لست أعلم سر البرودة، أو قل التطنيش الذي تفعله الدولة اللبنانية تجاه هذه المنظمة الضالعة بالإرهاب الدولي المسماة: «حزب الله»؟
كان من ضمن الوعود التي أطلقتها الحكومة والرئاسة اللبنانية العتيدة، ضمان «النأي بالنفس» اللبناني عن حروب المنطقة، ومنها طبعاً حرب اليمن، لكن تلك الوعود مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
كلنا نعلم، أن مقاتلي «حزب الله» اللبناني هم جزء عضوي من قوات الحرس الثوري الإيراني، وحسن نصر الله هو جندي في ولاية الفقيه، وتابع لولي أمر المسلمين، كل المسلمين، آية الله خامنئي.
في سوريا، نعلم، حتى هذه اللحظة، عن دور الشبان اللبنانيين من الجنوب وبعلبك الهرمل، المنخرطين في عالم «حزب الله» الأصفر، في حلب وريفها، وريف دمشق، وحي السيدة زينب، وجبال القلمون، ووادي بردى وقراه العامرة.
كيف تريد الدولة اللبنانية أن تكون دولة طبيعية عادية، نظامها المصرفي والمالي آمن، وفي أحشاء الدولة أعضاء من هذه المنظمة الإرهابية؟
الإدارة الأميركية بقيادة ترامب جادّة كل الجدّ في مواجهة نشاط إيران ومن يتبع إيران، عكس «اللطيف الظريف» الآفل باراك أوباما
حتى في البحرين والكويت والسعودية، ستجد دوماً دوراً - ما شاء الله تبارك الله - لمدربي الحزب الخميني الأصفر، في كل عرس له قرص، ويسخر نصر الله دوماً، ويغالط، مع ابتسامة صاحب العمامة السوداء الشهيرة «إنو موش ها القائد دورنا يا جماعة»!
مؤخراً أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أنه قتل 8 من عناصر «حزب الله» اللبناني، بينهم قائد ميداني خلال عملية عسكرية استهدفت المليشيات الحوثية في عقبة مرّان بمعقل الجماعة الحوثية في صعدة، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي قوله: هذه «ليست المرة الأولى» التي يقتل فيها عناصر في «حزب الله» باليمن. وفي مؤتمر صحافي في الرياض، أوضح المتحدث باسم التحالف أن عناصر «حزب الله» كانوا ضمن مجموعة «متوجهة إلى قرب الحدود السعودية وتم رصدهم ضمن عملية مراقبة من خلال المنظومات الاستخباراتية».
ما هو موقف الحكومة اللبنانية مع هذه الواقعة، التي هي مجرد مثال من أمثلة كثيرة على تورط «حزب الله» بالإرهاب والحرب على السعودية والإمارات... وغيرهما؟ وهي الحرب التي قال عنها نصر الله إنها أشرف حرب خاضها بحياته.
لست أعلم سر البرودة، أو قل التطنيش الذي تفعله الدولة اللبنانية تجاه هذه المنظمة الضالعة بالإرهاب الدولي المسماة: «حزب الله»؟
كيف تريد الدولة اللبنانية أن تكون دولة طبيعية عادية، نظامها المصرفي والمالي آمن، وفي أحشاء الدولة أعضاء من هذه المنظمة الإرهابية؟
الإدارة الأميركية بقيادة ترامب جادّة كل الجدّ في مواجهة نشاط إيران ومن يتبع إيران، عكس «اللطيف الظريف» الآفل باراك أوباما.
القصة بغاية الجدّ، والأم الرؤوم، الجمهورية الخمينية نفسها «مقبلة على أيام عصيبة وخطيرة»، كما قال (علي خُرَم) مستشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف لصحيفة «آرمان أمروز» الإيرانية الأحد الماضي.
على الدولة اللبنانية الاختيار بين مصلحة لبنان واللبنانيين، ومصلحة إيران وتابعها الأصفر بلبنان. لا يمكن الجمع بين الأمرين.
ثمة مثل يقول: لا يمكن أن تأكل الكعكة كلها، وبالوقت نفسه تظلّ كاملة!
نقلاً عن " الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة