تواصل الاحتجاجات المتنقلة أمام المؤسسات وإطلاق نار جنوبي لبنان
متظاهرون لبنانيون يواصلون تحركاتهم الاحتجاجية المتنقلة بين المؤسسات والإدارات الرسمية التي يعتبرونها مصدرا للفساد المستشري
لليوم الثالث على التوالي، يواصل متظاهرون لبنانيون تحركاتهم الاحتجاجية المتنقلة بين المؤسسات والإدارات الرسمية التي يعتبرونها مصدرا للفساد المستشري في البلاد.
فيما شهدت مدينة صور (جنوب/معقل مليشيا حزب الله) إطلاق نار باتجاه خيم المعتصمين من قبل مجهولين وهو ما رأى فيه ناشطون أمرا في غاية الخطورة ولا يمكن التغاضي أو السكوت عنه، وفق بيان.
وقال ناشطون بالمدينة في بيان: "نضع الحادث في رسم جميع المعنيين وبالأخص الأجهزة الأمنية المطالَبة بالكشف عن ملابسات هذا الحادث وفتح تحقيق لإظهار الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة".
وفيما أعلنوا عدم وقوع إصابات في صفوفهم أكدوا أن هذا الفعل الذي وصفوه بـ"الجبان" لن يثنيهم عن متابعة المسيرة والضغط على السلطة "الجائرة والمستبدة" لتحقيق مطالب الثورة.
وبينما استكملت بعض المدارس والجامعات الدراسة كالمعتاد، خرج عدد كبير من الطلاب والتلاميذ عن قرار الإدارات للمشاركة في التحركات الشعبية.
وكانت وزارة التربية في بيروت محطة أساسية للطلاب المتظاهرين من مختلف المناطق حيث رفعوا شعارات ومطالب تنادي بحياة كريمة ومستقبل أفضل لطلاب وشباب لبنان، لا سيما تأمين الوظائف في البلد بعد التخرج حتى لا يضطر الشباب للهجرة، بالإضافة إلى مكافحة الفساد المستشري في البلاد.
كما كان مرفأ بيروت الذي يعتبرونه من أحد أبرز المرافق اللبنانية لهدر الأموال والتهرب الضريبي، محطة للمتظاهرين وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوى الأمنية الجيش والأمن العام.
ونفذ طلاب بكليات الجامعة اللبنانية اعتصاما أمام قصر العدل (مبنى حكومي تابع للسلطة القضائية) في منطقة الجديدة، حيث ناشد محامون الرئيس الأول للمحكمة بفتح الأبواب بعد أن أمر بإغلاقها تزامنا مع الاعتصام وسط حالة من الهرج والمرج داخل المكان.
وفي جبل لبنان (وسط غرب)، عمد عدد من المحتجين من طلاب المدارس والثانويات يرفعون أعلاما لبنانية وشعارات منددة بالفساد إلى إغلاق مركز للاتصالات بأحد المصارف.
وفي جبيل اعتصم عدد من الطلاب أمام مركز الضمان الاجتماعي مرددين شعارات على وقع أغانٍ وطنية.
وفي الشمال، لم تهدأ التحركات بدورها في مختلف المناطق، حيث اعتصم محتجون من الحراك الشعبي أمام سرايا حلبا، مطالبين موظفي "ليبان بوست" (مركز البريد) بالتوقف عن العمل وتم إغلاق المركز.
كما اعتصم محتجون أمام مبنى "سركة ألفا" للاتصالات في حلبا وتم إغلاقه أيضا.
وفي طرابلس، نظّم محتجون مظاهرة أمام شركة الكهرباء واعتصموا أمام مدخل مبنى المالية في المدينة.
وفي شكا، توجه طلاب مدارس وجامعات انضم إليهم عدد من الأهالي في مظاهرة إلى جامعة "الروح القدس" حيث تجمعوا أمام مدخلها، مطالبين بانضمام طلابها إليهم.
وهو المطلب الذي لاقى تجاوبا من قادة الجامعة وانضموا إليهم مؤيدين مطالبهم، وأعلنوا إغلاق أبوابها وتوقف الدروس.
وفي الكورة، كان الطلاب في مقدمة التحركات حيث عمدوا إلى الاعتصام أمام مبنى للاتصالات، رافعين الأعلام ومرددين هتافات مؤيدة للحراك الشعبي، وأجبروا الموظفين على الخروج والتوقف عن العمل، والخطوة نفسها قاموا بها أمام أحد المصارف ومصلحة المياه.
وفي البقاع، لم يكن المشهد مختلفا، حيث انطلق طلاب من "مستديرة زحلة" عند الساعة الثامنة صباحا في مسيرة ونفذوا وقفات سلمية احتجاجية أمام مركز للاتصالات وأغلقوه، ثم وقفة أمام دائرة التربية، ومن ثم احتشد المئات من الطلاب أمام "سراي زحلة"، ومنعوا الموظفين والمواطنين من الدخول والخروج وإنجاز المعاملات، وهم يطلقون هتافات مؤيدة للثورة وسط انتشار كثيف لعناصر القوى الأمنية.
وفي الجنوب، بدأ يوم المحتجين باكرا حيث عمدوا إلى التجمع أمام عدد من المؤسسات الرسمية بهدف إغلاقها، وتحديدا أمام شركة كهرباء لبنان وسنترال صيدا، إضافة إلى مركز مصرف لبنان.
وتتواصل الاحتجاجات في لبنان للأسبوع الثالث على التوالي، للمطالبة بالإسراع في إجراء الاستشارات النيابية، وتسمية رئيس جديد للحكومة، وتحقيق مطالب المحتجين، وقطع المحتجون الطرقات في عدد من المناطق اللبنانية.
ولا تزال عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد أكثر من أسبوع على استقالة سعد الحريري، تراوح مكانها.
ولم يحدد رئيس الجمهورية ميشال عون، أي موعد للاستشارات النيابية الملزمة دستوريا لتكليف رئيس جديد للحكومة، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تعطل عمل المصارف والمؤسسات الحكومية.