"بنوا آمون ".. مرشح "التجديد" الاشتراكي يخطو نحو الإليزيه
بنوا آمون على رأس الشخصيات اليسارية الفرنسية، بعد 30 عاما من العمل السياسي منذ انضمامه إلى تظاهرات الطلاب ضد وزير التعليم عام 1986.
اكتسح، وزير التربية الفرنسي السابق ومرشح الحزب الاشتراكي الحاكم "بنوا آمون"، مساء أمس الأحد، الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية لليسار المؤهلة لرئاسية 2017 مايو المقبل، بنسبة تزيد عن 58% من الأصوات في مواجهة رئيس الوزراء السابق مانويل فالس، بعد مشاركة مايزيد عن 2.014.176 ناخبا، حسب معهد إيفوب للإحصاء.
من هو بونوا آمون؟
ولد آمون في السادس والعشرين من يونيو عام 1967 في حي سانت رينان (فيتيستير) على ضفاف نهر إيفيلين وسط فرنسا، لأب فرنسي كان يعمل مهندساً في ترسانة دي سي إن للإنشاءات البحرية، ولأم فرنسية عملت كسكرتيرة مكتب لإحدى الشركات الوطنية.
وعاد آمون إلى شارع فيروني بمدينة بريست بعد رحلة قضاها بالعاصمة السنغالية داكار قبيل انفصال والديه، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي في الفترة ما بين 1976 إلى 1980.
دخل آمون عالم السياسة في سن التاسعة عشرة حينما شارك في تظاهرات الطلبة ضد مشروع قانون وزير التعليم السابق آلان ديفاكيه عام 1986، ثم انضم إلى الحزب الاشتراكي في مدينة بريست وأصبح عضواً في منتدى الاشتراكيين بالمدينة برئاسة مانول فالس.
وتوجه بعد ذلك إلى جامعة بريتاني الغربية حيث حصل على ليسانس التاريخ والتي أهلته للعمل كمنظم في الاتحاد القومي لطلاب فرنسا، ليترأس بعدها منظمة حركة الشباب الاشتراكي.
تدرج مرشح اليسار في مناصب سياسية كبيرة، حيث بدأ عمله كنائب عن الحزب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، ثم المتحدث الرسمي للحزب في الفترة ما بين عامي 2008 إلى 2012.
وفي نفس العام 2012 توجه للعمل الحزبي فأصبح نائب الحزب عن مقاطعة إيفيلين (مسقط رأسه)، واختير من قبل الرئيس الحالي فرانسوا أولاند ليكون واحداً من كوادر الحكومة من عام 2012 حتى عام 2014 ، تنقل خلالها من منصب مبعوث وزارة الاقتصاد والتضامن الاجتماعي، ثم وزيراً للتربية والتعليم العالي والبحث.
وارتبط اسمه بمسؤولة في إدارة مجموعة للمنتجات الفاخرة الفرنسية جابرييل جولار التي تعزف البيانو، حيث آثرت بُعدها عن عالم السياسة بخلاف الإنجليزية بينيلوب كلارك زوجة المرشح اليميني الفائز فرانسوا فيون، والتي يتكتم هو على إظهارها وله منها بنتان.
وعلا صيته في الحزب الاشتراكي حيث يدين له الاشتراكيون بموقفه الداعم لحقوق المستهلكين إبان شغله منصباً في وزارة الاقتصاد والتضامن الاجتماعي، إلا أنه تعرض إلى انتقادات حادة حينما وصف بوزير التربية الوحيد الذي تخلى عن مهامه قبل بدء أول عام دراسي في ولايته.
تعرض بعدها لحملة انتقادات من وسائل إعلامية فرنسية، حيث وصفته مجلة ماريان الإسبوعية بـ "الداهية المتلاعب"، وأطلقت عليه لقب Apparatchik وهي كلمة روسية تعني "عميل الحكومة" بعد نشرها صورة له.
احتشد آلاف الشباب المناهض للعولمة والباحث عن "سياسة أخرى" أو "اشتراكية حقيقية" في مؤتمرات حملته الانتخابية، وراء شعاره "القلب ينبض مجددا" حيث رفض أن يقتصر خطابه على قضايا "الأمن والحزم والهوية"، وأتاحت له المناظرات الثلاث التي نظمت قبل الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية أن يحقق جماهيرية عريضة.
كما هاجمه غريمه فالس متهماً إياه بالتساهل مع المتطرفين والأجانب، بعد تصريح جاء في إحدى خطاباته بأنه "يفتخر لو أطلقوا عليه بلال هامون"، نسبة إلى مؤذن الرسول بلال بن رباح الذي تعرف عليه خلال دراسته التاريخ الإسلامي.
وسخرت صحيفة لوفيجارو اليمينية انه يجسد "نوعاً من اليسار النقي والمثالي". أما مجلة اوبزيرفاتور اليسارية فترى انه يجسد "اليسار الطوباوي"، ونفى آمون كونه "مبعوث العناية الإلهية" فهي بالنسبة إليه فكرة "غير مسؤولة". فقد أصر على كونه افتتح "طريقاً" و"يمكنكم أن تعتبروها صالحة أو لا لكنها طريق".
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز