لبنان على «فوهة الحرب».. نزوح وتعليق طيران وتخزين سلع
حركة نزوح مستمرة من جنوب لبنان، مؤسسات حكومية تتحول مراكز للإيواء، تهافت على تخزين البضائع، هكذا كانت الأوضاع في لبنان، الذي تخيم عليه أجواء الحرب.
واستمرت حركة نزوح اللبنانيين، من الجنوب نحو بيروت، حتى أن أعدادا كبيرة من اللبنانيين باتوا ليلتهم في السيارات التي اصطفت على جانبي الطرق نحو الشمال.
وشهدت الطرق زحاما مروريا خانقا، خصوصا على أوتوستراد السعديات، وكذلك أوتوستراد صيدا باتجاه بيروت، حسب غرفة التحكم المروري في لبنان.
ومع كثافة حركة النزوح، بدأت مؤسسات أهلية لبنانية تُطلق نداءات لسكان الشمال، من أجل استضافة النازحين، فيما تبحث مؤسسات حكومية تحويل مقراتها إلى مراكز مؤقتة للإيواء.
وقال منسق رابطة المؤسسات التربوية الأب يوسف نصر، إن اتصالات ستجرى في الساعات المقبلة، لتحديد مصير الدراسة، ولم يستبعد إغلاق المدارس في بعض المناطق، وتحويل بعضها إلى مراكز إيواء للنازحين.
من جهته، طلب وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، جورج كلاس، من الأندية الرياضية، والاتحادات والجمعيات الكشفية والشبابية وجمعيات بيوت الشباب، الانخراط في عملية الإغاثة الأهلية كل حسب قدراته، معربا عن أمله في فتح بعض تلك المقرات كمراكز إيواء للنازحين والمساهمة في تأمين التسهيلات اللازمة لهم، حسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية في لبنان).
وقال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة في لبنان اللواء محمد خير، إنه تم تطوير خطة الطوارئ الوطنية من أجل تلبية احتياجات النازحين من الجنوب، موضحا أن الخطة تتضمن توفير مراكز إيواء بالإضافة إلى التغذية والأدوية.
وأشار خير إلى أن عدد النازحين كبير، آملاً في القدرة على التجاوب مع احتياجاتهم.
وافترشت عائلات الحدائق العامّة والأرصفة في صيدا بيروت، بانتظار جلاء الصورة في مناطقهم، فيما انخرطت قوات الدفاع المدني في رفع ركام المنازل المُدمرة في الجنوب.
وشهد مطار بيروت اضطرابا كبيرا، وحالة من الفوضى، في ظل تعليق عدد من الشركات الطيران العالمية والإقليمية، رحلاتها إلى لبنان، بشكل مفاجئ، إثر القصف الإسرائيلي المكثف للجنوب أمس.
وتم إلغاء أكثر من 30 رحلة من وإلى مطار بيروت اليوم، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
ولوحظ تهافت اللبنانيين على شراء البضائع خصوصا المواد الغذائية والوقود لتخزيها تحسبا لاندلاع الحرب، واصطفت أعداد كبيرة من اللبنانيين أمام محال المواد الغذائية لشراء احتياجاتهم.
وطمأنت وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، في بيان، المواطنين من أن مخزون القمح المتوافر في السوق المحلي كاف لشهرين على الأقل"، داعية الجميع إلى تجنب التهافت على شراء الخبز أو الطحين بكميات كبيرة، حيث يتم تأمين إمدادات القمح بشكل منتظم لضمان استقرار السوق.
من جهة أخرى، قرر رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تمديد إقامة اللبنانيين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة 30 يوما، بسبب ما يمر به لبنان من "ظروف حرب قاهرة".
كما قرر إعفاء المواطنين اللبنانيين المخالفين بالوقت الحاضر من العقوبات ومنح تأشيرات الدخول للمواطنين اللبنانيين مجانا.
وبالتزامن مع ذلك أعلنت عدة شركات طيران، تعليق رحلاتها من وإلى بيروت بسبب أجواء الحرب.