لماذا هجر المجتمع اللبناني بيته وتركه مهجورا ليسكنه الشبح الإيراني؟!
لبنان الذي عرفه التاريخ صوت العرب بثقافته وعروبته وجمال شجرة الأرز الرمز الوطني للبنان، يتوافد المسؤولون الإيرانيون عليه بعد الأحداث المأساوية الأخيرة بسبب الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله، وصاحب الاستقبال، هتافات النصر لهذه القيادات التي أتت لرعاية مصالحها المتعلقة بحزب الله بعد أن تخلت عنه في مواجهته مع إسرائيل وليس الشعب اللبناني الذي يعاني من عدة أزمات منذ سنوات.
وكأن الفئة الحاضنة لإيران لم تستمع لتصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أثناء مؤتمره الصحفي قبل أسابيع عندما قال إن "لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتان لمواجهة عدوان النظام الصهيوني، ولا داعي لنشر قوات إيرانية معاونة أو تطوعية".
مع ذلك صارت هتافات الاستقبال أعلى من صوت بكاء أهل القتلى وأصوات الضحايا. من خلال قراءة المشهد المتكرر لمأساة لبنان، وابتعاده الواضح عن حضنه العربي بسبب التيارات الداخلية مهد لسقوط أرضه في مرمى إسرائيل، ليعيش أزماتٍ متكررة اقتصادياً ومالياً وسياسياً حيث بات نهجه السياسي مرتبطا بما يقرر الحزب وإيران، الذي أدخله في نفق مظلم مع المنطقة.
وهذا النهج جعل لبنان يمر بمرحلة تدهور تاريخيّ في علاقاته الخارجية مع الدول العربية، خاصة مع الدول الداعمة له، حتى توالت مرحلة إضعافه تدريجياً بعد عملية اغتيال رفيق الحريري، حينما كان في قمة ازدهاره. وجاء بعد ذلك المخطط الإيراني الذي دعم حزب الله كل تلك الفترة ليسرع عملية لفقد ثقة المستثمرين بلبنان فكانت بداية هجرة الشعب وأموال كبار المودعين.
إن إنقاذ لبنان ليس بدعمه بالسلاح أو المقاومة أو الأموال، لبنان يجب أن يتمكّن من تحرير نفسه من التبعيّة الإيرانية، ومواجهة حقيقة "حزب الله" وفصله عن الدولة، مواجهةً حقيقية وليست صورية كما اعتدناها في السنوات السابقة.
واليوم بعد جر الحرب الإسرائيلية إلى لبنان أصبح الأمر أكثر تعقيدا وكابوس الحرب يتكرر من جديد، حصاد لبنان لا يجب أن يكون فاسداً، والخروج من الجحيم يستدعي أن يغير في نهج التعاطي مع القضايا الداخلية وتصحيح موقفه واستقبال محيطه العربي والابتعاد عن الوقوع في الاستغلال الإيراني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة