شبح "المرفأ" يلف برلمان لبنان.. ضجة على هامش الاقتراع المكرر
بالتوازي مع "جرح الشغور" نكأت جلسة البرلمان اللبناني الـ11 جراح تفجير المرفأ، وأيقظت رعبا قديما أراد كثر إبقاءه متواريا عن الأنظار.
وحضرت قضية "انفجار مرفأ بيروت" بقوة خلال الجلسة الـ11 بمجلس النواب اللبناني، والمخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ينهي شغورا رئاسيا مستمرا منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إذ رفع نواب "قوى التغيير" صورة كبيرة لضحايا تفجير المرفأ الذي هز بيروت قبل نحو 3 أعوام، عند دخولهم جلسة مجلس النواب، فيما عقب النائب قاسم هاشم: "كفاكم استغلالاً لدماء شهداء (قتلى) المرفأ بهذه الطريقة فهذه قضية وطنية وليس قضيةً لأحد".
وتسبب انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب 2020 في مقتل أكثر من 215 شخصا وإصابة أكثر من 6500 شخص بجروح، ودمار واسع في المرفأ وعدد من أحياء العاصمة اللبنانية.
وخلال جلسة انتخاب الرئيس، الخميس، وجه النائب ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل حديثه لرئيس مجلس النواب نبيه بري، قائلا: "أتمنى في رئاستك أن يصدر موقف عن المجلس النيابي".
وتابع "كما نتضامن مع قضايا العالم، (علينا) أن نتضامن مع القضاة من أجل استمرار التحقيق وإنهاء قضية ملف مرفأ بيروت".
وأضاف "واجبنا مساعدة أهالي ضحايا المرفأ ومواكبتهم وإيصال صوتنا إلى الجهات الدولية لتحصين استقلالية القضاء".
وبالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للبلاد، نظم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، الخميس، وقفة في محيط ساحة النجمة، للدفع باتجاه استكمال التحقيقات في القضية.
وانضم نواب حزب الكتائب وعدد من نواب "قوى التغيير" والنواب المستقلين إلى الوقفة بمحيط ساحة النجمة (ساحة مجلس النواب) لدعم أهالي ضحايا انفجار المرفأ.
وقال النائب المستقل ملحم خلف من أمام ساحة مجلس النواب اللبناني: "نحن مع العدالة؛ لأنه بدون عدالة لا مستقبل للوطن، وهذا نهج جديد يجب أن ننتهجه، فالعدالة هي أساس الملك، ويجب التوقف عن تخطيها"، مضيفا "بلدنا بحاجة إلى استرداد الدولة".
وبدورها، قالت النائبة حليمة القعقور إن "هذه القضية قضيتنا وقضية جميع اللبنانيين، والكل مسؤول، ونُطالب بحلول جذرية لتحقيق استقلالية القضاء".
وفي هذا السياق، أشار النائب ميشال معوض، المرشح الرئاسي، إلى أن "المعركة التي نخوضها داخل مجلس النواب سياسية بامتياز وتهدف للقول إننا لن نقبل برئيس جمهورية رمادي، وقضية انفجار المرفأ أساسية في هذه المعركة.
وأضاف: "لا يمكن بناء لبنان الجديد إن لم تتم المحاسبة واستمرت اللاعدالة".
النائبة نجاة صليبا قالت من جهتها: "وجودنا دائم على الأرض وداخل البرلمان وتصويتنا سيؤكد أن العدالة تأخذ مجراها".
كما أكد وليام نون شقيق قتيل انفجار المرفأ جو نون من أمام المجلس النيابي: "سيكون للنواب موقف في الجلسة، وسيتم توقيع عريضة داخل البرلمان".
وقبل أيام، اعتصم العشرات من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت ونشطاء أمام المديرية العامة لأمن الدولة، احتجاجاً على توقيف وليام نون، فيما أخلت السلطات سبيله بعد ذلك، تحت وطأة الاحتجاجات.
وبينما لا يزال التحقيق القضائي معلقا منذ نهاية 2021، جراء تدخلات سياسية ودعاوى رفعها تباعاً مدعى عليهم بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون لكف يد المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، جاءت الاحتجاجات لتعيد الملف إلى الصدارة.
إلى ذلك، يزور قاضي تحقيق فرنسي في الـ23 من الشهر الحالي بيروت، للاستفسار عن معلومات طلبها القضاء الفرنسي حول انفجار مرفأ بيروت ولم يحصل على أجوبة بشأنها، بحسب مسؤول قضائي لبناني.