الراعي يدعو اللبنانيين لانتفاضة تستعيد الهوية
في دعم لموجة الغضب في لبنان ضد النخب التقليدية وهيمنة حزب الله على المشهد، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي لانتفاضة تستعيد الهوية.
وقال الراعي في عظة الأحد: "الشعب اللبناني برهن بشبابه وكباره، من كل المناطق والانتماءات، عبر انتفاضته أنه شعب يستحق وطنه، لكنه مدعو ليناضل من أجل أن يستعيد لبنان هويته الأصلية كمجتمع مدني، ومن أجل إفراز منظومة قيادية وطنية جديدة قادرة على تحمل مسؤولية".
وجدّد تأكيده على أن الجيش اللبناني هو القوة الشرعية المسؤولة عن الدفاع عن لبنان، رافضا تشريع أو تغطية وجود أي سلاح غير شرعيٍ إلى جانب سلاحه، في إشارة واضحة إلى حزب الله.
وأوضح الراعي أن "الشعب في لبنان بات رهينة صراعات أهل السلطة الذين أخذوا اللبنانيين رهائن لا يطلقون سراحهم رغم كل الاستغاثات الشعبية والمناشدات الدولية. وكأنهم فقدوا الضمير الوطني والعاطفة".
ودعا البطريرك الماروني شابات وشباب لبنان الثائرين "إلى توحيد صفوفهم وتناغم مطالبهم واستقلالية تحركهم، فتكون ثورتهم واعدة وبناءة". وأضاف: "إذا كان المسؤولون، بسبب انعدام الثقة، عاجزين عن الجلوس معا لمعالجة النقاط الخلافية التي تراكمت حتى الانفجار النهائي اليوم، فلا بد من اللجوء إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، لإجراء هذه المعالجة، مثلما جرى في ظروف سابقة".
وقال الراعي: "مثلما نتفهم غضب الشعب نتفهم أيضا تذمر المؤسسة العسكرية. فالجيش هو من هذا الشعب، ولا يجوز وضعه في مواجهة شعبه. والجيش هو من هذه الشرعية، ولا يحق لها إهمال احتياجاته وعدم الوقوف على معطيات قيادته ومشاعر ضباطه وجنوده".
وتأتي دعوة الراعي على خلفية العرقلة المستمرة لتشكيل الحكومة مع سباق المعنيين على الحصص الوزارية ما أدى به إلى الدعوة لعقد مؤتمر دولي بشأن لبنان برعاية الأمم المتحدة.
ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية مع تردي غير مسبوق في سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار وسط انسداد سياسي.
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد علق في وقت سابق على المشهد السياسي لبنان قائلا إن لبنان يغرق كـ"تيتانيك بلا موسيقى"، في إشارة لعمق الأزمة التي تعيشها البلاد.