اقتحامات المصارف.. حوادث لبنان بـ"صبغة سياسية" تنتظر الإنقاذ
"مسلح يحتجز رهائن في أحد البنوك اللبنانية للمطالبة برد أمواله".. خبر أصبح "حكاية كل يوم" في بلد يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة.
ومنذ فرض البنوك اللبنانية قيودا على عمليات السحب والتحويلات منذ 2019 ، جراء الأزمة المالية، ومنع المودعين من الحصول على مدخراتهم، تتعرض البنوك لعمليات اقتحام واحتجاز رهائن من قبل بعض المودعين للحصول على ودائعهم وأموالهم.
ومع عدم وجود حل يلوح في الأفق للأزمة التي يعيشها لبنان، توقع رئيس جمعية المودعين، حسن مغنية، استمرار عمليات اقتحام المصارف، مشيرا إلى أن "الأزمة ذاهبة إلى وتيرة تصاعدية في الأيام المقبلة".
عدم اتخاذ السلطات اللبنانية أي إجراء لحل مشكلة الودائع، ولحل الكثير من المشاكل، دفع بعض السياسيين للقول إن أزمة البلاد لن يحلها إلا رئيس "إنقاذ".
الحوادث التي أصبحت مثل كرة الثلج وتكبر باستمرار، كان أحدثها، اليوم الخميس، قيام لبناني باقتحام بنك "البحر المتوسط "في النبطية، حيث قام شخص مسلح باحتجاز الموظفين وطالب بوديعته البالغة قرابة 150 ألف دولار، وهدد بالإقدام على الانتحار إذا لم يحصل عليها.
لن يتوقف
جمعية "صرخة المودعين" اللبنانية نفذت اعتصاماً، الأربعاء، أمام مصرف لبنان المركزي في بيروت للمطالبة بأموال المودعين.
وقام المعتصمون بإحراق الدواليب أمام المصرف المركزي وطالبوه بإلغاء التعاميم الصادرة عنه التي تقتطع أكثر من 70% من أموال المودعين، كما طالبوا المصرف المركزي بإجبار المصارف على تحسين سقف الدفعات الشهرية للمودعين.
كما أشار رئيس جمعية المودعين في لبنان حسن مغنية، إلى أن عمليات اقتحام المصارف لن تتوقف، وهي ذاهبة إلى وتيرة تصاعدية في الأيام المقبلة.
وقال مغنية في تصريحات صحفية، إن لبنان يعاني من أكبر عملية احتجاز أموال حصلت في الشرق الأوسط والثالثة على مستوى العالم، نتيجة عدم قيام السلطة السياسية أو المصرفية في لبنان بدورها.
رئيس إنقاذ
ردود فعل السياسيين وأعضاء الحكومة اللبنانية توالت على سلسلة الاقتحامات، حيث شدد رئيس الوزراء بحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على ضرورة إنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه.
وقال خلال مشاركته في جلسة للبرلمان: إن" هناك مأساة في المدن والمواطنين لم يعد باستطاعتهم شراء الدواء والغذاء بسبب ارتفاع الأسعار".
ودعا وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي "للبحث في الإجراءات الأمنية التي يُمكن اتخاذها". وصرح مولوي إثر الاجتماع بأن استرداد الحقوق بهذه الطريقة "يهدم النظام ويؤدي إلى خسارة باقي المودعين لحقوقهم".
وغرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على حسابه الخاص عبر "تويتر" قائلا: "إن عمليات اقتحام المصارف التي حصلت اليوم والفوضى التي رافقتها: هذا هو لبنانهم. لن يخرجنا من لبنانهم إلى لبنان الذي نطمح إليه سوى رئيس إنقاذ".
وتحدث نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي عن أن زيادة عمليات الاقتحام للبنوك وراؤها ما يثير الريبة وأنها ليست بريئة، رافضين العنف بكل أشكاله، إلا أنهم حملوا الحكومة اللبنانية المسؤولية، مشددين على ضرورة محاسبتها.
وقال مدون على "تويتر": "في لبنان قضية اقتحام المصارف في هذا التوقيت ليست بريئة، الأيام ستكشف الهدف من ورائها".
المصارف اللبنانية تفرض منذ 2019 قيودا مشددة على سحب الودائع تزايدت شيئا فشيئا، حتى بات من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، خصوصا تلك المودعة بالدولار الأمريكي أو تحويلها إلى الخارج.
وعلى وقع الأزمة التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، خسرت الليرة نحو 95 % من قيمتها.
وتُعتبر الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان الأسوأ في تاريخه، وبات أكثر من 80 % من سكان لبنان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو 30 %.