"لوموند": اللبنانيون تجاوزوا الطائفية خلال احتجاجاتهم
الصحيفة الفرنسية قالت إن مئات الآلاف من اللبنانيين يتظاهرون منذ أيام في أجواء استثنائية من الحماسة والاتحاد رغم خلافاتهم الطائفية.
أشادت صحيفة "لوموند" الفرنسية بتجربة الاحتجاجات اللبنانية، قائلة: "إن جيل الشباب تجاوز اختلافاته الطائفية والاجتماعية للتعبير عن غضبه".
وتحت عنوان "غضبنا يقربنا، أسقطنا جدار المخاوف الطائفية: الشعب اللبناني متحد ضد قادته"، أوضحت الصحيفة الفرنسية أن مئات الآلاف من اللبنانيين يتظاهرون منذ أيام في أجواء استثنائية من الحماسة والاتحاد رغم خلافاتهم الطائفية التي مزقت بلادهم لسنوات".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه رغم مبادرة الحكومة اللبنانية للإصلاح التي تم الإعلان عنها في وقت سابق الإثنين، فإن اللبنانيين لا يزالون في الشوارع.
وسلطت "لوموند" الضوء على المظاهرات ومدى تلاحم اللبنانيين في طريقة احتجاجاتهم للتعبير عن رأيهم، موضحة أنه خرج نحو مئات الآلاف منهم في شوارع بلادهم، أمس الأحد، في موجة حماسة استثنائية وأكثر من ذلك بكثير من أي وقت مضى في وقت متزامن بعدة مدن: بيروت وطرابلس وصيدا وصور.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن اللبنانيين تجاوزوا اختلافات الطبقات الاجتماعية، والطوائف والديانات المختلفة، ووحدوا جهودهم للتعبير عن مطلب واحد وهو استقالة حكومتهم، المتهمة بالإهمال والفساد.
ووصفت "لوموند" تجمعات المتظاهرين اللبنانيين بأنها "تدعو للفخر والفرح"، وتأتي قبل أيام من العطلة الرسمية للبنان، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو تاريخ انتهاء الانتداب الفرنسي عام 1943.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد المتظاهرين بساحة الشهداء وسط بيروت، ويدعى رامي، قوله: "لقد مر وقت طويل لأننا لم نلتق جميعًا معًا، إنها نعمة"، موضحاً أن آخر مظاهرة شهدت هذا الحشد الهائل تعود إلى عام 2005، حيث قدرت التعبئة ما يقرب من مليون شخص للمطالبة برحيل التدخل السوري.
من جانبها، قالت متظاهرة أخرى وهي طالبة في مدرسة مرموقة، تدعى كريستينا قائلة: "غضبنا يقربنا من بعضنا البعض، ونجد أنفسنا نتحدث مع الناس الذين لم نحادثهم قط خلال الأوقات العادية، لقد أسقطنا جدار المخاوف الطائفية والخلافات التي مزقتنا".
وعادت "لوموند" قائلة: "إن الرغبة في لمّ الشمل التي امتلكت اللبنانيين، تعد رد فعل للشعب اللبناني الذي عانى على مدار عقود من سوء الإدارة والشلل والمحسوبية الحكومية"، موضحة "أن الشعب اللبناني لم يتوقف عن الشعور بمرارة الفجوة بين الصورة الساحرة للبنان وواقع الحياة اليومية المرير، حيث بلغ معدل الفقر 35٪، في ظل النقص المتكرر في المياه والكهرباء وتدهور البنية التحتية".
ومن مطالب اللبنانيين التي أعربوا عنها خلال مظاهراتهم، هو المطالبة بحكومة "تكنوقراط"، وفقاً للصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ الحرب الأهلية اللبنانية في التسعينيات، وقد استولت على السلطة مليشيات مختلفة بينها "حزب الله"، وأثرياء غير لائقين لتولي قيادة البلاد لعدم شعورهم بمعاناة اللبنانيين.
وتابعت أن "هذه العوامل أفرزت عن جيل جديد غاضب، من البطالة التي تتراوح ما بين 20 ٪ إلى 30 ٪، وديكتاتورية المحسوبية، والحياة باهظة الثمن".
وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت، في وقت سابق الإثنين، أن مجلس الوزراء أقر مبادرة سعد الحريري للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد، مع مواصلة النقاش حول البند الأخير منها المتعلق بمساهمة المصارف في قطاع الكهرباء.
لكن، رفض متظاهرون لبنانيون، اليوم الإثنين، مبادرة الحكومة الإنقاذية لإصلاح المنظومة الاقتصادية ومحاربة الفساد، وأكدوا في بيان أنه "لا تراجع" عن تحقيق المطالب الشعبية بإسقاطها.