستور ولا قانون ولا جيش ولا جمارك ولا من يحزن على سيادة مداسة أصلاً".
وختم: "أمّا الرئيس والبرلمان والحكومة الجديدة، فهم بموقع المتفرج يغطّون قرار 'سيّد' الدولة".
من جانبه، توجه عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب بيار بو عاصي إلى الرئيس ميشال عون، يقول عبر تويتر: "فخامة الرئيس، حلفتَ يوماً بالله العظيم بأنك تحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها. دخلت صهاريج محملة بالمحروقات إلى لبنان من دون أي احترام للأنظمة والقوانين فما هو موقفك؟".
وأضاف متسائلا: "من سيخزن ويبيع هذه المواد؟ كيف تحددت الأسعار؟ من سيستفيد من الأموال الناتجة عن البيع؟، ما الرابط بينه وبين المالية العامة والضرائب؟ وكل ذلك وفقاً لأية معايير قانونية؟".
وتابع: "كنائب للأمة اللبنانية، أطالب بموقف منك لأنك رئيس البلاد، أقسمت على احترام الدستور والقوانين كما حفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه. كمواطن أسألك: أنت شو بتعمل (ماذا تفعل) بالضبط؟
أما رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية"، الوزير السابق ريشار قيومجيان، فقال: "كل البروباغاندا 'الحسنة' حول الصهاريج الإيرانية الخاضعة للعقوبات لا تلغي مسؤولية الدولة عن تأمين متطلبات الناس مع دعم أو من دون دعم".
وأضاف عبر تويتر: "تدخل الصهاريج عبر معابر غير شرعية، لا جمارك، لا موافقة من وزارة الطاقة المسؤولة عن النوعية والمعايير".
وتساءل: "لمن ستسلّم وأين سيتم التخزين؟ وفق أي أسعار سيتم البيع؟ أين دولة الرقابة والقانون والسيادة وكأنما لبنان أرض سائبة؟ أفي حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم والعلاقات العربية الدولية؟ أم الأمن الاجتماعي وضبط الحدود ومنع التهريب؟".
وختم: "للحزب شأن الاهتمام بناسه، أما نحن، فقليل من الكرامة الوطنية يكفينا. خبزنا ع الصاج اللبناني مش ع التنور الإيراني".
أيضا، عقب المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية جان عزيز عن الموضوع، بالقول: "الأكيد والثابت إنو (أن) محاولة تخفيف أزمة المحروقات عن الناس، قضية مشكورة، أيا كان مصدرها".
وأضاف عزيز عبر تويتر: "لكن فقط للعلم والخبر، كيف تعاملت السلطات الحدودية مع الصهاريج؟، هل مرت على الجمارك أو على معابر خاصة أو بإعفاء رسمي؟.
أما الاعلامية ديما صادق، فقالت: "هناك حزب كانت ترفع راياته في الأزهر والعالم العربي و باكستان والهند، أصبحت هذه الرايات ترفع على صهريج مازوت مهرب من سوريا".
فيما قال الإعلامي علي الأمين: "لا أحد في هذه الحكومة معني أو مستفز بما يجري من دخول علني وغير شرعي لصهاريج النفط، ألا يكفي ذلك لنقول عمليا إنها حكومة حزب الله شاء رئيسها أم أبى؟".