بعد شهر من عملية التحرير.. انتصارات الجيش الليبي تتوالى في الجنوب
عملية تحرير مدن جنوب ليبيا انطلقت في 15 يناير/كانون الثاني الماضي بتعليمات من القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
ما زالت انتصارات الجيش الليبي تتوالى، بعد شهر من انطلاق العملية العسكرية لتحرير مدن الجنوب من قبضة الجماعات الإرهابية والمرتزقة، وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين حقول النفط.
- سلاح الجو الليبي يشن غارات على مواقع للمرتزقة التشاديين جنوبي البلاد
- خبراء لـ"العين الإخبارية": الجيش الليبي أحبط مخططات قطر في جنوب البلاد
ومنذ انطلاق العملية العسكرية تمكنت قوات الجيش الليبي من السيطرة على مدينة سبها بشكل كامل وتأمينها من هجمات الإرهابيين المتمركزين في الجنوب، فضلا عن إحياء دور مؤسسات الدولة المتمثلة في البلديات ومديريات الأمن للاضطلاع بدورها في عمليات التأمين.
تحرير الجنوب الليبي
انطلقت عملية تحرير مدن جنوب ليبيا في 15 يناير/كانون الثاني الماضي، بتعليمات من القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
وحسب ما أعلنه الناطق باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري، وقتها، "تهدف العملية العسكرية لفرض القانون ومكافحة الهجرة غير الشرعية وملاحقة الإرهابيين والمرتزقة والعصابات التشادية، وتأمين حقول النفط".
وبالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية، تعهدت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بأن القوات المسلحة ستدخل العاصمة طرابلس "فاتحة لا مقاتلة".
كما تعهد الجيش الليبي بسحق المليشيات الإرهابية الممولة من قطر وتركيا، والتي تعمل على نهب ثروات البلاد الطبيعية في مدن الجنوب.
تأييد القبائل لعملية تحرير الجنوب
حصلت العملية العسكرية على تأييد القبائل الليبية المتمركزة في جنوب ليبيا وعدد كبير من أعضاء مجلس النواب الليبي الذين أعلنوا عن دعمهم الكامل لها.
وحذرت القبائل الليبية، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، من أي تحرك عسكري ضد قوات الجيش الليبي، مؤكدة أنها ستتصدى لأي قوات عسكرية تحاول عرقلة عملية تحرير مدن الجنوب.
وثمن وفد من مشايخ وأعيان ونشطاء 23 بلدية من بلديات المنطقة الغربية في ليبيا جهود الجيش الوطني التي يقوم بها من أجل تطهير شرق وجنوب البلاد.
تحرير مدينة سبها
بدأت عمليات الجيش الليبي بشكل فعلي على الأرض باقتحام مدينة سبها وتصفية قيادات إرهابية في المدينة، والقبض على العناصر الإرهابية التي تورطت في سفك دماء الليبيين.
وأعلن الجيش 18 يناير/كانون الثاني الماضي، مداهمة منزل الإرهابي أبو طلحة الليبي وتصفية أبرز 3 قيادات إرهابية في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي، منهم الليبي المهدي دنقو والإرهابي المصري عبدالله الدسوقي بمنطقة القرضة قرب مدينة سبها جنوب غرب البلاد.
وأكدت القيادة العامة للجيش أن الجماعات الإرهابية تتخذ من المدن الجنوبية ملاذا آمنا لها، وذلك بعد هزيمتها في مدن سرت وبنغازي ودرنة والهلال النفطي.
وعقب تحرير مدينة سرت بالكامل، أعلنت غرفة عمليات الكرامة نهاية الشهر الماضي تسليم كافة المباني الحكومية ومؤسسات الدولة للوزارات المعنية في الحكومة الليبية المؤقتة.
وكشفت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقوات المسلحة عن قيام الحكومة المؤقتة بضخ سيولة مالية إلى مدينة سبها، مؤكدة أن الهدف هو توزيع هذه السيولة على الأهالي عبر المصارف التجارية.
هزيمة مرتزقة تشاد الممولين من قطر
وكبدت القوات العسكرية الليبية، المرتزقة التشاديين خسائر فادحة في الآليات والأرواح نتيجة للعملية العسكرية التي شنتها قوات الجيش.
