أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار للشعب اللبناني الشقيق.
قرار يأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه الإمارات للدول العربية في أوقات المحن والكوارث، ويعكس التزام دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمبدأ الأخوة العربية والتضامن الإنساني للبنان، الذي يمر بأزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، يحتاج إلى مثل هذه المبادرات لدعم شعبه وتخفيف معاناته.
رجل الإنسانية.. داعم العرب
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتدخل فيها الإمارات لدعم الدول العربية في أوقات الشدة. على مدار العقود الماضية.
ولعبت دولة الإمارات دورًا رياديًا في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، سواء في الأزمات الحادة أو في برامج التنمية المستدامة.
ففي فلسطين، كانت الإمارات ولا تزال داعمة رئيسية للشعب الفلسطيني، حيث قدّمت مساعدات مالية ضخمة لدعم مشاريع الإسكان والبنية التحتية، بالإضافة إلى دعم القطاع الصحي والتعليمي.
في سوريا، وخلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، كانت الإمارات من أولى الدول التي قدّمت مساعدات إنسانية، سواء عبر الغذاء أو الأدوية أو عبر دعم اللاجئين السوريين في مختلف أنحاء العالم. كما ساهمت بشكل كبير في إعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاع في إطار خطط تنموية بعيدة المدى.
وفي اليمن، كانت الإمارات ولا تزال ركنًا أساسيًا في تقديم الدعم الإغاثي للشعب اليمني على مدار سنوات الحرب، وفّرت الإمارات مساعدات مالية وعينية ضخمة لدعم الشعب اليمني في مواجهة التحديات، بما في ذلك توفير الغذاء، الرعاية الصحية، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.
تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تحولت الإمارات إلى قوة إقليمية لها تأثير سياسي واقتصادي يمتد عبر العالم العربي والغرب.
دوره القيادي في دعم الدول العربية يعكس فهمه العميق لأهمية الحفاظ على استقرار المنطقة العربية، وتعزيز التعاون العربي المشترك.
والشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي حاز على جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" من برلمان البحر الأبيض المتوسط، باعتباره أكثر شخصية مؤثرة في مجال العمل الإنساني العالمي، منح جهدا كبيرا لدعم الأشقاء من الدول العربية، يُوصف بأنه "أكبر داعم لوحدة واستقرار الأمة العربية"، ليس فقط بسبب دعمه السخي، ولكن أيضًا لدوره في تعزيز التكاتف والتعاون بين الدول العربية.
لبنان هو واحد من الأمثلة الحديثة على هذا النهج في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية المعقدة التي يمر بها لبنان، جاء تدخل الإمارات كأحد الحلول التي تساعد على دعم الاقتصاد اللبناني وتخفيف معاناة المواطنين، وقبل لبنان، كانت الإمارات داعمة دائمة لمختلف الدول العربية في أوقات الشدة، سواء عبر تقديم مساعدات مالية أو عبر مبادرات تنموية تستهدف تحسين الحياة اليومية للمواطنين.
لم يكن دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقضية الفلسطينية أقل أهمية. على مر السنوات، قدّمت الإمارات دعمًا لا يتوقف للشعب الفلسطيني. في أعقاب الحروب المتكررة في قطاع غزة، لعبت الإمارات دورًا كبيرًا في إعادة إعمار ما دمرته الاعتداءات الإسرائيلية. من خلال مشاريع الإسكان والرعاية الصحية، عملت الإمارات على تحسين ظروف المعيشة للفلسطينيين، كما كانت داعمًا قويًا لحل الدولتين على المستوى الدبلوماسي، مما يؤكد التزامها بالقضية الفلسطينية كقضية عربية أولى.
الإمارات.. الإنسان أولا
تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أطلقت الإمارات عددًا من المبادرات الإنسانية التي تستهدف دعم الدول العربية في أوقات المحن.
واحدة من هذه المبادرات هي "صندوق الأمل"، الذي يهدف إلى دعم الشباب العربي من خلال التعليم والتدريب. هذا المشروع يعكس حرص القيادة الإماراتية على تعزيز التنمية البشرية في المنطقة، وليس فقط تقديم مساعدات مالية.
كما أطلقت الإمارات "مبادرة المساعدات الغذائية العالمية"، التي تستهدف توفير الغذاء للمناطق التي تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية نتيجة الحروب أو الكوارث الطبيعية، هذه المبادرة كانت منقذة للحياة لملايين الأشخاص في الدول العربية، خصوصًا في اليمن وسوريا.
دعم فلسطين: قدمت الإمارات مساعدات مالية وإنسانية كبيرة للشعب الفلسطيني، شملت بناء المستشفيات والمدارس وتوفير الإغاثة العاجلة في أوقات الأزمات مثل عمليات الإجلاء للمصابين وحملة "تراحم من أجل غزة" و"الفارس الشهم" بمراحلها المختلفة.
إعادة إعمار لبنان: ساهمت الإمارات بشكل كبير في جهود إعادة إعمار لبنان بعد حرب 2006، وواصلت دعمها للبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية.
دعم اليمن: قدمت الإمارات مساعدات إنسانية ضخمة لليمن، شملت الغذاء والدواء وإعادة تأهيل البنية التحتية.
مساعدة مصر: وقفت الإمارات إلى جانب مصر خلال الأزمات الاقتصادية، وقدمت دعماً مالياً واستثمارياً كبيراً.
دعم السودان: قدمت الإمارات مساعدات إنسانية وتنموية للسودان، خاصة في مجالات الصحة والتعليم.
إن هذه المبادرات وغيرها تعكس رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للدور الإماراتي في المنطقة العربية. فهو يرى في الإمارات أخاً أكبر، مسؤولاً عن دعم إخوته في أوقات الشدة، وشريكاً في التنمية والازدهار.
لا يمكن الحديث عن دور الشيخ محمد بن زايد دون الإشارة إلى المكانة السياسية التي حققتها الإمارات على الساحة الدولية تحت قيادته، نجحت الإمارات في تعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى في الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا.
كما كانت الإمارات لاعبًا أساسيًا في تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج العربي، سواء من خلال التحالفات العسكرية أو الدبلوماسية.
نهج ثابت
وتعكس هذه الإنجازات السياسية التزام الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتحقيق التوازن بين مصالحها الوطنية ومصالح الدول العربية.
تلك السياسة الحكيمة، التي تجمع بين الدبلوماسية الناعمة والقوة الاقتصادية، جعلت الإمارات واحدة من أهم الدول الداعمة للاستقرار في المنطقة.
بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تواصل الإمارات دورها كداعم أساسي للدول العربية في أوقات المحن. قراره الأخير بتقديم 100 مليون دولار للشعب اللبناني يعكس التزامه بالأخوة العربية والتضامن الإنساني.
هذا النهج الثابت للإمارات يعزز من مكانتها كدولة رائدة على مستوى العالم العربي، ويمثل نموذجًا للدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية في دعم بعضها البعض.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليس فقط قائدًا سياسيًا، بل هو زعيم إنساني يجسد قيم التعاون والتكافل، وهو ما يجعل الإمارات دائمًا في مقدمة الدول الداعمة للأشقاء العرب في أوقات الأزمات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة