فيدرالية اليسار تمتنع عن المشاورات.. والغموض يحيط بالحكومة المغربية
تستمر المفاوضات حول تشكيل الحكومة المغربية وسط حالة من الغموض لمواقف بعض الأحزاب المعارضة، التي أجلت قرارها النهائي من المشاركة أو عدم المشاركة إلى 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
تستمر المفاوضات حول تشكيل الحكومة المغربية وسط حالة من الغموض لمواقف بعض الأحزاب المعارضة، التي أجلت قرارها النهائي من المشاركة أو عدم المشاركة إلى 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
جاء ذلك في الوقت الذي يسعى فيه عبد إلاله بنكيران رئيس الحكومة المكلف إلى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة المغربية قبل انطلاق المؤتمر الدولي للمناخ المقرر أن تستضيفه المغرب في شهر نوفمبر/ تشرني الثاني المقبل.
ووفقًا لمواقع مغربية فإن حزب الاستقلال المغربي أقر بشكل رسمي المشاركة في الحكومة التي يشكلها بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وأعلن الحزب على لسان الناطق الرسمي عادل بنحمزة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك"، أن المجلس الوطني لحزب الاستقلال يقرر بالإجماع المشاركة في الحكومة المقبلة.
وبهذا القرار يضع الاستقلال يده في يد حزب العدالة والتنمية، معلنًا بشكل رسمي المقاطعة وقطع أية صلة تجمعه بحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، الأمر الذي اعترض عليه بعض أعضاء الحزب نظرًا لكون الانتخابات التشريعية تسببت في خلافات داخل الحزب، فبعد أن كان الاستقلال ضمن تحالفت المعارضة خلال الانتخابات الأخيرة، قرر بعض القيادات القطيعة للتحالفات القديمة، والاتجاه إلى المصالح الشخصية بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية والاتفاق على المشاركة في الحكومة المقبلة.
بينما أعلن الأمين العام حميد شباط لحزب الميزان رفضه لموقف الاستقلال، مطالبًا الحزب بالعودة إلى التحالفات الوطنية السابقة لمراعاة الظروف السياسية الراهنة وضرورة الاصطفاف الوطني منعًا لحدوث أي متاهات تضر بالمكتسبات الديمقراطية.
ووصف شباط الانتخابات التشريعية الأخيرة بأنها "وصمة عار" في جبين الانتخابات المغربية، قائلًا " المرحلة الحالية يجب أن تديرها حكومات سياسية، وقررنا التفاعل مع هذه المحطة التاريخية بشكل نوعي مختلف لتحقيق نتائج أفضل من أجل مصلحة الوطن"، معتبرًا أن موقف حزب الاستقلال يعد ممارسة ضغط نفسي على المغاربة بهدف الوصول للسلطة، وبسط النفوذ والهيمنة على مؤسسات الدولة.
كما أعلن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تأييده للانضمام لتشكيل الحكومة، مؤكدًا أنه يتابع عملية المفاوضات والمشاورات الحالية لتكوين الحكومة مع باقي الأحزاب، وأشار بعض مسؤولين بالحزب إلى أن الأولوية في اختيار الوزراء ترتكز على أهمية البرامج التي تشغل المواطن المغربي بحسب تصريحات نقلتها صحيفة "هسبريس" المغربية.
ومن ناحية أخرى قرر عدد من الأحزاب المعارضة تأجيل موقفها من تشكيل الحكومة إلى 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وينتظر كل من حزبي الحركة الشعبية والأحرار لانعقاد المؤتمرات التشاورية لاتخاذ قرار نهائي بشأن الحكومة المقبلة، الموعد الذي اعتبره بنكيران متأخرا للغاية لتشكيل الفريق الحكومي، خاصة وأن المغرب تستعد لمؤتمر دولي للمناخ الشهر المقبل.
بينما فيدرالية اليسار الديمقراطي المكونة من ثلاثة أحزاب سياسية، أعلنت رفضها لدعوة حزب العدالة والتنمية للجلوس لمشاورات الحكومة الجديدة، وتقدم حزب الأصالة والمعاصرة للملك محمد السادس بطلب لتعديلات دستورية وحزبية، مؤكدًا أنه لن يتحالف مع أحزاب إلا التي تتفق معه في الاتجاه والمرجعية السياسية وتنفيذ المشروع الديمقراطي.