الشغور الرئاسي بلبنان.. تسوية "ملغومة" وعقدة جديدة على الطريق
على أبواب شهر مارس/آذار المقبل، تقف الأزمة اللبنانية بشغور رئاسي امتد لـ4 أشهر، كشف عن "تحجر" مواقف القوى السياسية، مما ولد انسدادا داخليا، فشلت مبادرات الخارج في تجاوزه.
ذلك الانسداد الداخلي بدا واضحا، من "العقم" الذي ضرب مبادرات رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وجولات النائب تيمور جنبلاط، والتي كشفت عن توافق القوى المسيحية كـ"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" على اسم رئيس، ليس متاحا في الوقت الحالي، مما يعني أن أزمة الشغور الرئاسي لن تجد انفراجة في الوقت الحالي.
انسداد داخلي
ويعيش لبنان في ظل شغور رئاسي، بعد فشل مجلس النواب على مدار 11 جلسة في انتخاب رئيس للبلاد، منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأمام هذا الانسداد كان الجميع يرقب الاجتماع الخماسي الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس في وقت سابق من الشهر الجاري، وتعثر -حتى الآن- في الخروج ببيان ختامي يوضح مخرجاته.
إلا أن معلومات تسربت مؤخرا إلى الصحافة المحلية من بعض المصادر التي لم تسمها، عن مناقشة اسمين لرئاسة لبنان هما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
وقالت إنه "عقب مؤتمر باريس الخماسي أوصل الفرنسيون إلى حزب الله رسالة واضحة عنوانها في الشق الداخلي تحديدا، فرنجية مقابل نواف سلام"، مشيرة إلى أنه على ما يبدو فإن هناك موافقة مبدئية على السير بالتسوية المطروحة ببعض التعديلات الخارجية والداخلية.
ورغم ذلك، إلا أن فريق الممانعة شن بالتضامن مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل حملة على قائد الجيش، في رسالة مفادها أن العماد جوزيف عون غير مرغوب فيه.
محور الممانعة
تلك الرسالة يبدو أنها وصلت، فلم يتطرق لقاء الوفد الأمريكي الذي اجتمع بقائد الجيش يوم أمس، حول نية ترشيحه لرئاسة لبنان، خوفا من الانتقادات المحلية، واكتفى بالإشادة بدور الجيش في تأمين لبنان.
تسوية تضمنت انتخاب زعيم تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للبلاد، مقابل تسمية السفير والقاضي في المحكمة الجنائية الدولية نواف سلام لرئاسة الحكومة، أثارت الكثير من "الغضب"، ووصفت بـ"الملغومة".
تلك التسوية دفعت حزب القوات اللبنانية إلى التنصل من صلته بها، مؤكدا رفض "القوات" لأي مرشح رئاسي تابع لحزب الله.
فيما أكدت الدائرة الإعلاميّة في حزب "القوات اللبنانية"، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن كل ما تردد حول "القوات اللبنانية" وربطه بتسوية "رئاسية حكومية" تقودها فرنسا لا يمت للحقيقة بصلة.
"القوات" يتنصل
وشدد "القوات" على موقفه الرافض بشكل نهائي لا رجوع عنه لأي مرشح رئاسي لحزب الله، مشيرا إلى أن موقفه يسري على مرشح الممانعة سليمان فرنجية.
من جانبه، قال النائب فادي كرم عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات)، في حديث لـ"العين الإخبارية": "ما ذكرته صحف محلية اليوم بشأن تسوية رئاسية حكومية كلام غير صحيح، ويُراد به باطل"، مضيفا "أضع ما تردد في خانة التسويق والفكاهة، والقوات بعيدة كل البعد عن هكذا تسويات".
وفي مقابلة سابقة مع "العين الإخبارية"، قال شارل جبور، رئيس جهاز الإعلام والتواصل بحزب القوات اللبنانية: "لا يمكن أن نقبل بمرشح من فريق حزب الله وحلفائه يبقي لبنان على حالته الكارثية، وطريقنا للإنقاذ يبدأ عبر انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي".
قطيعة سياسية
وأضاف جبور: "حال عجزنا كمعارضة عن انتخاب رئيس جديد للبلاد فسنكون في قطيعة مع التركيبة السياسية التي أوصلت لبنان للنكبة والكارثة الحالية".
وعقد في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الإثنين 6 فبراير/شباط الجاري، اجتماع لبحث الأزمة السياسية في البلاد، ضم فرنسا، والولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر، لبحث الأزمة السياسية اللبنانية، انتهى دون صدور بيان ختامي، وسط فشل حالة الحراك الداخلي في التوصل لتسوية ما لحل أزمة انتخاب الرئيس.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA= جزيرة ام اند امز