3 لكمات يوجهها فالس إلى آمون خلال مناظرتهما الأخيرة
شهدت الأوساط السياسية الفرنسية مناظرة حامية الوطيس بين مرشحيَ اليسار مانويل فالس وبنوا آمون تبعتها حرب كلامية بين الاثنين عبر تويتر
سلطت وسائل الإعلام الفرنسية، اليوم الخميس، الضوء على المناظرة الثانية والأخيرة بين رئيس الوزراء السابق ومرشح الحزب الاشتراكي مانويل فالس، وخصمه اليساري العنيد بنوا آمون، والتي تبعتها حرب معلنة وتراشقا كلاميا بين الخصمين على حساباتهما الرسمية بتويتر، تمهيدًا للجولة الثانية الأحد المقبل.
وبدا فالس أشد حماسة وأكثر ثقة من المناظرة السابقة، حيث احتشد آلاف الأنصار من الفريقين لمتابعة المناظرة، التي لاقت قبولًا في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث سادت حالة من الاحترام المتبادل والأسئلة المشروعة والردود الواضحة.
تمحورت المناظرة حول 3 تساؤلات كبرى تخص «العلمانية»، «المهاجرين» و«الاقتصاد»، قام فيها رجل الدولة والمدافع عن علمانيتها فالس بتوجيه الضربات لآمون الذي شاعت بحقه أنباء عن موقفه الناعم تجاه الإسلاميين والمتطرفين، وهما الجوادان الرابحان الذي يراهن عليهما مرشحو الرئاسة من أقصى اليسار عند جان مارك ميلانشون إلى أقصى اليمين عند مارين لوبان.
واتسمت المناظرة بالطابع الهادئ المتدرج في السخونة، فما لبث آمون من رده على سؤال العلمانية، حتى باغته فالس بالتساؤل عن موقفه تجاه المهاجرين، المرتبط بموقفه من الاتحاد الأوروبي وسياسة فرنسا العسكرية في القارة السمراء والشرق الأوسط.
وتقول صحيفة ليكسبريس الفرنسية بأن فالس نجح في تسديد ضربة خاطفة وقاضية في وجه آمون الذي أُرغم ليلة أمس على اللعب في موقف المدافع، حيث تساءل فالس عن موقف خصمه من الاقتصاد والبطالة، فقد صرح آمون سابقًا بأن برنامجه مبني على بذل أجور من الدولة للشباب دون الخمس وعشرين عامًا، ما جعل فالس يستنكر هذه الخطوة التي وصفها بالحالمة، متهمًا آمون بأنه "يبيع الوهم للفرنسيين.. فهناك فرق بين من طبّق القوانين ومن يحلم بتطبيقها".
إلا أن آمون قام بتبرير موقفه بتأكيده على أن البرنامج يحتوي على خطوات متدرجة، فصرف ما يشبه بالإعانات ستكون بشروط منها تحديد سن المستفيد من 18- 25 عامًا كخطوة أولى، ورغم تفسيره المنطقي إلا أن فالس نجح ليلة أمس في إثارة القلق في نفوس الناخبين بأن آمون ليس الرجل المناسب، مؤكدًا أحقيته بجني أصوات اليسار في مواجهة اليميني فيون، والمستقل ماكرون اللذين اشتركا سويًا في استنكار شقّه لصف اليسار، واليمينية المتطرفة مارين لوبان.
يذكر أن وزير التربية السابق آمون (49 عاما) حصل على 35% من الأصوات، متقدما على فالس الذي يمثل الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي، مستفيدًا من وقوف استطلاعات الرأي في صفه.
وتأتي المناظرة الثالثة ضمن حملة اليسار الانتخابية، التي تمخضت عن جذب ما يقرب من 1,5 مليون إلى مليوني ناخب، مقابل أكثر من 4 ملايين ذهبوا لمراكز اقتراع اليمين والوسط أواخر نوفمبر الماضي.
وباتت استمرارية الحزب الاشتراكي في الحكم مهددة، خصوصا مع الانقسامات الكبيرة التي يشهدها بعد 5 سنوات في السلطة، بينما يرى رئيس الحزب الاشتراكي جان كريستوف كامباديليس أن "الانتخابات الرئاسية لم تجر حتى الآن، لدى فرنسا شكوك، الفرنسيون لم يختاروا بعد"، حيث يتبقى على المنافسة في الانتخابات الرئاسية دورتان في 23 إبريل/نيسان و7 مايو/مايو، يرى فيها المحللون أنها ستكون بين اليميني فيون واليمينية المتطرفة لوبان، فقد أفل نجم اليسار إلى الأبد.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز