مخاض انتخاب الرئيس يلد اعتصاما.. لبنان يبحث عن "فجوة في الجدار"
مخاض انتخاب رئيس لبنان ينتهي باعتصام مفتوح يخوضه نواب في ظل إخفاق البرلمان للمرة 11 في حل أزمة الاستحقاق الرئاسي.
"نحن باقون ولن نغادر مجلس النواب؛ من أجل الضغط لانتخاب رئيس جديد للبنان في ظل عملية تعطيل غير مسبوقة".
هذا ما قرره النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا عقب فشل الجلسة الـ11 بمجلس النواب، الخميس، في انتخاب رئيس جديد للبلاد، معلنين في الوقت ذاته الدخول في اعتصام مفتوح؛ للدفع نحو عقد دورات متتالية بالمجلس لحين انتخاب رئيس.
وكسابقاتها، أكملت الجلسة البرلمانية الـ11 رحلتها في الشغور الرئاسي بلبنان، وفشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد أن تصدّرت الورقة البيضاء نتيجة عملية فرز الأصوات.
اعتصام مفتوح
وبدأ الاعتصام داخل مجلس النواب فور انتهاء جلسة اليوم بالنائبين "خلف" و"صليبا"، لكن سرعان ما تدحرجت كرة الثلج حتى تجاوب نحو 18 نائبا مع مبادرة الاعتصام بالمجلس.
ولدعم المعتصمين، تجمع ناشطون في محيط مجلس النواب، ودخل عدد من نواب التغيير إلى داخل مبنى المجلس، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وقالت النائبة نجاة عون صليبا في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" من مقر المجلس النيابي : "قررنا أنا والزميل ملحم خلف بدء اعتصام مفتوح بالمجلس، وسنصل الليل مع النهار لكسر حالة الجمود الرئاس، بعد الفشل على مدار 11 جلسة في انتخاب رئيس".
وأضافت: "فور انتهاء جلسة اليوم، قررنا استنادا إلى الدستور؛ البقاء في المجلس النيابي، حتى نجد طريقة لانتخاب رئيس جديد"، مشيرة إلى أن عدد المعتصمين يتزايد، داعية "جميع النواب للانضمام إلينا حتى عودة الجلسات.. من واجبنا جميعا انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن".
وانضم للاعتصام داخل قاعة مجلس النواب عدد من النواب الآخرين بينهم النائب عن حزب الكتائب إلياس حنكش، ووبولا يعقوبيان وأسامة سعد وإلياس جرادة، وغيرهم.
وعقب انتهاء الجلسة الخميس، قال النائب ملحم خلف، من موقع الاعتصام بالمجلس النيابي: "نحن في دوامة قاتلة والشعب اللبناني في خطر، إذ نشهد عملية تعطيل غير مسبوقة، ومجلس النواب مسؤول عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية".
واعتبر خلف أن "جميع النواب مسؤولين عن التعطيل، ومن واجبهم وقف هذا النهج".
"فجوة في الجدار"
بحسب النائب، فإنه "لا يمكن الاستمرار بهذا النهج التعطيلي؛ لذا فنحن باقون داخل المجلس لفتح فجوة في الجدار الرئاسي؛ ولفتح دورات متتالية لإنتاج رئيس للجمهورية".
من جهته، قال رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل: "قد ننضم للخطوة التي قام بها النائب ملحم خلف بالاعتصام، إذ يجب أن تكون هناك دورات متتالية للوصول إلى انتخاب رئيس".
وأضاف في تصريحات عقب الجلسة: "مش ناقصنا شي (لا شيء ينقصنا)؛ لعقد جلسات متتالية للوصول لانتخاب رئيسة للجمهورية، إلا إذا أرادوا الخضوع للقرارات الخارجية".
وبشأن موقف التكتل النيابي لحزب القوات (الجمهورية القوية)، ثمن النائب فادي كرم، عضو التكتل، مبادرة "خلف" و"صليبا"، قائلا في حديث خاص لـ"العين الإخبارية : "هذا حق دستوري، وقضية هؤلاء النواب محقة وهي قضيتنا".
واستدرك: "لكننا نرى أن هذه التحركات لا تفيد في مسار الضغط على الرئيس (رئيس البرلمان نبيه) بري، وفريق المُمانعة المُعطّل للانتخابات"، مضيفا: "مارسنا سابقاً في 2014، تحركات شبيهة ولم تؤد إلى نتيجة؛ فمن يُعطل البلد لن تجدي معها هذه التحركات".
وجلسة الخميس تعد الـ11 التي يعقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس للبنان، وذلك منذ بدء الفراغ الرئاسي بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.