لبنان يبحث عن استعادة بوصلة "الحياد" في مؤتمر عربي- دولي
انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم السبت، فعاليات مؤتمر "استعادة الحياد" الذي يرعاه البطريرك الماروني، بشارة الراعي.
وفي كلمة الافتتاح قال ممثل البطريرك الراعي، المطران سمير مظلوم إن "المطلوب استعادة الحياد الذي فقده اللبنانيون بسبب تعدد انتماءاتهم الخارجية".
وأشار إلى أن البطريركية المارونية "واكبت لبنان منذ انطلاقته للذود عن هذا الوطن، وتتطالب باستعادة دور لبنان ورسالته في العالم".
ولفت إلى أن استعادة الحياد اللبناني لا يزال في حاجة لمسيرة طويلة.
والمؤتمر الذي تنظمه اللجنة الدولية لأجل لبنان والاتحاد المسيحي العالمي يتضمن ورشة عمل، ويبحث في حلقات مفهوم الحياد، وسياقه التاريخي وبزوغه في اوروبا، وفوائده على لبنان، والسلاح خارج إطار الدولة.
وخلال العقد الأخير يواجه حياد البلد الذي غرق في حرب أهلية تحديا متناميا في ضوء تدخلات إيرانية تعتمد على مليشيات حزب الله الحليف المسلح في لبنان.
لكن مع تردي الوضع الاقتصادي وإصرار حلفاء إيران على السيطرة على المشهد السياسي يواجه لبنان أزمة غير مسبوقة تهدد السلم الأهلي، وسط تحذيرات دولية من خطورة الوضع الداخلي.
ويتخلل المؤتمر رسائل من دول عديدة من الدول الأوروبية والعربية، ومن المقرر أن يكون أبرزها رسالة من دولة الإمارات العربية المتحدة يلقيها الدكتور علي النعيمي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالمجلس الوطني لدولة الإمارات، ورئيس مركز الهداية، وهو صديق شخصي للبطريرك الراعي.
ويشهد المؤتمر حلقات نقاشية حول بزوغ الحياد في أوروبا وتطوره والغرض منه، وكيفية الإفادة منه في لبنان، بالإضافة إلى كيفية تبني الدول الحديثة، لا سيما سويسرا والدول الاسكاندينافية، والحياد كوسيلة لتوجيه السياسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وسط الحروب المحيطة بها، وانعكاساته على مستقبل تلك البلاد.
أما الحلقة النقاشية الثانية فتتمحور حول الحياد في لبنان كخيار وطني ومصلحي، بشرط شرعنته دستوريًا بالإضافة إلى خسارة الحياد اللبناني نتيجة الاختالالات وصراعات المحاور، وأثره على البلاد.
وتناقش الحلقة الثالثة القوانين اللبنانية في ظل الحياد والاتفاقات والقوانين الصادرة في ظل الاحتلال، ووضع لبنان اليوم، في ظل موجة التفاهمات والاتفاقات الإقليمية.
والحلقة الرابعة تناقش لبنان في محيطه والحياد خطوة نحو السيادة وتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بلبنان (1559 و1680 و1701)، والطريق الأساسي للوصول إلى لبنان ذي سيادة وقابل للحياة والحكم.
بالإضافة إلى ضمانات الحياد الإقليمية وضمانات الحياد الدولية، كما ستتم مناقشة الدور المتصور للجيش اللبناني في ظل الحياد، وضمان احتكار الدولة استخدام القوة والدفاع عن البلاد وحدودها.
ولطالما أن قضية حياد لبنان كانت مطلبا من قبل البطريرك الراعي الذي يؤكد أن الحياد هو من صلب هويته القائمة على عدم الدخول في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية.