أوراق النواب البيضاء تلقي بظلال قاتمة على مستقبل لبنان
عشية جلسة رابعة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للبلاد، تلقي أوراق النواب البيضاء بظلال قاتمة على مستقبل البلد المأزوم.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان اللبناني جلسته الرابعة يوم غد الإثنين في مسعى للتوافق حول رئيس جديد يخلف ميشال عون الذي تنتهي ولايته رسميا بنهاية الشهر الجاري.
لكن في ظل الخلاف السياسي القائم من غير المرجح أن يحظى أي مرشح بعتبة الـ65 صوتا اللازمة لانتخاب الرئيس.
والفراغ ليس جديدا على المشهد اللبناني، وقد جاء الرئيس عون نفسه بعد فترة فراغ استمرت عامين، لكن عمق الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد تفرض مخاطر أكثر جدية في الوقت الراهن.
ورغم ذلك لا يزال من المستبعد أن تشهد جلسة الإثنين تغييرا، حيث يتوقع طيف واسع من المراقبين أن تنتهي بالفشل كالجلسات التي سبقتها.
رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان، توقع "تعطيل حزب الله لنصاب الجلسة غدا".
وأضاف: "سيستمر الحزب في تعطيل الجلسات، حتى يتم التوافق بين حلفائه على مرشح واحد"، لذا فالتعطيل سيكون سيد الموقف.
وشدد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية"، على أن حزب الله لا يملك حتى اللحظة أي مرشح، بسبب رفض جبران باسيل رئيس حزب التيار الوطني الحر حليف حزب الله، مرشح الحزب سليمان فرنجية.
ويقول مراقبون إن التيار الوطني الحر ينتظر متغيرات دولية وإقليمية تتيح الفرصة أمام ترشح جبران باسيل للرئاسة الأولى، لاسيما بعد أن أفصح الأخير عن ذلك بالقول قبل بضعة أيام أنه "ليس مرشحا حتى الآن، وقد نغير رأينا".
ونبه قيومجيان إلى أن الوضع يظل كما هو دون أفق للحل، نسعى لحشد أصوات جديدة لميشال معوض (رئيس حركة الاستقلال)، ونأمل في ارتفاع أصوات المؤيدين، في جلسة الغد، بعد حصوله على تأييد 44 نائبا في الجلسة السابقة".
وأقر القيادي البارز في حزب القوات، بصعوبة توافق المعارضة على اسم النائب ميشال معوض، قائلا: "نجري في هذه الأثناء اتصالات موسعة مع نواب السنة، ونواب قوى التغيير، لكن هناك صعوبة في إقناع التغيريين حتى الآن، آملين في تغيير موقفهم وتأييد معوض".
وارتفع عدد مؤيدي النائب ميشال معوض الذي يحظى بتأييد التكتلات النيابية لحزب القوات، والتقدمي الاشتراكي، والكتائب وتكتل تجدد، بعد أن حاز في الجلسة الأولى المنعقدة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي على 36 صوتاً، وفي الجلسة الأخيرة على تأييد 44 نائبا.
ولا تلوح حتى الآن أي بادرة لانفراجة أو الوصول إلى توافق بين القوى السياسية اللبنانية على رئيس جديد، ينتخبه مجلس النواب اللبناني.
وهو ما عبر عنه الخبير الاستراتيجي اللبناني ريشار داغر، قائلا في تصريح لـ"العين الإخبارية": "نحن أمام أفق مسدود، واحتمال فراغ رئاسي، فلا إمكانية جدية تتوفر لانتخاب رئيس جديد ضمن التوجهات الحالية".
وأوضح : مسألة انتخاب الرئيس الجديد للبلاد، ستظل خاضعة لتسوية معينة، أو لحدوث توافق، ولا يبدو هذا الأمر واردا قبل نهاية ولاية عون، حيث أن كل فريق يتحصن بموقفه ومطالبه وتوجهاته.
وفي تقدير الخبير الاستراتيجي اللبناني، فإن انتخاب رئيس جديد، يتطلب إعادة قراءة من جميع القوى السياسية، وخفض السقوف، والوصول إلى مرشح تسوية.
وبشأن إمكانية التوافق على اسم ميشال معوض، بعد أن حاز في الجلسة الأخيرة على 44 صوتا، قدر ريشار داغر، بأن الأخير "حصل على الحد الأقصى من أصوات النواب، وقد يحصل على أصوات قليلة جديدة، لكن من الصعب بلوغ عتبة الـ65 نائبا وهو الأغلبية المطلقة المطلوبة لفوزه".
وأضاف: "حتى لو حصل على أصوات التغييريين، فسنكون أمام معضلة تعطيل النصاب".
ونبه إلى أن الكتل النيابية الكبيرة التي تتألف من (55 ورقة بيضاء) يعول عليها بشكل كبير في حسم الأمر أو استمرار التعطيل"، في إشارة إلى تصويت 55 نائبا بالورقة البيضاء، خلال الجلسة الثالثة بالبرلمان لانتخاب رئيس جديد.
وأعرب الخبير اللبناني عن أمله ألا يمتد الشغور الرئاسي إلى الفراغ الحكومي، وأن تتم عملية التشكيل في المهلة المتبقية من ولاية العهد".".
وإزاء الوضع الحالي على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وتعثر التشكيل الحكومي، حذر داغر من وقوع فوضى شاملة على مستويات اقتصادية وسياسية واجتماعية، وربما أمنية في وقت لاحق.
وفي وقت سابق، قال الدكتور محمد سعيد الرز المحلل السياسي اللبناني، لـ"العين الإخبارية"، إنه "بات من المؤكد بعد الجلسة الثالثة أن انتخاب رئيس جديد سوف يؤجل لما بعد مغادرة الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري".
ورأى "الرز" أن تأجيل انتخاب الرئيس لما بعد مغادرة عون يعود إلى أن هناك توجها لدى التيار الوطني الحر المتحالف مع "حزب الله" لممارسة لعبة الوقت، وإطالة فترة الشغور الرئاسي.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg
جزيرة ام اند امز