أردوغان وصراع التكتلات.. 3 شخصيات تخطط لخلافته في رئاسة الحزب
هناك 3 أجنحة تتصارع داخل العدالة والتنمية لخلافة منصب أردوغان، منها جناح بزعامة وزير الداخلية سليمان صويلو
سلط كاتب تركي الضوء على صراع التكتلات الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، مشيرا إلى أن مساعي رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان لتأسيس حزب جديد، كان لها بالغ الأثر في تأجيج هذا الصراع داخل العدالة والتنمية.
جاء ذلك في مقال نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، بعنوان "ما الذي يجري في العدالة والتنمية؟"، للكاتب محرم قليج.
وقال الكاتب في مقاله "مساعي علي باباجان وأحمد داود أوغلو كانت سببا في ظهور مشكلة الأجنحة داخل العدالة والتنمية، ولقد بدأ صراع هذه الأجنحة يظهر للسطح بعد الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد يوم 31 مارس/آذار الماضي".
3 تكتلات تتصارع داخل العدالة والتنمية
لفت قليج إلى أن "هناك 3 أجنحة تتصارع داخل العدالة والتنمية، جناح بزعامة وزير الداخلية سليمان صويلو، وآخر بزعامة برأت ألبيرق وزير الخزانة والمالية، صهر أردوغان، والثالث بزعامة بلال أردوغان نجل الرئيس التركي".
وبيّن الكاتب أنه "مع احتمال تخلي الرئيس أردوغان عن الرئاسة العامة للحزب الحاكم بدأت هذه الأجنحة تتحرك، وإن كانت لم تظهر مشكلة حتى الآن جرّاء هذا الصراع، إلا أن كل جناح يحاول تصفية الجناح الآخر بأية طريقة، وهذ الأمر قد يأتي بانشقاقات وانقسامات جديدة داخل الحزب الذي يحكم البلاد منذ نحو 17 عاما".
وتابع قائلًا "وهذه الصراعات وإن لم تكن ملحوظة في الوقت الراهن ستكشف عن نفسها بقوة خلال المؤتمرات العامة التي يعتزم الحزب عقدها خلال الفترات المقبلة، فالأجنحة الثلاثة يشغلها أمر واحد فقط، وهو من سيترأس الحزب بعد رحيل أردوغان؟".
وذكر الكاتب أن "أن جناح وزير الخزانة ألبيرق يواجه صعوبات داخل الحزب على خلفية الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد في ظل تولي صهر أردوغان وزارة الخزانة والمالية، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة داخل الحزب، مناهضة للوزير الصهر ألبيرق".
في ذات السياق، أفاد بأن "نجاح وزير الداخلية سليمان صويلو في مكافحة الإرهاب، ولعبه دورا مؤثرا في انتخابات إسطنبول الأخيرة، أمر جعل جناحه داخل الحزب متقدما إلى الأمام لخطوة".
وأشار إلى أن "الجناح الذي يترأسه بلال أردوغان يتحرك وكأنه واثق من كل شيء، ويحمل شعار (القوة عندنا)، وذلك بفضل الأب رجب طيب أردوغان".
الكاتب قليج أوضح كذلك أن "هناك ردود فعل غاضبة في قاعدة الحزب الحاكم، رافضة تولي أقارب وأصدقاء أردوغان أية مناصب داخل الحزب أو الحكومة، لدرجة وصلت إلى قيام عدد من ناخبي الحزب أثناء تصويتهم في انتخابات إسطنبول المعادة التي جرت يوم 23 يونيو/حزيران الماضي، بالكتابة على أوراق التصويت في بعض اللجان الانتخابية عبارات، مفادها أنهم لن يدعموا الحزب طالما صهر أردوغان موجود".
واستطرد قائلا "وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الرفض العام للوزير ألبيرق داخل الحزب انتشر بسرعة حتى وصل للقاعدة الانتخابية، وهذا أمر أزعج القائمين على إدارة الحزب الحاكم".
وشدد الكاتب على أن "الأجنحة الثلاثة لعبت دورا مؤثرا في تحديد المرشحين لرئاسة البلديات في الانتخابات المحلية الأخيرة، ولقد كانوا حريصين على اختيار مرشحين هبطوا على الحزب بمظلات وترفضهم القاعدة الانتخابية، الأمر الذي أدى إلى خسارة العديد من البلديات في الولايات والأقضية".
في سياق متصل، ذكر الكاتب أن "الرئيس أردوغان بعد الانتقال للنظام الرئاسي الحزبي (أي رئيس الجمهورية يكون رئيس الحزب الحاكم) فقد السيطرة بشكل أو بآخر، إذ كان هو المرجعية الوحيدة لإصدار القرارات الخاصة بالحزب والحكومة، الأمر الذي أدى إلى انسداد النظام الرئاسي وبالتالي فشله".
الانشقاقات تتوالى
تقديم وزير المالية التركي السابق علي باباجان، الإثنين 8 يوليو/تموز، لاستقالته رسميا من "العدالة والتنمية"، خطوة كان لها بالغ الأثر على الحزب الحاكم الذي يعاني انشقاقات متتالية، اعتراضاً على سياسيات زعيمه أردوغان، التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وعلى وقع انشقاق باباجان، كشفت وسائل إعلام تركية، مؤخرا، عن نية 40 برلمانيا منتمين للحزب الحاكم الانضمام إلى الحزب الجديد، وسارع 4 وزراء سابقين منتمين لحزب أردوغان، الأربعاء 10 يوليو/حزيران، إلى تأييد باباجان في خطوته الجديدة.
ويعتزم 40 نائبا من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية الانضمام لحزب نائب رئيس وزراء تركيا السابق، الذي يؤسس له رفقة رئيس البلاد السابق عبدالله جول، وفقاً لتقارير صحيفة محلية.
ويُرجع النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية اتجاههم لهذه الخطوة، إلى إصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليا في المجالات كافة.
وكان باباجان واحدا من الذين قاموا بتأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 أغسطس/آب 2001، ومنذ ذلك الحين حتى استقالته تقلد العديد من المناصب داخل الحزب، وفي عدد من الحكومات التي تعاقبت على السلطة، إذا سبق له أن حمل حقيبتي الخارجية والاقتصاد، فضلا عن توليه منصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية.
ويمثل هذا القرار الصادر من خصوم أردوغان، الذين كانوا حلفاؤه سابقاً، تدشين أولى خطوات خلعه من السلطة، عبر تأسيس حزب جديد منشق عن العدالة والتنمية برؤية معارضة تماما لسياساته.
ويضم الحزب التركي الجديد خليطاً من الوجوه القديمة والجديدة الناجحة، حيث يدرك كل المقربين من باباجان مدى دقته ومعاييره العالية، إذ إنه يعمل على التفاصيل الصغيرة لكل الخطط قبل الإعلان عنها.
وأضفى إعلان باباجان استقالته من "العدالة والتنمية" على مزاعم تأسيسه حزبا جديدا الصفة الرسمية، فيما يترقب متابعون للشأن السياسي التركي، خلال الأيام المقبلة، ردود فعل الأغلبية داخل حزب أردوغان بعد الخسارة الكبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
ويسعى باباجان وجول، منذ 3 أشهر تقريبا، لإقناع نواب العدالة والتنمية بالانضمام لحزبهما الجديد.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز