«جبهة الجنوب» تشعل خلاف حزب الله والتيار الوطني.. هل انقطع الحبل السري؟
منسوب التوتر يتصاعد بين حزب الله و"التيار الوطني الحر" بلبنان حيث أشعلت شظايا حرب غزة وصداها في جنوب البلاد الخلاف بين الجانبين الذي بدأ منذ أزمة الشغور الرئاسي.
بعد نحو 5 أشهر من الحرب، بدأ التراجع المتدرج للحلف بمواقف أطلقها تباعا على مدى اليومين الأخيرين كل من الرئيس اللبناني السابق ميشال عون ثم صهره رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل بمثابة الرسالة الاعتراضية الأكثر تصلبا ضد تسبب "حزب الله" بحرب إسرائيلية على لبنان.
هذا التطور ترجمه باسيل بقوله "تلقينا بإيجابية الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بعدم ربط الرئاسة بأي تطوّر خارجي وتحديداً الحرب الدائرة حاليا".
وأضاف: "معروف موقفنا أننا مع الدفاع عن لبنان ولسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين، وإننا لسنا مع وحدة الساحات أي ربط لبنان بجبهات أخرى، وتحديداً ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة".
باسيل تابع حديثه: "لسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين.. وباختصار لا نريد أخذ لبنان إلى الحرب إذا كان القرار في يد لبنان أو المقاومة فيه، وهنا الخط الرفيع بين الحرب واللا حرب، ومسؤولية من يسير عليه ويقرّر وقوع الحرب أو عدمها، لأنه هو سيتحمّل وحده مسؤوليّتها، في حال وقعت، وعليه أن يعي أن الناس، ونحن على رأسهم، سنكون معه أو ضدّه، بحسب صوابية قراره أو موقفه".
وسبق حديث باسيل، تصريحات تلفزيونية لميشال عون أول أمس قال فيها "إننا في لبنان لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، هناك قسم من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه".
وأضاف أن "القول إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده".
بداية الخلاف
وبدأ الخلاف يظهر بين الفريقين قبل انتهاء ولاية ميشال عون الرئاسية في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد ما اتهم "التيار الوطني الحر"، حزب الله بمساعدة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، لإفشال عهد عون على حساب التحالف، قبل أن يهتز من جديد بتبني حزب الله سليمان فرنجية مرشحا للرئاسة، مقابل رفض باسيل له.
وفي هذا الإطار، اعتبر نائب رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون الخارجية، ناجي حايك، أن وثيقة التفاهم الموقعة بين حزب الله والتيار الموقعة في عام 2008 وأنتجت تحالفا طويلا لم تنجح على الرغم من جميع المحاولات.
وقال حايك لـ"العين الإخبارية": "قمنا بتفاهم لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وحاولنا على مدى سنوات ودفعنا الكثير للحفاظ عليها وحماية البلد، لكننا لم نحصل على النتيجة المرجوّة".
وإذ أشار إلى استعداد "التيار" لتفاهم واضح بين أيٍّ من المكونات اللبنانية يراعي المصلحة الوطنية، اعتبر حايك أن "الطرف الآخر لم يساعد على التقدم لتطبيق بنود التفاهم، وأهمها بناء استراتيجية دفاعية، وبناء وتوطيد أواصر الدولة وهذا لم يحدث".
وأضاف: "عن أي دولة ونظام يتحدثون وهم يربطون غزة بلبنان، ونحن نرفض هذا الأمر كما نرفض أن يكون لبنان ساحة ليكون واحداً من وحدة الساحات".
ويرى حايك أن حزب الله اليوم غير مهتم بالملفات الداخلية ولا بالمؤسسات وبالدولة، بل يخوض حرباً بمفرده، لافتاً إلى أن الخلافات في الملفات بين الفريقين كثيرة وأهمها وأكبرها هو ملف رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن "الاتصالات مقطوعة بين الطرفين".
تأخر «عون»
في المقابل، اعتبر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية"، الوزير السابق ريشار قيومجيان، أن عون تأخر كثيراً بدعوة "حزب الله" إلى عدم ربط مصير لبنان بغزة وبرفضه وحدة الساحات ومقولة إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان.
وقال قيومجيان لـ"العين الإخبارية" إنه "حان الوقت لكي يحدد عون وتياره خياراتهم الوطنية واستراتيجية التعاطي مع سلاح حزب الله".
وأعرب عن أمله في أن ينضم حزب عون إلى الداعين لحصرية السلاح بيد الدولة والمطالبين بتطبيق القرارات الدولية على رأسها القرار 1701 "علّه يمكن تجنيب لبنان الكوارث"، على حد قوله.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA== جزيرة ام اند امز