لبنان والحوارات السياسية.. طريق الحد من الخسائر
يدخل لبنان مرحلة مهمة سياسيا، إذ تستعد تكتلاته السياسية لحوار من أجل انتخاب رئيس جمهورية، بعد شغور المنصب لمدة 10 أشهر.
ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الخميس الماضي، الكتل النيابية إلى المشاركة في جلسات حوار لمدة أسبوع كحد أقصى، خلال الشهر الجاري، تمهيداً لانتخاب رئيس للجمهورية.
ومن جهة أخرى، يستمر الحوار بين حزب "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، منذ يوليو/تموز الماضي، بخطوات مدروسة، ووصل إلى مرحلة دقيقة.
لكن بين الحوارين الكثير من المفارقات والدوافع والنتائج المتوقعة، فهل يصل لبنان لنقطة تلاقي قواها السياسية وحل أزمة شغور منصب رئيس الجمهورية منذ 10 أشهر؟
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، وصف المحلل السياسي والعضو في نقابة محرري الصحافة اللبنانية جورج علم، الحوار بين حزب الله والتيار الوطني بأنه شكل من أشكال المُساكنة بين الطرفين، فكل طرف بحاجة إلى الآخر، وفق مقتضيات مصالحه السياسية والحزبية".
خطوة
ولفت علم في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى العناوين العريضة التي رفعها التيار الوطني في هذا الحوار وأبرزها التفاهم على اللامركزية الإدارية والمالية والإنمائية كبند أول، والبند الثاني هو الصندوق السيادي.
وفي هذا الإطار، أوضح علم أنه في حالة حدوث تفاهم حول البندين، لن يتحقق أي منهما إلا بقرار صادر من مجلس النواب وبموافقة معظم الكتل النيابية عليهما.
وذكر كلمات للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حينما قال "إذا توصلنا إلى تفاهم حولهما (البندان)، فهذا التفاهم بحاجة إلى توسيع قاعدة الحوار مع سائر الجهات".
ورأى علم أن هذا الحوار هو للحد من الخسائر، ولكن ليس له أي مردود إيجابي لتغيير السلوك السياسي العام في البلاد، وكل طرف من الطرفين يحاول أن يعول على دعم الطرف الآخر، ولو بحدود معينة.
وشدد علم على ضرورة عدم انتخاب "رئيس تحد"، بل انتخاب "رئيس لكل لبنان".
الرئاسة
فيما اعتبر الصحفي والكاتب السياسي سمير منصور، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الحوار بين حزب الله والتيار تطور إيجابي، وبالتالي فإن تفاهمهما يسرّع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأردف منصور أن الطرفين مستفيدان سياسيا من استمرار الحوار بينهما، لكن يجب أن يكون الحوار على المستوى الوطني سعيا إلى بناء الدولة الحقيقية القادرة والعادلة.
وتابع "أما الآن فلا صوت يعلو على انتخابات الرئاسة، فهي المدخل لوقف الانهيارات المتتالية التي حلت بلبنان، وإجراء كل الإصلاحات المطلوبة".
وخلال الأشهر الماضية، فشلت جلسات متكررة لمجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
aXA6IDMuMTQ0LjQ4LjcyIA== جزيرة ام اند امز