لوموند: انشقاقات "العدالة والتنمية" تهز الأرض تحت أقدام أردوغان
لم يبق بجانب أردوغان شخصيات مقربة يمكن الوثوق بها بعد عزوف معظم رفقائه عن البقاء في الحزب هربا من تسلطه.
بعد خسارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المدن التركية في الانتخابات المحلية ضربت موجة انشقاقات عميقة حزبه، ولايبدو أن استقالة علي باباجان رفيق الطريق السابق وأحد المؤسسين ستكون آخرها.
وتحت عنوان "في تركيا.. الشعور بالضيق يخيم على حزب أردوغان"، أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن أعضاء "العدالة والتنمية" لا سيما المخضرمين ضاقوا ذرعاً من تصرفات الرئيس، ما دفعهم إلى الانسحاب من حزب "العدالة والتنمية" مسلطة الضوء على واقعة علي باباجان.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن "علي باباجان أوصد باب (العدالة والتنمية) الذي نشأ فيه ما يشير إلى أن ثمة انشقاقات جديدة داخل إلى حزب أردوغان"، لافتة إلى أن كثيرين سيحذون حذوه.
- أردوغان وصراع التكتلات.. 3 شخصيات تخطط لخلافته في رئاسة الحزب
- عقوبات أمريكية منتظرة على أردوغان تهوي بالليرة التركية
وأوضحت أن "خسارة العديد من المدن الكبرى خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، والمؤشرات الاقتصادية السيئة، والشعور المتزايد بالضيق داخل الحزب الذي يتزعمه أردوغان؛ أدت إلى دعوات لإعادة رص الصفوف خلال اجتماع عقد الخميس الماضي لم تخرج نتائجه للعلن حتى الآن".
سخط على "الريس"
وفقاً لـ"اللوموند" فإن الشعور العام المنتشر وسط أعضاء حزب العدالة والتنمية وهو السخط من "الريس" (أحد ألقاب أردوغان).
ورغم رسائل الاطمئنان التي يبعثها أردوغان لأعضاء حزبه كقوله: "لا تفكروا كثيرًا في نتائج الانتخابات البلدية لأنقرة وإسطنبول" مبرراً أن من فازوا بها من المعارضة لن يقووا على فعل شي، زادت شكوك أعضاء "العدالة والتنمية" الذي أعرب بعضهم عن مخاوفه إزاء سياسات الرئيس صراحة لأول مرة.
وأضافت الصحيفة أن "أعضاء الحزب شككوا أيضاً في فعالية النظام الرئاسي الجديد، الذي طبقه أردوغان بعد التعديلات الدستورية التي أسندت إليه صلاحيات واسعة وقطعت التواصل بين الوزراء والحكومة بعد إلغاء منصب رئيس الوزراء".
وأشارت إلى أنه "منذ عام 2018 انتقلت كل أذرع القيادة إلى أيدي أردوغان، وأصبح نظام السلطة رأسيا ممثلا في الرئيس فقط، ولم يعد الوزراء ملزمين بتقديم تقرير إلى البرلمان ما قلص دوره".
وحرصًا على الهدوء داخل أجواء الاجتماع، خاطر النائب عن حزب العدالة والتنمية يونس كيليس، المنتخب عن مدينة قارص (شمال شرقي تركيا)، بمقارنة الوضع الحالي بـ"زوجرت آغا" (1985)، وهو فيلم كوميدي تركي يصف نكسات مالك الأرض الذي أجبر على مغادرة قريته الأصلية بعد أن فقد جميع مساحاته.
وتجرأ النائب كيليس قائلاً: "نشعر أننا مثل زوجرت آغا..."، ورداً على ذلك التعليق، قال أردوغان: "من هذا؟ أهو غريب على تلك الفكاهة".
وعقب الاجتماع لم يتم إصدار أي إعلانات رسمية، ولا حتى مخططات لتعديل وزاري جديد.
وكان أردوغان قد أعلن قبل أيام قليلة من اللقاء أن الأمر غير وارد قائلاً: "لن أغير الحكومة بناء على طلب من وسائل الإعلام والمعارضة، إذا قمت بذلك فسيقومون برفع سقف مطالبهم لأشياء أخرى".
ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن المناخ العام في تركيا أصبح حرجاً، مستندة إلى ما قاله الصحفي البارز بصحيفة "حرييت" التركية عبدالقادر سيلفي في مقاله الافتتاحي: "الأرض بدأت تهتز تحت أقدام الحزب الرئاسي".