بالصور.. محمد بن زايد يشهد محاضرة حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شهد في مجلس البطين محاضرة بعنوان "كيف نستعيد المحادثة وجها لوجه في عصر منصات التواصل الاجتماعي".
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلس البطين، ليل الأربعاء، محاضرة بعنوان "كيف نستعيد المحادثة وجها لوجه في عصر منصات التواصل الاجتماعي"، والتي ألقتها البروفسورة شيري توركل، أستاذة الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
حضر المحاضرة -التي تعد الثانية ضمن سلسلة المحاضرات الرمضانية التي يستضيفها مجلس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا العام- الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وأيمن الصفدي، وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني.
واستعرضت البروفسورة توركل خبراتها الممتدة لما يزيد عن 30 عاما في تأثير الأجهزة الرقمية ووسائل الإعلام الاجتماعي، محذرة مما وصفته بـ"التأثير السلبي" لتطبيقات التواصل الاجتماعي.
وأكدت أن إفراط الأطفال والمراهقين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يضعهم في مواجهة مباشرة مع محاولات استقطابهم من قبل جماعات ذات أفكار متطرفة عبر اتباع سياسات استدراجية تستهدف هؤلاء الأطفال والشباب من خلال غرف الدردشة والألعاب الجماعية وغيرها من الوسائل التكنولوجية الأخرى بعيدا عن أعين الأهل.
وأضافت أن الإسراف في استخدام برامج التواصل الاجتماعي يحمل تأثيرا عميقا على الأفراد على الصعيد النفسي، عبر زيادة الشعور بالوحدة، بعد أن رسخت تلك البرامج والتطبيقات مبدأ فلسفيا مفاده "أنا أشارك.. إذن أنا موجود".
واستطردت المحاضرة بتأكيد أن الأفراد حول العالم استبدلوا مفهوم "الرغبة في إجراء مكالمة" بالرغبة في "إرسال رسالة".. وما يشكله هذا التحول في إضعاف التواصل المباشر، وتأثير ذلك على الحياة الاجتماعية والنواحي التربوية لدى الأجيال.
وحذرت توركل من خطورة أن ينأى الأفراد بأنفسهم عن الاتصال المباشر المعتمد على اللقاء المباشر "وجها لوجه"، حيث باتت وسائل التواصل تتم عبر المحادثات، مشيرة إلى أن مثل هذه الممارسات ستؤدي إلى ظهور أجيال منطوية وغير قادرة على التعبير عن عواطفها التي أخفتها بشكل متواتر ويومي خلف المحادثات والشاشات.
كما حذرت من تأثير التطورات المتسارعة التي تشهدها خدمات تطبيقات التواصل الاجتماعي على مستوى الأسرة والمجتمع، داعية إلى تأسيس علاقات أسرية مبنية على الحوار بين أفراد الأسرة.. إضافة إلى تعميم ثقافة الحوار المباشر في مؤسسات العمل والمؤسسات التعليمية ما ينعكس على ترابط المجتمع ككل.
وأشارت أستاذة الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن الأفراد يرسمون صورا نموذجية لشخصياتهم عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي ما يصعب معه التعامل بشخصياتهم الاعتيادية بعيدا عن تلك المنصات وهو ما وصفته بـ"نقاط ضعف الثقافة الرقمية"، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى عزلة الفرد والتأثير على حالته النفسية من خلال تنامي الإحساس بالكآبة والعزلة المجتمعية.
وفي هذا الإطار نوهت البروفسورة شيري توركل إلى نتائج دراسات أمريكية حديثة أكدت أن 89% من الأمريكيين يتخلصون من هواتفهم الذكية بإغلاقها أو إبعادها أثناء الحديث الاجتماعي العائلي والأسري، وأن 82% قالوا إن العلاقات الاجتماعية تتدهور بسبب الاعتماد على استخدام الأجهزة الذكية في التواصل العائلي دون الحوار المباشر.
وأوصت أستاذة الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا بإغلاق الهواتف الذكية أثناء الجلوس مع العائلة على طاولة واحدة، لكي يتحقق التواصل الكامل بين أفراد الأسرة الواحدة.
وأوضحت أن الدراسات الحديثة كشفت عن انخفاض بنسبة 40% في التواصل بين طلبة المدارس بسبب الهواتف الذكية.. إضافة إلى زيادة نسب القدرة على التحدث مع الآخرين بشكل مباشر، واستخدام المفردات اللغوية بطلاقة، مشيرة إلى ظهور قساوة أو عنف في علاقات الطلاب بسبب ألعاب الفيديو التي يستخدم فيها العنف كوسيلة لإثبات الذات.
وأكدت البروفسورة شيري توركل أهمية تعميم تجارب حقيقية تعزز التواصل المباشر خصوصا لدى الطلاب، مؤكدة أن المؤسسات التعليمية مطالبة بإزالة الخوف من التعبير عن العواطف بشكل مباشر واللجوء إلى المحادثات لما تحمله من خدمات تتيح التعديل واستخدام خصائص تلك البرامج المرتبطة بإظهار المشاعر.
وقالت "علينا أن نعلم الطلاب الكيفية التي يتحكمون بها في كلماتهم وعواطفهم، وتساعدهم في استخدام طرق التواصل المباشر في كل المواقف".
وزادت "ليس من المستغرب أن نرى في السنوات الثلاثين الماضية انخفاض مؤشرات التعاطف بين طلاب الجامعات بنسبة 40%، علما بأن معظم هذا الانخفاض حدث في السنوات العشر الماضية".. مؤكدة أن البحوث تضع الأجهزة الرقمية في موضع الاتهام الأول.
وعرضت أستاذة الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، تجربة أجرتها إحدى المدارس، حيث أجبرت فيها الطلاب على التواجد في مخيم صيفي لمدة 5 أيام دون أجهزة إلكترونية، مشيرة إلى أن الأطفال بدأوا بعدها في التعرف بشكل مباشر وحقيقي على مشاعر الآخرين، فيما تنامت بينهم الحوارات المباشرة بشكل ملحوظ.
يشار إلى أن السيرة الذاتية للبروفسورة شيري توركل بها العديد من العضويات والمناصب، حيث تعتبر مؤسسة ومديرة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعد مركزا للأبحاث للعلاقات التي تنشأ بين البشر والأدوات، كما أنها بروفسورة وكاتبة وباحثة أمضت الـ30 عاما الأخيرة من عمرها في دراسة البحوث النفسية حول العلاقات البشرية.
وتحمل توركل دكتوراة مزدوجة في علم الاجتماع وعلم نفس الشخصية من جامعة هارفرد، كما أنها طبيبة نفسية سريرية مرخصة، ولها العديد من الإصدارات في مجال تخصصها منها كتاب "كيف نستعيد المحادثة وجها لوجه في العصر الرقمي"، وكتاب "وحيدون معا.. لماذا يتوقع الكثير من التكنولوجيا والقليل من بعضنا البعض؟".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA=
جزيرة ام اند امز