بقيادة التجزئة والمصانع.. أمريكا تحاول التحرر من قبضة الفيروس
الأرقام تشير إلى تحسن أوضاع الاقتصاد الأمريكي، بعد أن ارتفعت مبيعات التجزئة وتحسن نشاط المصانع، وهو ما انعكس على أسواق المال.
على ما يبدو أن الاقتصاد الأمريكي بدأ مرحلة الخروج من "عنق الزجاجة"، وفي طريقه للتحرر من قبضة كورونا الذي كبده خسائر حادة خلال الأشهر الماضية.
وظهر هذا التحسن في نتائج وول ستريت، التي تأثرت بالأرقام الإيجابية لمبيعات التجزئة ونشاط المصانع الأمريكية لشهر مايو/أيار.
وحافظت الأسهم الأمريكية على مكاسبها التي حققتها أمس الإثنين بدعم من بيان البنك المركزي الأمريكي، وفتحت على ارتفاع الثلاثاء بفعل مبيعات التجزئة.
وقفزت الأسهم الأمريكية عند الفتح اليوم الثلاثاء بعد زيادة قياسية في مبيعات التجزئة لشهر مايو/ أيار أحيت الآمال في انتعاش اقتصادي سريع بعد الجائحة
في حين تعززت الثقة أيضا ببيانات تظهر تراجع معدلات الوفاة بمرض كوفيد-19 في التجارب على عقار ستيرويدي نوعي.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 563.52 نقطة بما يعادل 2.19% ليفتح على 26326.68 نقطة.
وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 64.41 نقطة أو 2.10% مسجلا 3131 نقطة.
في حين صعد المؤشر ناسداك المجمع 223.76 نقطة أو 2.30% إلى 9949.78 نقطة.
مبيعات التجزئة
وشهدت مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفاعا قياسيا في مايو/ أيار مع عودة 2.5 مليون أمريكي إلى العمل وتخفيف قيود التنقل، وإن كان التعافي لا يعوض إلا جزءا ضئيلا من الانخفاضات التاريخية المسجلة في مارس/ أذار وأبريل/ نيسان وسط إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا.
وقالت وزارة التجارة الثلاثاء إن إجمالي إيرادات التجزئة ارتفع 17.7% الشهر الماضي بعد انخفاض قياسي بنسبة 14.7% في أبريل/ نيسان.
وتجاوزت المكاسب الزيادة القياسية السابقة المسجلة بنسبة 6.7% في أكتوبر/ تشرين الأول 2001 حين استأنف الأمريكيون الإنفاق بعد تراجع قياسي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وكان من المتوقع أن تقفز مبيعات التجزئة 8% الشهر الماضي، وفقا لاستطلاع لآراء الاقتصاديين أجرته رويترز.
وأظهر التقرير أن مبيعات التجزئة باستبعاد مواد البناء والخدمات الغذائية والبنزين والمبيعات المتعلقة بالسيارات - وهو مقياس يحظى بالاهتمام - ارتفعت بنسبة قياسية بلغت 11%. وكان الاقتصاديون يتوقعون أن ترتفع بنسبة 4.7%.
إنتاج المصانع
وانتعش قطاع الصناعات التحويلية بالولايات المتحدة في مايو/ أيار، لكنه لم يعوض إلا مقدارا ضئيلا من التراجع الذي لحق به في الشهر السابق، مما يشير إلى درجة من الاستقرار في القطاع بعد أن أربكت جائحة كوفيد-19 سلاسل الإمداد وأضرت بالطلب.
وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي اليوم الثلاثاء إن إنتاج الصناعات التحويلية زاد 3.8% الشهر الماضي. وجرى تعديل بيانات أبريل/ نيسان بالخفض لتظهر تراجع إنتاج المصانع 15.5%، وهو أكبر هبوط على الإطلاق منذ بدء الإحصاء، بدلا من 13.7% في القراءة السابقة.
كان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا تسارع إنتاج الصناعات التحويلية في أبريل/ نيسان 4.6%.
وزاد الإنتاج الصناعي العام 1.4% بعد تراجع 12.5% في أبريل/ نيسان، والذي كان أكبر هبوط في تاريخ سلسلة البيانات الذي يرجع إلى 101 عام.
بناء المساكن
وأظهر تقرير اقتصادي نشر الثلاثاء، تحسن مؤشر الثقة في سوق المساكن في الولايات المتحدة خلال يونيو/حزيران الجاري بأكثر من التوقعات، بما يشير إلى أن قطاع الإسكان في الولايات المتحدة في وضع جيد لقيادة التعافي الاقتصادي بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويرصد التقرير، الذي يصدره الاتحاد الوطني لبناة المساكن في الولايات المتحدة، ثقة شركات تشييد المساكن في السوق.
وذكر التقرير أن مؤشر "الاتحاد الوطني لبناة المساكن/ويلز فارجو" لسوق الإسكان ارتفع خلال الشهر الجاري إلى 58 نقطة، مقابل 37 نقطة خلال مايو/أيار الماضي، ليواصل الارتفاع بعد أن كان قد انخفض خلال أبريل/نيسان الماضي إلى أقل مستوى له منذ 8 سنوات في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاع المؤشر إلى 45 نقطة.
وقال "روبرت دايتس" كبير المحللين الاقتصاديين في الاتحاد الوطني لبناة المساكن "قطاع الإسكان يظهر بوضوح مؤشرات على الزخم في ظل التحديات والفرص الموجودة في سوق المباني ذات الوحدة الواحدة.. شركات التشييد سجلت طلبا متزايدا من جانب العائلات التي تطلب مساكن ذات وحدة واحدة داخل وخارج الضواحي التي تمثل أحياء سكنية ذات كثافة سكانية أقل".
وأضاف "في الوقت نفسه فإن معدل البطالة المرتفع ومخاطر تفجر موجة ثانية من العدوى بفيروس كوفيد-19 على الصعيد المحلي مازالت تمثل مخاطر تهدد سوق الإسكان".
وجاء الارتفاع الأكبر من التوقعات لمؤشر الثقة في سوق الإسكان نتيجة ارتفاع المؤشرات الفرعية الثلاثة المكونة له.
وارتفع المؤشر الفرعي لقياس الموقف الراهن للمبيعات إلى 63 نقطة خلال الشهر الجاري، مقابل 42 نقطة في الشهر الماضي، في حين ارتفع مؤشر قياس التوقعات للأشهر الستة المقبلة من 46 نقطة خلال مايو/أيار الماضي إلى 68 نقطة خلال الشهر الجاري.
وارتفع مؤشر حركة الشراء إلى 43 نقطة، خلال يونيو/حزيران الجاري، مقابل 21 نقطة في الشهر الماضي.
ومن المقرر، أن تصدر وزارة التجارة الأمريكية، الأربعاء، تقريرا منفصلا عن تشييد المباني السكنية الجديدة خلال مايو/أيار الماضي.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA=
جزيرة ام اند امز