الخط الأزرق.. «فاصل هش» في مواجهة نذر «الحرب الشاملة»
صفان من البراميل الزرقاء المتواجهة يفصلان بين حدود لبنان وإسرائيل، وسط تصاعد طبول الحرب بين الجانبين.
وشهد الأسبوع الأخير دخول المواجهة بين حزب الله وإسرائيل مرحلة الأمتار الأخيرة قبل المواجهة الشاملة، بدأت باختراق أجهزة اتصالات عناصر حزب الله، ما أسقط عشرات القتلى وآلاف الجرحى.
كما واصلت إسرائيل اغتيال قيادات عسكرية بارزة في صفوف حزب الله اللبناني، وتحديدا فرقة "الرضوان" التي تلقب بالنخبة في صفوف الحزب.
وأمام هذا التصعيد رد حزب الله بقصف صاروخي طال مناطق وسط إسرائيل، مستخدما صواريخ "فادي" ذات القدرات التدميرية الكبيرة، ما أعاد أجواء حرب يوليو/ تموز 2006.
ما هو الخط الأزرق؟
وسط هذا التصعيد عاد الحديث عن الخطوط الأممية الفاصلة بين إسرائيل وحزب الله، ومن بينها "خط لارسن" أو الخط الأزرق.
وهذا الخط يمثل ترسيما مؤقتا وضعته الأمم المتحدة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو/أيار 2000، على يد مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط آنذاك، تيري رود لارسن، بناء على طلب من الحكومة اللبنانية، بالتحقق من أن إسرائيل قد انسحبت بشكل كامل من الأراضي اللبنانية، بحسب موقع الأمم المتحدة.
ويعتمد الترسيم الأممي للخط الأزرق على الحدود الدولية المعترف بها بين لبنان وإسرائيل، المتمثلة بخط اتفاقية الهدنة لعام 1949.
ويعتبر الخط جزءًا من جهود أممية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 425 لعام 1978، الذي دعا إسرائيل فيه للانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية التي احتلتها خلال الصراع بين البلدين.
سر التسمية
رغم هذه السنوات إلا أنه لا يزال هناك لغط حول أسباب التسمية بهذا الاسم، وبحسب موقع يونيفيل جاءت الفكرة من ابتكار وحدة التواصل مع المجتمع المحلي في القوة الأممية التي اخترعت "البرميل الأزرق"، وهو برميل بقياس طول الإنسان، ويتألف من برميلين، له يدان وعمود فقري، ووجه ضحوك.
وهكذا تحوّلت براميل الخط الأزرق المعدنية الجامدة الموضوعة على طول الحدود إلى برميل تفاعلي يبتسم واسمه البرميل الأزرق.
وانطلق البرميل الأزرق في أولى مهامه فزار المدرسة الرسمية في بلدة جبال البطم حيث قدّم فريق من وحدة التواصل مع المجتمع المحلي في اليونيفيل عرضين لتلامذة الصف السادس.
وأخيرا أتى السؤال الأساس " ما هو الخط الأزرق؟" تراوحت أجوبة التلامذة بين " الحدود التي لا يمكننا تجاوزها" و " المنطقة التي لا يجب أن نتجاوزها لخطر الألغام" وصولا الى " الحدود المحررة" وحتى بعضهم اعتبر أن الخط الأزرق " منطقة خطرة".
وللتفسير المعمّق والأوضح عن الخط الأزرق تمت الاستعانة بالبرميل الأزرق، النقيب أندريا رومولي مبتكر هذه الشخصية الكارتونية قال: " ابتكرنا شخصية البرميل الأزرق الذي يبتسم وله يدين بهدف تبسيط الأمور بالنسبة للتلامذة".
والشرح كان بسيطا، "فعندما يكون برميلان أزرقان في مواجهة بعضهما البعض فعندها يكون الخط الأزرق بينهما".
وبدأت الألعاب المخصصة للخط الأزرق خصوصا أن جنود حفظ السلام أرادوا جعل الدرس تفاعليا بمشاركة التلاميذ، الذين طلب منهم النقيب رومولي كلّ بدوره رسم الخط الأزرق وذلك بحبل أزرق يجمع بين برميلين زرق، ومن هنا جاءت تسمية الخط الأزرق.
نقاط خلاف جوهرية
ووفق مراقبين، فإنه بعد ترسيم الخط الأزرق والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، برز عدد من النقاط الخلافية من بينها، أن رسم الخط الأزرق كان مجرد عملية تقنية لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي، وليس محاولة لتحديد الحدود النهائية بين لبنان وإسرائيل، مما أدى إلى ظهور خلافات حول المناطق الحدودية.
ثاني النقاط الخلافية، تتمثل في بعض المناطق مثل مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، إذ تتمتع بأهمية استراتيجية، لأنها تقع على مرتفعات تطل على الأراضي المحيطة بالخط الأممي، حسب مواقع لبنانية
وبينما تؤكد الحكومة اللبنانية أن مزارع شبعا هي جزء من أراضيها، تدعي إسرائيل أنها أراضٍ سورية احتُلت خلال حرب 1967، ولكن على النقيض لم تعترف الأمم المتحدة بمزارع شبعا كأرض لبنانية في إطار الخط الأزرق، ما أدى إلى استمرار الصراع حولها.
دور قوات يونيفيل
وذكر موقع الأمم المتحدة أن القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان بواسطة مجلس الأمن "يونيفيل" تأسست في مارس/ آذار 1978 للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعالة في المنطقة.
وجرى تعديل مهام هذه القوات مرتين نتيجة التطورات الميدانية، أبرزهما في العام 2000، وتحديدا عقب ترسيم الخط الأزرق.
واقتصر دورها حسب المهام الجديدة على مراقبة وقف إطلاق النار، وضمان عدم حدوث تجاوزات على الخط الأزرق من أي طرف.
كما ساعدت يونيفيل في منع التصعيد والاحتكاك العسكري بين الطرفين من خلال المراقبة والتواصل بين الجيش اللبناني والإسرائيلي.