إرث من فساد أردوغان.. وأكرم أوغلو يحتاج 6 مليارات دولار لإنعاش إسطنبول
تصفية إرث الديون الضائعة والهاربة في أكبر مدن تركيا ربما يمثل تحديا أكبر من الفوز بإسطنبول
إرث من بعض فساد أردوغان، يواجهه أكرم إمام أوغلو العمدة الجديد لإسطنبول، بعد معركة للمعارضة التركية كسرت خلالها الآلة السياسية للرئيس التركي مرتين.
ووفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، قالت إن تصفية إرث الديون الضائعة والهاربة في أكبر مدن تركيا ربما يمثل تحديا أكبر من الفوز.
وكشفت عملية مراجعة للحسابات وتفتيش داخلي أن ديون البلدية غير المجمعة زادت أكثر من 3 أضعاف منذ عام 2014، حيث يتوقع العمدة الجديد أكرم إمام أوغلو أن تزيد التزاماته المستحقة بنسبة 30٪ أخرى هذا العام إلى 35 مليار ليرة (6.1 مليار دولار).
وأشارت الوكالة إلى أن الدين غير المجمع لرأس المال المالي في تركيا ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
- ديكتاتورية أردوغان.. صادر 585 شركة منذ الانقلاب المزعوم
- هبوط الليرة يقفز بأسعار المنتجين الزراعيين في تركيا
ولفتت إلى أنه بالنظر إلى التقلبات الوحشية في سعر الليرة التركية، ثمة نقطة ضعف أخرى تتمثل في الدين الخارجي للمدينة الذي يمثل 84٪ من الإجمالي، وفقًا لتصنيف مؤسسة "فيتش" للتصنيف الائتماني.
من جانبه، قال ميرت يلدز، المؤسس المشارك لمؤسسة "فورسايت" للأبحاث السياسية ومقرها إسطنبول، "على الرغم من أن رقم الدين صغير من الناحية الاسمية لمدينة بحجم إسطنبول، فإن سداد هذا الدين دون توفير أموال إضافية يبدو صعباً للغاية. ويبدو أنه لا توجد أموال إضافية لإمام أوغلو في الوقت الحالي".
ورجحت الوكالة أن الموارد المالية للبلدية تتحول إلى معركة بعد أن انتزعت المعارضة السيطرة على المناطق الحضرية الكبرى هذا العام، بما في ذلك العاصمة أنقرة والمركز التجاري إسطنبول.
وعلى الرغم من أن الميزانية العمومية السيادية هي من بين النقاط القوية بالنسبة لتركيا ككل، لكن الميزانيات المحلية أصبحت تحت رحمة تقلبات أسعار العملات وتحولات الرياح الاقتصادية.
وأوضحت أن الركود الذي أصاب تركيا يترسخ على نحو أعمق في مدينة إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، وتمثل نحو ثلث اقتصاد البلاد، وخلافا للسنوات السابقة تتوقع "فيتش" أن يكون النمو المحلي أسوأ من أداء الاقتصاد الوطني في عام 2019.
قال محللون في "فيتش" منهم نيلاي أكيلديز في تقرير بعنوان "التحصيل المسبق بشكل مكثف" للنفقات الرأسمالية قبل انتخابات هذا العام هو السبب وراء "الزيادة الكبيرة في الاقتراض وتدهور نظام الإنفاق".
يشار إلى أن إمام أوغلو، وهو رجل أعمال سابق حتى وقت قريب رئيس بلدية منطقة غير معروفة لإحدى ضواحي إسطنبول، ركز على إنهاء تبديد الملايين من دافعي الضرائب، أحد الموضوعات الرئيسية في حملته.