حرب لبنان.. دبلوماسي إسرائيلي يحذر من «خطأ 1982»

اجتياح بري أم عملية توغل محدودة، هذا هو السؤال الأبرز عقب بدء الجيش الإسرائيلي عملياته داخل الأراضي اللبنانية.

وتتواصل عمليات القتال العنيف في الجنوب اللبناني بين قوات الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الثلاثاء، في وقت نقل الإعلام الإسرائيلي عن المتحدث باسم الجيش قوله إن العملية الراهنة لا تستهدف العاصمة بيروت ولا مدن جنوب لبنان.

• استدعاء 4 فرق احتياط.. إلى أين سيصل توغل الجيش الإسرائيلي بلبنان؟
• إسرائيل وأمريكا.. شد وجذب بسبب حرب لبنان

وهو ما أكده السفير الإسرائيلي لدى فرنسا، جوشوا زرقا، بأن بلاده لا تعتزم غزو لبنان ولا البقاء فيه "لأشهر".

وقال جوشوا لإذاعة فرنسا الدولية "لا نعتزم البتة غزو لبنان، وتكرار الخطأ الذي ارتكب في 1982" حين اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان وصولا الى العاصمة بيروت.

لن نحتاج لأشهر

وردا على سؤال عن الفترة الزمنية التي سيستغرقها هذا التدخل العسكري، أضاف الدبلوماسي الإسرائيلي "لا أعلم ما إذا كانت مسألة ساعات أو أيام، ولكنها ليست مسألة أشهر بالتأكيد".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، بدء عملية برية محدودة داخل الأراضي اللبنانية الحدودية مع إسرائيل.

وقال في بيانه إن العملية «محددة الهدف والدقة»، وجاءت بناءً على قرار المستوى السياسي.

وأشار إلى أن "العملية تشمل عددا من القرى القريبة من الحدود، والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية".

 في المقابل، نفى حزب الله أن تكون القوات الإسرائيلية توغلت في الأراضي اللبنانية، وأن عناصره في حالة تأهب لصد أي محاولات من إسرائيل لاختراق الأراضي اللبنانية.

خوض حرب جديدة

في السياق ذاته، أوضح السفير الإسرائيلي لدى فرنسا أن الهدف "هو فعليا إجبار حزب الله على ألا يكون موجودا عند الحدود. ليس الهدف اجتياح كل لبنان، ولا اجتياح جنوب لبنان بكامله، بل تطهير قسم من لبنان على طول حدودنا".

وتابع "إنها حرب فرضت علينا. لم نختر خوض حرب جديدة في لبنان، كما أننا لم نختر خوض حرب جديدة مع حماس في قطاع غزة. هذا الأمر فرضته علينا حماس، ولاحقا حزب الله الذي هاجمنا في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول"، حسب تصريحاته.

تزامنت تصريحات الدبلوماسي الإسرائيلي مع عدد من المؤشرات الأخرى التي تشير على كون العملية الإسرائيلية "محدودة". ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في الجيش اللبناني، الثلاثاء أن " وحدات الجيش لم ترصد أي توغل من قوات إسرائيل باتجاه الأراضي اللبنانية".

بدورها، نفت قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان "يونيفيل" حصول أي توغل إسرائيلي، وشددت عبر موقعها على منصة إكس "لم يُرصد في الوقت الراهن أي توغل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان.

وشددت على أن القوات الأممية لا تزال في مواقعها وتعمل بانتظام على تعديل أنشطتها حسب تطورات الأحداث.

ونقلت وكالة فرانس برس عن الناطق باسم "يونيفيل"، أندريا تيننتي، الثلاثاء، أنه "لم يُرصد في الوقت الراهن أي توغل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان"، على ضوء إعلان اسرائيل دخولها الجنوب في إطار عملية "برية محدودة" وخوضها "قتالا عنيفا".

وقال تيننتي: "لا توغل بري الآن"، وذلك بعيد تحذير القوة الدولية في بيان من أن "أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه".

إلى ذلك، أكد مصدر من الجيش اللبناني لوكالة "فرانس برس" أن وحداته "لم ترصد" أي توغل إسرائيلي عبر الحدود.