تصعيد الشمال.. مناوشات الحدود الإسرائيلية اللبنانية تنذر بخطر حرب أكبر
حذرت صحيفة واشنطن بوست من اتساع نطاق وكثافة الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لتتحول إلى حرب أكثر تدميرا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القصف المتبادل على مدى الأسابيع الستة الماضية، بين حزب الله وإسرائيل، كان يقع في أغلب الأحيان ضمن نطاق 4 إلى 5 أميال من الحدود على كلا الجانبين، وهي معايرة متعمدة مصممة لاحتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميراً بكثير.
- اليوم الـ44 لحرب غزة.. لا اتفاق لوقف القتال ومأساة المدنيين تتفاقم
- رغم «التحديات اللوجستية والعملية».. هل اقتربت هدنة غزة؟
بيد أن الاشتباكات بدأت تأخذ منحنى أكثر ضراوة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شهد يوم السبت قيام طائرات إسرائيلية بضرب مصنع للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود – وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولاً.
يضاف إلى ذلك، استخدام الجانبين أسلحة أكثر فتكا. فتقوم إسرائيل الآن بشن غارات بطائرات مقاتلة بشكل لضرب أهداف حزب الله، فيما يقوم الحزب بنشر طائرات بدون طيار وصواريخ من العيار الثقيل. وأعلن يوم السبت أنه أسقط طائرة إسرائيلية بدون طيار.
هذا التصعيد لم يشعل بعد الحريق الذي يخشاه الكثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل يجعلهم أقرب إلى حافة الهاوية.
ويرى أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، التي تراقب النشاط على الجانب اللبناني من الحدود، أن أسابيع الاشتباكات وتبادل القصف الصاروخي يزيد من مخاطر حسابات أي من الجانبين أو تجاوز الحدود.
ويشير دبلوماسيون عرب وغربيون إلى أن محادثات مكثفة تجري خلف الكواليس لمنع تكرار ما حدث عام 2006. وقد تركز اهتمامهم على حسابات حزب الله، وعلى كلمات حسن نصر الله، زعيم الحزب.
وفي كلمتيه اللتين ألقاهما منذ اندلاع الحرب، أشار نصر الله إلى أن حزب الله يرى دوره في خلق انحراف على طول الحدود الشمالية لإسرائيل لتخفيف الضغط على حماس، حليفتها في غزة، بدلاً من شن حرب شاملة.
يضاف إلى ذلك، مخاوف الحزب من فقد دعم الشعب اللبناني إذا ما أدخلهم في صراع مكلف آخر، حيث تعاني البلاد بالفعل من مأزق سياسي وتتأرجح على شفير الانهيار الاقتصادي.
وقالت امرأة من إحدى القرى الحدودية هربت إلى صور إن منزلها ومنازل أقاربها دمرت بنيران إسرائيلية بعد يوم من هروبها. وأضافت أن عناصر حزب الله سيطروا على المنازل، التي دمرتها الغارات الإسرائيلية. وقالت: "أنا ألوم حزب الله"، واصفة المقاتلين بـ"الإرهابيين".
أسفرت الحرب الأخيرة، بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إسرائيل، وتركت مساحات واسعة من هذا البلد المحاصر في حالة خراب.
انقطاع خدمات الهاتف
وأدى قصف إسرائيلي لإحدى محطات أعلنت شركة "ألفا" لتشغل شبكات الهاتف في لبنان، في قضاء مرجعيون إلى انقطاع الخدمة عن مناطق جنوبية.
وقالت شركة "ألفا"، في بيان: "تعرّضت محطة محيبيب الرئيسية في قضاء مرجعيون إلى تدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي تعرّضت له".
وأضافت أن "هذه المحطة تغذّي بدورها محطات ألفا في ميس الجبل والدبية وحيان وحولا ومركبا، مما أدى إلى تعطّل المحطات الستة وانقطاع الخدمة عن كامل المناطق التي تتغذى من هذه المحطات".
ولفتت إلى أنها "تبقى على تنسيق كامل مع الجيش من أجل إيجاد الظرف المناسب لإصلاح محطة محيبيب، مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع عند الحدود".
وتشهد المناطق الحدودية جنوب لبنان توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، إثر إطلاق كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، عملية "طوفان الأقصى".