تداعيات غرق "زورق طرابلس".. القضاء العسكري بلبنان يتولى التحقيق
ما تزال تداعيات فاجعة غرق زورق المهاجرين في مدينة طرابلس الساحلية، تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية، وتشغل مؤسسات البلاد.
وسعيا إلى امتصاص غضب اللبنانيين، خاصة من ذوي الضحايا، كلف مجلس الوزراء اللبناني اليوم الجيش بالتحقيق في حادثة الزورق، الذي غرق وعلى متنه عشرات المهاجرين غير الشرعيين قبل أيام، وراح ضحيته ستة أشخاص فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وأتى قرار الحكومة في جلسة استثنائية عقدت برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون، وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأعضاء وزارته، للبحث في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته.
وشارك في جلسة مجلس الوزراء كل من قائد الجيش ومدير المخابرات وقائد القوات البحرية الذين قدموا "عرضاً مفصلاً لوقائع ما حصل"، وفق بيان للرئاسة اللبنانية، اطلعت عليه "العين الإخبارية".
واستهلّ الرئيس عون جلسة الحكومة بالقول: "نتقدم بالعزاء إلى أهل الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الناجين. نأمل معرفة مصير باقي الركاب الذين لا يزال البحث جاريا عنهم".
وأكد أن "ما حصل في طرابلس آلمنا جميعا، ولا بد من معالجته من كل النواحي، ولا بد من تولي القضاء التحقيق في غرق الزورق وسط وجود روايات متضاربة، وذلك بهدف جلاء الحقيقة ووضع حد لأي اجتهادات أو تفسيرات متناقضة".
وبعد انتهاء الجلسة أعلن وزير الإعلام زياد مكاري أن الحكومة قررت "الطلب من قيادة الجيش إجراء تحقيق شفاف حول ظروف وملابسات الحادث، وذلك تحت إشراف القضاء المختص"، موضحا أن القضاء العسكري سيتولى التحقيق.
ولم تتضح حتى الآن ظروف الحادثة؛ التي هزت لبنان مجددا، ففيما اتهم ناجون من المهاجرين غي الشرعيين، عناصر من القوات البحرية بالتوجه لهم بالسباب وبإغراق القارب عن قصد أثناء محاولة توقيفه، قال الجيش إن قائد المركب نفذ "مناورات للهروب... بشكل أدى إلى ارتطامه" بزورق للجيش.
ولا تزال عمليات البحث جارية عن مفقودين، بعدما أعاد الجيش 48 شخصاً إلى الشاطئ وانتشل ست جثث.
وفيما تتضارب المعلومات حول عدد ركاب القارب، وغالبيتهم لبنانيون وبينهم لاجئون فلسطينيون وسوريون، تحدثت الأمم المتحدة عن 84 شخصاً على الأقل من نساء ورجال وأطفال.
وكلفت الحكومة وزارتي الخارجية والدفاع التواصل مع الدول والجهات المعنية للمساعدة على "تعويم المركب" الغارق.
ومع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، تضاعف عدد المهاجرين الذين يحاولون الفرار بحراً وغالباً ما تكون وجهتهم قبرص، وقد بدأ الأمر مع لاجئين فلسطينيين وسوريين لا يترددون في القيام بالرحلة الخطيرة، قبل أن يسلك لبنانيون الطريق نفسه.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA==
جزيرة ام اند امز