هل دقت ساعة الحرب؟ تزايد المؤشرات حول اجتياح بري للبنان
«إعلان مستوطنات حدودية مناطق عسكرية مغلقة، دخول أنفاق حدودية»، مؤشرات إسرائيلية متزايدة حول اجتياح بري للبنان خلال الساعات القليلة المقبلة، تزامنت مع تصريحات أمريكية تنبئ بأن ساعة الحرب دقت.
فبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي أعلن عددا من المستوطنات الحدودية الشمالية مناطق عسكرية مغلقة.
فيما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن تلك التطورات تأتي عقب ساعات من الإعلان عن دخول قوات إسرائيلية خاصة، صباح الإثنين، إلى أنفاق حزب الله الحدودية مع إسرائيل، بهدف جمع معلومات استخباراتية من داخل الأراضي اللبنانية، واستكشاف قدرات حزب الله، تمهيدا لعملية برية إسرائيلية وشيكة.
- تل أبيب تستعد للحرب.. قوات إسرائيلية تتسلل إلى لبنان
- من غزة إلى لبنان.. رؤية إماراتية من منبر الأمم المتحدة لمعالجة أزمات المنطقة
وأوضحت المصادر للصحيفة الأمريكية، أن عملية دخول الأنفاق، تكررت على مدى الأشهر الماضية، كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها إسرائيل لتقويض قدرات حزب الله على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان.
غالانت على الحدود
تزامنت هذه التحركات الميدانية، مع ما نقلته "رويترز" عن مسؤول أمريكي قوله، إن "الولايات المتحدة لاحظت تمركزا للقوات الإسرائيلية مما يشير إلى أن توغلا بريا في لبنان قد يكون وشيكا".
في السياق نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال زيارته جنود من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الإثنين إن الجيش قد يشن هجوما بريا في جنوب لبنان، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية ستستمر رغم مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ونقل بيان للجيش عن غالانت قوله إنّ القضاء على نصر الله خطوة مهمة، لكنّها ليست الأخيرة، وأنه لضمان عودة سكان شمال إسرائيل، سنستخدم كلّ قدراتنا.
وأضاف أمام الجنود: "سنستخدم كلّ القدرات المتوافرة لدينا، وإذا لم يفهم أي شخص على الجانب الآخر ما تنطوي عليه تلك القدرات، فإنّنا نعني كل القدرات، وأنتم جزء من هذا الجهد".
وتابع: "سنستخدم كلّ الوسائل اللازمة، قوّتكم وقوّات أخرى من الجو ومن البحر ومن البر".
مرحلة كسر العظام
ومنذ منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، نقلت إسرائيل ثقلها العسكري من غزة إلى لبنان مؤكدة أنها تريد بذلك السماح بعودة عشرات آلاف السكان إلى المناطق الشمالية الحدودية مع لبنان الذين فروا منذ بدء تبادل إطلاق النار عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ تلك اللحظة دخل التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل مرحلة "كسر العظام"، وتمكنت إسرائيل من اختراق أجهزة اتصالات الحزب، ما أوقع مئات القتلى والجرحى في صفوف عناصره.
وامتد التصعيد إلى استهداف قيادات مسرح عمليات الحزب من فرقة الرضوان، ما أدى إلى مقتل غالبية قيادات هذه الفرقة التي تعرف بـ“النخبة" في دوائر الحزب، ومن بينهم قائد الفرقة إبراهيم عقيل.
وواصل الجيش الإسرائيلي تصعيده العسكري ضمن حملة أطلق عليها "سهام الشمال" باستهداف المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية، يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وعدد من القيادات البارزة للحزب.
إزالة تهديدات حزب الله
في الصدد، كشفت مصادر لوسائل إعلام غربية، أن إسرائيل ربما تقدم على عملية برية محدودة داخل لبنان في إطار تحركاتها العسكرية ضد حزب الله. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بعدد من العمليات، وأنهما ناقشتا تقارير عن عمليات برية.
وتابعت أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن العمليات محدودة وتركز على البنية التحتية لجماعة حزب الله بالقرب من الحدود مع لبنان، حسب "رويترز".
بدوره، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "يبلغوننا بعدد من العمليات. معلوماتي أني رأيت تقارير عن عمليات برية. أجرينا بعض المحادثات معهم بشأنها. وأخبرونا في هذا الوقت أن هذه عمليات محدودة تركز على البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود. لكننا نجري محادثات مستمرة معهم حول هذا الأمر".
رسالة نتنياهو للإيرانيين
وبينما أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن، معارضته شن إسرائيل عملية برية في لبنان، داعيا إلى وقف إطلاق النار، خاطب نتنياهو الشعب الإيراني للمرة الأولى منذ مقتل حسن نصرالله.
وحذر نتنياهو في تسجيله المصوّر الإيرانيين من أن حكومتهم تدفعهم "أقرب إلى الهاوية"، مضيفًا: "لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه".
وفيما حذر الشعب الإيراني من أن نظامهم "يغرق منطقتنا في مزيد من الظلام والحرب"، قال: "لا تسمحوا لحفنة من الحكام الدينيين بسحق تطلعاتكم وأحلامكم".
وأعرب نتنياهو في البيان عن أمله بمستقبل "تصبح فيه إيران حرّة أخيرا"، قائلا إن اليوم "سيأتي في وقت أقرب بكثير مما يعتقد الناس".
وقال "كل شيء سيكون مختلفا.. سيعيش بلدانا، إسرائيل وإيران، بسلام. ستعرف إيران ازدهارا لم تره من قبل".