واعترف زعيم المرتزقة التشاديين الممول من قطر تيمان أرديمي بتعرض قواته لخسائر كبيرة جراء الضربات الموجعة التي تلقتها في ليبيا وتشاد بتعاون فرنسي.
وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية في 4 فبراير/شباط الجاري شن غارة جوية على مرتزقة تشاديين دخلوا شمال تشاد فارين من جنوب ليبيا، وذلك في ظل استمرار عملية الجيش الليبي ضد المرتزقة الأفارقة.
بدورها، قالت قيادة أركان الجيش التشادي، إن قواتها أسرت أكثر من 250 إرهابيا، بينهم 4 من القادة، إثر دخول قافلة من المتمردين إلى تشاد من الأراضي الليبية.
وفى محاولة لمنع وصول أي امدادات للجماعات الإرهابية المتمركزة جنوب البلاد، أعلن الجيش الليبي حظر هبوط وإقلاع الطائرات دون تصريح بمدن الجنوب.
وقالت غرفة عمليات القيادة الجوية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، إنه حال عدم امتثال الطائرة للأوامر فإنه سيتم التعامل معها كهدف معادٍ لمقاتلات السلاح الجوي.
وتمكنت العملية العسكرية من طرد المليشيات التي سيطرت على حقلي الشرارة والفيل جنوب البلاد، وبدأت في ملاحقة الجماعات الإرهابية والمرتزقة التشاديين، وناشدت المؤسسة الوطنية للنفط رفع حالة القوة القاهرة عن حقل النفط الذي ينتج ثلثي إنتاج ليبيا من النفط.
دعم إقليمي ودولي لعمليات الجيش الليبي
في السياق ذاته، أكد برلمانيون ليبيون، أن العملية العسكرية التي يشنها الجيش الليبي في جنوب البلاد لتحريرها من قبضة الإرهابيين تحظى بدعم دولي وإقليمي.
وقال عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "مدن الجنوب جزء لا يتجزأ من ليبيا، ومكون أساسي في دولة ليبيا".
وأشاد العباني بـ"توجه القوات المسلحة الليبية لتطهير الجنوب من العصابات الإرهابية المارقة التي تعيث فسادا في مدن الجنوب، وتمارس كل أنواع الإجرام، ومن المرتزقة التشاديين والسودانيين".
وأوضح أن "إطلاق العملية كان قرارا حكيما لتأدية أهم واجبات الجيش الليبي في تحقيق الاستقرار والأمن وحماية الحدود الجنوبية المستباحة، مما يلقي بظلاله الإيجابية على دول الجوار، وملف الهجرة غير الشرعية".
من جانبه، أكد عضو مجلس النواب الليبي زايد هدية، أن "دول العالم باتت تدرك جيدا أن الحل في ليبيا يأتي عبر سيطرة الجيش الوطني على كامل البلاد، لأنه جيش منضبط ومهني"، مشيرا إلى دور بعض الدول الرافضة للجيش كونها صاحبة مصالح ضيقة وأطماع في ليبيا.
وقال عضو مجلس النواب الليبي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إنه "لم يعد هناك مجلس رئاسي في ليبيا، لكن هناك شخصا واحدا مدعوما من دول بعينها لتنفيذ أجندة معينة تخدم مصالح هذه الدول".
وأكد أن "هذا الشخص هو فايز السراج الذي يعمل لخدمة مستقبله السياسي، وحكومته لم تلتزم ببنود الاتفاق السياسي، وأصبح منفردا بكل شيء".
وأوضح هدية أنه لم يسجل انتهاكا واحدا للجيش الليبي خلال عملية تحرير الجنوب، مؤكدا أن "الادعاء الخاص بقصف الطائرة المدنية التابعة للخطوط الليبية كذب وافتراء، وباعتراف قائد الطائرة نفسه".
وتتواص العملية العسكرية للجيش الليبي في مدينتي مرزق وأم الأرانب لتطهيرهما من قبضة الجماعات الإرهابية وطرد المرتزقة التشادييين المنتشرين على أطراف تلك المدن، وذلك عبر شن غارات جوية على تمركزات المرتزقة التشاديين في المدينتين.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز